الحراك الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وفرص الحرب مع إيران

الحراك الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وفرص الحرب مع إيران

2023-08-11
1213 مشاهدة


عقد مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية أمس الخميس مساحة حوارية على حساب "تويتر" ناقش فيها التواجد الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها وآثارها المحتملة على المنطقة.

 واستضاف المركز في مساحته الحوارية الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن الدكتور سمير التقي وحاوره الباحث في مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية فراس فحام.

افتتح التقي بدوره الحديث عن التعزيزات التي أرسلتها واشنطن إلى منطقة الشرق الأوسط وسط تحذيرات من اندلاع مواجهة مباشرة مع إيران.

وأشار التقي في حديثه إلى أن الولايات المتحدة وجدت نفسها تفتقد للأدوات الإستراتيجية للتأثير في منطقة الشرق الأوسط مما دفعها لضخ المزيد من قواتها في المنطقة وبالتالي أعادت ضرورة ترتيب النفوذ خصوصاً بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.

ويرى التقي أن من الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة تعزز تواجدها أكثر في الشرق الأوسط هو الاهتمام الواضح بـ “ترويض روسيا" في القارة العجوز وضبط تنافُس الصين مؤخراً في ظل السعي المتزايد لبناء علاقات قوية من الصين مع دول الشرق الأوسط.

 وحول التعاون الأمني في الشرق الأوسط نوه الباحث بأن الولايات المتحدة لا ترغب بإنشاء تعاون أمني أو عضوي بين الصين ودول الشرق الأوسط لعدم تمكنها من الوصول إلى المعلومات الحساسة عن طريق التعاون مع دول الخليج العربي.

وفي سياق التطورات العسكرية التي دفعت بها واشنطن إلى مياه الخليج مؤخراً أشار إلى أن هناك صعوبات أمام الولايات المتحدة بسبب "الإهمال السابق في منطقة الشرق خصوصاً بعد تراجُع دورها في الملف السوري والفلسطيني ورغبتها في العودة إلى المنطقة البحرية من حيث موارد الطاقة واستخدام القدرات البحرية في موضوع التجارة".

كما علق التقي على العملية العسكرية أو الغزو البري الأمريكي بأنه وهم لا يمكن تصديقه لأن الولايات المتحدة تحاول أن تضبط الصراعات الإقليمية من خلال تحالفات مع قوى إقليمية مختلفة عبر دورها العسكري الإستراتيجي كسلاح الطيران وأجهزة الاستخبارات الإلكترونية كالأقمار الصناعية، بالإضافة إلى استخدام ضربات نوعية تقوم بها المسيرات الأمريكية بإنجاز مهام محددة نوعية.

وتطرق التقي في حديثه إلى الوجود الروسي بأنه كان من الممكن أن يصل إلى حدود ألمانيا لولا الجهود الغربية والأمريكية لأن دول أوروبا الشرقية وخصوصاً بولندا لا يمكنها الوقوف أمام آلة الحرب الروسية في حال انهزمت أوكرانيا، معتبراً أن الولايات المتحدة مضطرة للاهتمام بإقليم الشرق لأنها لم تتورط في حرب أوكرانيا بإنزال جنود على أرض المعركة، ولكنها أدارت المعركة عسكرياً عبر قوى اقتصادية وعسكرية وأمنية وأرادت أن تضمن عدم وصول روسيا لأهدافها العسكرية بعد الحرب على أوكرانيا.

وبحسب رأي الباحث فإن العلاقة الإيرانية الأمريكية ليست علاقة عدائية لأن إيران ليست عدواً عضوياً للولايات المتحدة إنما هي دولة "مارقة" تثير المشاكل والفوضى في الإقليم لكنها لا تمسّ المصالح العليا للولايات المتحدة كما أن هناك تفاوضاً بين الولايات المتحدة وإيران وهو من خلال الاتفاق الذي تسمح به إيران لفرق التفتيش بزيارة منشآتها النووية مع ضمان عدم صناعة القنبلة الذرية.