مستقبل السلطة الفلسطينية بعد محمود عباس
2021-10-303625 مشاهدة
تمهيد
تطرح حساسية الوضع الفلسطيني الراهن وتقدم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العمر وحالته الصحية المتراجعة وضعف الطابع المؤسسي للسلطة بسبب تركز كافة الصلاحيات في يد الرئيس وغياب السلطة التشريعية، فضلاً عن تعمق حالة الانقسام الداخلي على مستوى الفصائل الفلسطينية وعلى مستوى حركة فتح، تطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل السلطة الفلسطينية بعد محمود عباس.
لا شكّ في أن هذه المسألة لا تهم الفلسطينيين وحدهم، بل تحظى باهتمام إقليمي ودولي؛ لأن وجود السلطة الفلسطينية ترتب عليه الكثير من المشاريع السياسية والاقتصادية في المنطقة العربية والعالم، ورغم فشلها كمشروع سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أنها حققت قدراً معيناً من الهدوء النسبي. لهذا فإنّ غياب الرئيس محمود عباس لأي سبب كان، دون توافر شخصية فلسطينية تتولى تلك الصلاحيات، فإن مستقبل السلطة يبدو في حكم المجهول؛ لأن تصور اليوم الأول لغياب محمود عباس أو الطريقة التي سيهتدي إليها الفلسطينيون من أجل تسليم السلطة لشخصية أخرى مسألة غير محددة دستورياً ومرهونة بتوازنات تلك المرحلة.
سيحاول هذا البحث تفكيك تلك المُعضلة المرتقبة معتمداً على أسلوب السيناريوهات، خاصة أن أزمة خليفة محمود عباس لم تقع بعد، بل لا تزال في طور الاحتمالات، لهذا فإن أسلوب السيناريو يُعد واحداً من أهم أساليب مناهج الدراسات المستقبلية التي تضع توصيفاً لوضع مستقبلي ممكن الوقوع، انطلاقاً من مؤشرات الوضع القائم مع تبيان نتائج تلك السيناريوهات المتوقعة.
ومن أجل تحليل ظاهرة فراغ السلطة الفلسطينية بعد محمود عباس عبر أسلوب السيناريو، تم تحليل مراحل السيناريو الأربعة، بدءاً من تحديد الظاهرة المحتملة المتمثلة في فراغ السلطة الفلسطينية بعد محمود عباس، وأسباب حالة الفراغ، وجمع البيانات المتعلقة بها، وضبط سياقات تطورها، وصولاً إلى النتائج المترتبة عليها.