تصعيد إسرائيلي لافت باغتيال هنية في طهران
2024-07-31845 مشاهدة
يُشكِّل اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران خرقاً لافتاً لقواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران، فهنية تعرّض للاغتيال داخل العاصمة الإيرانية، وهو يحلّ ضيفاً على الدولة للمشاركة في مراسم تنصيب رئيسها، كما أن هنية يتمتع برمزية خاصة باعتبار أنه يتربع نظرياً في أعلى هرم السلطة داخل منظومة حركة حماس . كما أن عملية الاغتيال جاءت بعد ساعات فقط على اغتيال شخصية أمنية رئيسية في حزب الله .
أظهرت العمليتان التفوُّق الإسرائيلي الأمني والعسكري على المحور الإيراني في المنطقة، وعدم قدرة هذا المحور على حماية رجالاته في معاقلهم، سواء في الضاحية الجنوبية ببيروت أم في قلب العاصمة الإيرانية .
تُمثِّل عملية الاغتيال استمراراً لسياسة الاغتيالات الإسرائيلية للقيادات الفلسطينية، أو قيادات الحرس الثوري وحزب الله، أو حتى للعلماء النوويين الإيرانيين .
على المستوى الداخلي الإسرائيلي، تُمثِّل عملية اغتيال هنية واحداً من أبرز إنجازات نتنياهو منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023 ، وهو إنجاز يحتاجه بشكل كبير لإرضاء الجمهور الإسرائيلي الغاضب من بُطْء الإنجاز في معركة غزة .
وعلى المستوى الداخلي لحركة حماس، فإن الاغتيال سيتسبب بإرباكات داخل الحركة، فبعد اغتيال هنية وقبله العاروري، أصبحت مسؤولية قيادة المكتب السياسي من نصيب زاهر جبارين، والذي لا تقبل به قيادة الحركة في قطاع غزة، بينما كان هنية محسوباً على قيادة غزة، وقادراً على إدارة العلاقة معها .
ويُعتقَد أن نتنياهو قد حصل على الموافقة الأمريكية على تنفيذ هذه العملية أثناء تواجُده في واشنطن الأسبوع الماضي، وربما تكون العملية قد نُفذت بتعاوُن استخباراتي وعسكري مع الولايات المتحدة .
وتحمل عملية الاغتيال - بما لها من رمزية - ضغوطاً كبيرة على صانع القرار الإيراني، والذي يحاول دائماً تجنُّب المواجهة المباشرة مع إسرائيل، ويفضل محاربتها عَبْر الوكلاء على أراضي الآخرين، إذ يتطلَّب مثل هذا العمل ردّاً إيرانياً يُعيد لها الاعتبار على المستوى الإقليمي والدولي .
ولا بد من مراقبة الردّ الإيراني ضِمن هذه الفترة؛ لما له من حساسية عالية، علماً بأن إيران يُستبعَد أن تتجه إلى الردّ بشكل فعليّ على الضربة؛ لأن مثل هذا التحرُّك قد يُدخل إيران في مرحلة المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وهو ما لا ترغب به طهران، حيث يمكن أن يأتي هذا الردّ بكلفة باهظة للغاية، وفي توقيت حدَّدته تل أبيب .
وفي الغالب فإن إيران ستعمل عَبْر الوسطاء للحصول على ثمن مقابل التزامها بسياسة " الصبر الإستراتيجي " ، أو اللجوء إلى " الردّ المنسَّق مع الخصم ".