روسيا تحقق مكاسب ميدانية في الحرب الأوكرانية.. ما دلالتها؟

روسيا تحقق مكاسب ميدانية في الحرب الأوكرانية.. ما دلالتها؟

2024-11-26
70 مشاهدة

حققت روسيا مكاسب ميدانية متعددة خلال شهر نوفمبر 2024 في مواجهة أوكرانيا، حيث أقرت الأخيرة بأنها فقدت السيطرة على قُرابة 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك الروسية، التي سبق أن دخلتها صيف عام 2024 بشكل مباغت.  

بالتوازي مع العمليات التي تستهدف استعادة كورسك، والتي زجّ فيها الجيش الروسي آلاف الجنود، يستمر تقدُّم القوات الروسية في دونتسيك ضِمن إقليم الدونباس شرق أوكرانيا، فقد سيطرت مؤخراً على بلدة نوفوسيليديفكا. 

الزخم بالعمليات العسكرية الروسية ازداد بشكل ملحوظ بعد أن استعانت موسكو بقوات من كوريا الشمالية، حيث تشير التقديرات إلى انخراط قُرابة 10 آلاف جندي كوري شمالي في المعارك على محور كورسك، مجهزين بأسلحة متنوعة من ضِمنها طائرات مسيَّرة وصواريخ دقيقة.  

ويبدو أن حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة يعمل على عرقلة المدّ الهجومي للقوات الروسية المدعومة بعناصر كورية شمالية من خلال السماح لكييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي، وهذا ما دفع موسكو أيضاً إلى اتخاذ خُطوة تصعيدية أكبر من خلال العمل على إدخال تعديلات على عقيدتها النووية، ليدخل استخدام الأسلحة النووية ضِمن خيارات الردّ الروسي على استخدام أوكرانيا لصواريخ غربية لضرب الداخل الروسي.  

على الأرجح فإن روسيا قرأت مسألة السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى على أنها ورقة ضغط ولا تعكس رغبة غربية بتوسيع الصراع أكثر، خاصة بعد التسريبات الغربية الذي ظهرت منتصف نوفمبر 2024 عن مقترح لإنهاء الحرب، يتضمن تأجيل انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي لمدة 10 سنوات، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح، وقد ظهرت هذه التسريبات بعد إدخال روسيا كوريا الشمالية المناهضة للغرب في دائرة الحرب، مما زاد من أخطار اندلاع حرب عالمية مباشرة غير مرغوبة للكثير من الدول الغربية.  

 إذاً واضح أن روسيا منهمكة في السيطرة على المزيد من المساحات الجغرافية لدخول المفاوضات المحتملة من منطلق قوة، ولتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب قبل توقُّف المواجهات حال تم التوصل إلى اتفاق، خاصة مع قرب موعد تولّي الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مهامه رسمياً مطلع عام 2025، وهو مَن وعد سابقاً بالعمل على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، حيث لا تُخفي موسكو أيضاً تفاؤُلها لعقد صفقة مع ترامب الذي خبرت سياسته خلال فترة رئاسته الأولى.