logo
facebooktwitterinstagramyoutubelinkedintelegramthreads
الصناعة العسكرية التركية في 2023: الحصاد والآفاق
ابريل 26, 2024
147
حجم الخط


مقدمة

في السنوات الأخيرة أصبحت الصناعات التركية العسكرية حاضرة في الحروب الإقليمية، وكان واضحاً دور الطيران المسيَّر في حروب تركيا في شمال سورية وشمال العراق، وكذلك في الحرب "الروسية- الأوكرانية"، وحرب أذربيجان. كما اقتنت أيضاً دول إفريقيا عدداً من الطائرات المسيرة، إضافة لبيع كميات لكل من دول الخليج ورومانيا، وعدد آخر من الدول.

لم يتوقف الأمر عند الطائرة المسيَّرة بمختلف الطرازات، حيث كانت بعض الدول كما في حالة مقدونيا قد اشترت مدافع "هاوتزر" التركية، كما تم الحديث أيضاً عن تزويد بعض مقرات حلف الناتو ببرمجيات كمبيوتر مصنَّعة لأغراض عسكرية داخل تركيا.

كذلك يلعب السلاح التركي دوراً في تعزيز دور القوات العسكرية التركية المنتشرة في عدد من المواقع حول العالم، ويعزز من مرونتها وقدرتها على المناورة.

في عام 2023 أعلنت الشركات العسكرية التركية عن أكثر من 140 صفقة عسكرية، أي بمعدل صفقة واحدة كل ثلاثة أيام تقريباً، ولا شك أن بعض الصفقات العسكرية لم يتم الإعلان عنها لأسباب أمنية؛ كما هو الحال في كثير من الصفقات التي تتم في القطاع الأمني والعسكري.

يحاول هذا التقرير تحليل الصفقات التي جرت في عام 2023 واتجاهاتها الرئيسية، ودلالات هذه الاتجاهات، ومن ثَمّ التركيز على النتائج التي يمكن أن تمتدّ لما بعد 2023.

أولاً: الصناعات الدفاعية التركية، أهداف متعدّدة في قطاع واحد

1. توطين الصناعات العسكرية:

لا تُعَدّ الصناعة العسكرية جديدة في تركيا، فبناء الجيش التركي ممتدّ لسنوات طويلة، فقد ورث الجيش التركي الحالي تركة العثمانيين الممتدة إلى القرن الثالث عشر، والتي احتوت على مؤسسات تصنيع متعددة، ومع عام 1920 أُعلن عن قيام جيش تركي وطني بقيادة كمال أتاتورك. في عام 2002 بلغ عدد الشركات التي تعود ملكيتها للحكومة التركية (59 شركة)، بينما بلغ عدد الشركات التي تعود ملكيتها للقطاع الخاص (60 شركة)، وتطوَّرت هذه الأعداد إلى 1500 شركة في 2020[1]. ويلعب التوطين دوراً مهماً في دعم التنمية الوطنية، ويعزز التعاون بين القطاعين العامّ والخاصّ؛ نظراً لقربهما من السوق المحلية، حيث تُعتبر القوات المسلحة التركية أكبر العملاء لتلك الشركات، ورغم التصدير العسكري الذي برز في السنوات الأخيرة إلا أن القوات التركية لا تزال هي الزبون الرئيسي لكل من القطاع الخاص والحكومي. فعلياً نجد زيادة في هذا التوجُّه لدى الحكومة التركية بعد التوتُّرات مع الدول الغربية المصدِّرة للسلاح لتركيا[2].

2. تنويع المنتجات العسكرية:

تنوعت الصناعات الدفاعية التركية بين إنتاج الأنظمة الإلكترونية للمعدات الحربية كالطيران "شركة أسيلسان"، وتقنيات الطيران المسيَّر كشركات "بايكار"، وتصنيع الطائرات كشركة "TAI"، وتصميم القطع العسكرية البحرية وتحديثها والأمن السيبراني والأنظمة المستقلة وأنظمة الرادار وتقنيات الأقمار الصناعية وأنظمة التحكم كشركة "STM"، وتصنيع العربات المدرعة التكتيكية كشركة "[3]"Otokar. ويهدف هذا التنويع في المنتجات العسكرية إلى تعميق مستوى التعاون الصناعي بين المنشآت الدفاعية والمنشآت المدنية؛ كما هو الحال في شركة ASELSAN بإضافة الطاقة إلى خزان العربة المدرعة ALTAY.

3. تطوير التكتيك العسكري:

ما من شك أن التنويع العسكري الذي حصل في تركيا شجعها على التدخل العسكري التركي المباشر في كل من "سورية وليبيا وقره باغ والحرب الأوكرانية" وهو ما انعكس في زيادة تطوير الأسلحة والخبرة في التكتيكات العسكرية؛ كما ساهمت الدعاية لإنجازات الطائرات المسيَّرة بأنها قادرة على تقليل الخسائر البشرية في المعارك.

4. دخول سوق التسليح العالمي:

بلغت مبيعات شركات التصنيع العسكري لأطراف خارجية في عام 2023 أكثر من 8 مليارات دولار أمريكي[4]، وعلى الرغم من تنوُّعها إلا أن الطائرات المسيَّرة من دون طيار؛ تقع على رأس قائمة شحنات التصدير للخارج.

5. مواجهة ضغوط القُوَى الغربية:

دفعت التدخُّلات العسكرية التركية الهادفة إلى تعزيز نفوذها الإقليمي والحفاظ على مصالحها في ليبيا والبلقان والقوقاز وسورية للاحتكاك مع توجُّهات ورغبات العديد من القُوَى دولية، حيث قامت بعض الدول الغربية بمنعها من استيراد السلاح[5]، وهو ما حثَّ تركيا على زيادة التوجُّه نحو التصنيع العسكري وتكثيف الاستثمار فيه لمواجهة الضغوطات الغربية والتخفيف منها.

ثانياً: 2023 يرسم معالم أوضح للصناعة العسكرية التركية

شهد عام 2023 عقد أكثر من 140 صفقة عسكرية معلَنة، بين عقود بيع واتفاقات شراكة وتفاهُم في مجال الصناعة العسكرية والاستيراد والتصدير، ويمكن أن نسرد السمات العامة التي صبغت الصناعة العسكرية التركية في عام 2023 في النقاط الآتية:

1. تلبية احتياجات الجيش التركي:

لا تزال القوات التركية هي المستفيد الأكبر من الصناعات العسكرية التركية، حيث إن معظم التصنيع يذهب إلى هذه القوات؛ وقد شهد عام 2023 توقيع ثلث الصفقات المعلنة مع القوات العسكرية التركية والمديرية العامة للأمن، حيث تسلمت القوات التركية سفناً برمائية، ومروحيات هجومية إلى جانب الدبابات ومدافع الـ"هاوتزر" إضافة لصواريخ مضادة للسفن، ومدافع بحرية. نتوقع أن الجيش يُؤمِّن أكثر من ثلثَيْ احتياجاته الاستهلاكية من مصادر محلية، ولكن الاحتياجات الرئيسية تبقى مستورَدة بالمجمل ففي 2023 تسلَّم الجيش التركي محرك (F110 Turbofan) الذي تستخدمه طائراتها الحربية من نوع إف 16 ونوع KAAN. كذلك فإن الجيش يعتمد بشكل كبير على المصادر الألمانية من خلال دبابة "ليوبارد2" ألمانية الصنع، أو من خلال المحرك الألماني للدبابة ألتاي التركية الصنع، وكذلك دبابة "إم60" أمريكية الصنع. كما يعتمد الجيش التركي على الطيران الحربي "إف 16" وإصداراته المختلفة بشكل رئيسي. وبالنسبة لمروحيات "أتاك" التي تُعَدّ مروحية محلية الصنع فهي مطوَّرة بالتعاون مع شركة غوستا الإيطالية، وتمتلك تركيا مروحيات "إتش1" الأمريكية وتخطط لشراء مروحيات إنجليزية.

2. تطوير منظومة الطيران المسيَّر:

من الملاحَظ أيضاً في عام 2023 أن تركيا باتت أكثر تركيزاً على الطيران المسيَّر، حتى باتت تعرف صناعتها العسكرية بشكل رئيسي بهذا النوع من السلاح؛ حيث شكلت هذه الطائرات الحجم الأكبر من الصفقات الدولية لتركيا، وتنوعت بين مبيعات الطائرة نفسها وبين مبيعات أنظمة تطوير هذه الطائرات؛ مما يعني أن بعض الدول باتت أكثر حرصاً على نقل التجربة التركية إلى أراضيها.

3. زيادة مبيعات السلاح التركي:

يُعَدّ سوق السلاح أحد أهم الأسواق العالمية، ويمتد سوق السلاح على مساحات ما بعد اقتصادية، كالمساحة السياسية والأمنية، وتتنافس الدول الكبرى على هذا السوق منذ زمن بعيد. نلاحظ أن تركيا باتت أكثر حضوراً في هذا السوق، حيث حققت في عام 2023 ما يقرب من 5.5 مليار دولار مقابل 4.4 مليار في عام 2022[6].

4. شراكة خليجية:

كانت قطر – ولا تزال- شريكاً رئيسياً للصناعة العسكرية التركية[7]، كذلك أصبحت الكويت وسلطنة عُمان أحد أهم الزبائن[8]، ونلاحظ أن الدول الخليجية لا تزال على رأس قائمة المشترين لعام 2023، وتُعَدّ الإمارات -المتصالحة مع تركيا منذ فترة قريبة- هي الزبون الرئيسي في عام 2023، والذي استحوذ على حوالَيْ 40% من الصفقات العسكرية التي جرت في مجال الصناعة العسكرية التركية[9].

5. توسيع رقعة الانتشار:

وفي مجال الانتشار نجد أن عام 2023 شهد مبيعات في مختلف قارات العالم، حيث توزعت المبيعات على أكثر من 35 دولة معلَنة، إضافة إلى دول غير معلَنة[10].

6. تحفيز المؤسسات الصناعية المدنية على الدخول في الصناعة العسكرية:

كما عمدت تركيا في 2023 إلى إشراك القطاع الخاص في مجال الصناعة العسكرية، فالتوسُّع الذي شهدته الصناعات العسكرية التركية هو عبارة عن تشارُك بين مؤسسات تعمل في مجال التقنية وأخرى تعمل في مجال الصناعة العسكرية لتأمين مستلزمات الصناعة العسكرية. ولعل المجمع الصناعي التركي (ساها[11]) هو خير دليل على هذه الخُطوة، حيث يضم المجمع شركات صناعية متطوِّرة تعمل في مجال الصناعة الدفاعية، بعضها يأتي من قطاع الصناعة الإلكترونية وصناعة مستلزمات المطبخ وغيرها.

ثالثاً: استمرار توسيع جغرافيا الصادرات العسكرية التركية في 2023

وقَّعت تركيا مع دول مختلفة عدداً من الصفقات في المجال العسكري؛ أبرزها أتى مع كل من السعودية والإمارات، ومن ثَمّ أوكرانيا ونيجيريا وماليزيا.

1. الإمارات: وقَّعت الإمارات مع شركة روكتسان التركية اتفاقية تفاهُم لتطوير منظومة الصواريخ المشتركة بين تركيا والإمارات، كما وقَّعت مع شركة أوتكار لإنتاج مركبات (8*8) من نوع ربدان، في سبيل رفد القوات البرية الإماراتية بمركبات أرضية[12].

كما يتوقع أن الإمارات حصلت على 120 طائرة بدون طيار من نوع بيراقدار في صفقة لم يتم الإعلان عنها[13]، كما وقعت الإمارات مع مجمع الصناعات العسكرية (ساها) اتفاقاً لإنشاء شركة ملاذ؛ وهي شركة إماراتية تهتم بتطوير الأعمال العسكرية وشراء التكنولوجيا التركية ونقلها[14].

2. السعودية: وقعت السعودية اتفاقية تعاون مع شركة بيكار لشراء الطائرة بيرقدار-إيكنجي[15] ونقل التكنولوجيا الخاصة بالطائرة إلى السعودية، كما وقعت مع شركات تركية أخرى للاستفادة من التجربة، ويُتوقَّع أن العقود السعودية التي لم تُذكر قيمتها بالضبط تتجاوز 3 مليارات دولار أمريكي[16].

3. أوكرانيا: في إطار مواصلة تركيا لتقديم خدمات بناء السفن الحربية لأوكرانيا، وكذلك توريدها للطائرات الحربية بدون طيار عبر صفقات مُعَدّة في وقت سابق، قامت أوكرانيا في عام 2023 بتقديم طلب للحصول على مركبتين إضافيتين من طراز MILGEM، ويُتوقَّع أن هذه الطلبات أصبحت 4 طلبات، كما من المعروف أن الطائرة المروحية العسكرية من نوع "أتاك" المصنعة في تركيا تستخدم محركاً أوكرانياً، وهذه الطائرات لا تزال تُصنع في تركيا بهذا المحرك حتى اليوم.

إضافة إلى هذه الدول يمكن وضع عدد الاتفاقات والصفقات التي جرت في 2023 وَفْق الشكل الآتي:
 

WhatsApp Image 2024-04-23 at 10.36.24 AM (2)

 

الشكل رقم (1) الاتفاقات والتفاهمات العسكرية التي أجرتها تركيا في 2023 بحسب الدولة

المصدر: تحليل أجراه الباحثون للاتفاقات المعلَنة من قِبل الأطراف المذكورة في الشكل

لم تصرح معظم الدول عن الصفقات العسكرية أو الاتفاقات التي أجرتها مع تركيا[17]، وهو ما تجري عليه العادة في كثير من الصفقات العسكرية؛ خاصة تلك التي تتمتع بأمد طويل نسبياً، وأتت كل من السعودية والإمارات كأكبر الشركاء الذين وقعوا صفقات عسكرية أو اتفاقات تفاهم مع تركيا.

ويتوقع أن دول الخليج بالمجمل تحاول نقل التكنولوجيا التركية إلى أراضيها، أي أن صفقاتها الكبيرة التي جرت في عام 2023 هي خُطوة تجاه تعزيز الصناعات العسكرية المحلية، فمعظم هذه الدول -وعلى رأسها السعودية- تسعى لتخفيض المشتريات العسكرية وتطوير القطاع العسكري الداخلي[18].
 

WhatsApp Image 2024-04-23 at 10.36.24 AM (1)

 

الشكل رقم (2) أبرز الدول الشريكة لتركيا في مجال الصناعات العسكرية في 2023

المصدر: من إعداد الباحثين استناداً إلى قاعدة بيانات منصة الإفصاح العام التركية (KAP) Kamuyu Aydınlatma Platformu

رابعاً: الصناعة العسكرية التركية في 2024.. أيّ آفاق؟

إذاً يمكن تصنيف الإنتاج العسكري التركي على شكل:

1. مستهلَكات عسكرية:

وهي اللوازم اليومية وشِبه اليومية التي يحتاجها الفرد؛ كالذخيرة الحية واللباس العسكري ومعدات الحماية الأولية لصالح الجيش وقوات الأمن، وهذه سلع تستثمرها تركيا في تلبية احتياجات القوى العسكرية التركية بشكل رئيسي، وتمثل هذه المستهلَكات معظم ما يستخدمه الجيش التركي داخل تركيا وخارجها، وهي صناعة آخِذة بالتوسع، حيث افتتحت تركيا مصنع Mite Defense  في منتصف عام 2022، وبدأ مرحلة الإنتاج الكبير في مطلع عام 2023، حيث ينتج المعمل ذخيرة حية من عيار 9.19، و7.62، وكذلك 5.56، حيث ينتج المعمل مليون قطعة يومياً لصالح وزارة الدفاع التركية[19].

وفي هذا الإطار تأتي صناعة المستهلكات العسكرية بشكل رئيسي لهدف تأمين احتياجات الجيش، وغالباً فإن هذه الكميات لن تخضع للتصدير في المدى المنظور، حيث إن هذه الأنواع يمكن أن تذهب على شكل معونات عسكرية لبعض الدول نظراً لانخفاض قيمتها وأهميتها للقوات العسكرية[20].

2. الصناعة البحرية:

حيث تمتلك تركيا قُدرات جيدة في إنتاج المركبات البحرية المقاتلة؛ كالزوارق والسفن الحربية وكذلك بعض الصواريخ المضادة للسفن، ومن أبرز الأمثلة على هذه المشاريع التركية هو مشروع (MİLGEM) الذي تديره المؤسسات التابعة للرئاسة التركية والذي ينتج سفناً حربية[21]. وكانت تركيا قد ركزت بشكل كبير على الإنتاج العسكري البحري خلال فترة التوتر البحري مع كل من اليونان وقبرص، ولكنها لم توقف الإنتاج رغم هدوء التوتُّر مع هذه الدول في 2023.

ويُتوقَّع أن يكون الإنتاج العسكري البحري هو أحد الخطوط المستقبلية الذي يمكن أن تطوره تركيا وتعمل على تحقيق مكاسب جيدة من وراء تصديره، إلا أن ما يحكم تطوُّر المجال حتى الآن هو اعتماده في كثير من مكوناته على المحركات والمعدات الغربية، حيث نجد أن مشتريات المحركات والمعدات العسكرية الرئيسية لا تزال مرتفعة بالمجمل.

3. صناعة المركبات البرية:

حيث تنتج تركيا مركبات برية مميزة، تعتمد في صناعتها على محركات ألمانية أو محركات قادمة من دول أخرى، وقد شهد عام 2023 إنتاج نسخ جديدة من هذه المركبات بمحركات مصنوعة محلياً، كما هو الحال مع مركبة أراما2 المصنعة من قِبل شركة أوتكار[22]، إضافة إلى اعتماد شركة "بي إم سي" على محركات تركية الصنع[23].

ويُتوقَّع أن تتطور هذه الصناعة في السنوات المقبلة مع استبدال معظم القطع الأجنبية ببدائل محلية، بحيث تصبح أكثر محلية[24]، وتستهدف تركيا من وراء هذه الصناعة نشر مركباتها في عدد من الدول عَبْر صفقات بيع سلاح مجدية[25].

4. الطيران:

تُعتبَر الطائرات بدون طيار هي الملعب التركي الرسمي، الذي تطور فيه عدد من النماذج بشكل مستمر، وقد أثبتت هذه النماذج فعاليتها، وتم بيعها لعدد كبير من الدول، ويُعاب على تطوير هذه الصناعة أنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على المكونات القادمة من خارج تركيا، ولكن جهوداً تجري لاستبدال المحركات وأنظمة الملاحة وغيرها، وبالمجمل يمكن أن يستمر هذا الإنتاج بشكل أكبر ويتطور، بحيث تحقق تركيا عمليات بيع أكثر انتشاراً وبأرقام أكبر.

وتأتي كذلك المروحيات والطائرات الحربية بدرجة أقل في قُدرات التصنيع العسكري، وهي صناعات تتقدم ببُطْء مع اعتماد كبير على المنتجات الغربية، فالطائرة المروحية المشهورة[26](أتاك) تعتمد على محرك قادم من الولايات المتحدة من نوع (LHTEC) وتتجه تركيا للاعتماد على المحرك القادم من أوكرانيا كبديل للمحرك الأمريكي[27]، بالإضافة لطائرة (قآن) التي تم توقيع مشروع لتطويرها في عام 2016 ، وحلقت في أول تجربة لها في عام 2024[28]، لذا لا يُتوقع أن تحقق تركيا قفزة تصنيع كبيرة في مجال الطيران التقليدي وإنْ كان من الممكن أن تجعله أداة تنويع قتالية في خدمة الجيش التركي.

خاتمة

حققت الصناعة العسكرية التركية تقدُّماً في عام 2023 على مستوى الانتشار والتنوع، وأسهمت التهدئة والمصالحات التي حصلت مع الدول الخليجية بشكل كبير في رفع مبيعات السلاح، كما أن الحرب الأوكرانية لعبت دوراً كبيراً في ترويج المنتج التركي وإعطائه سمعة كبيرة، كذلك فإن الاستعراض العسكري لإمكانات السلاح التركي في العراق وسورية، وتركيا وأذربيجان ساهم في رفع هذه المبيعات.

مع ذلك ورغم المحاولات الكبيرة التي تبذلها تركيا في تطوير السلاح المحلي إلا أنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على المكونات الغربية لهذه الأسلحة، وهو ما يمكن أن يعرقل مشاريعها خاصة في مجال المحركات العسكرية، ولا يُتوقَّع أن يحصل تقدُّم كبير في الصناعة العسكرية التركية خلال عام 2024 إلا من جهة الكميات في مجال المستهلكات، وكذلك في مجال الطيران المسيَّر والمركبات البرية.


يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)

الهوامش:

 [1] تزدهر الصناعة التركية، لكن العلاقات الخارجية تحدّ من إمكاناتها،  defensenews، 17-8-2020، الرابط.

[2]  بعد العقوبات الأمريكية على تركيا يقول أردوغان إنه سيسرع من الخطوات في عملية التصنيع العسكري، راجع ما نقلته "الجزيرة" من تصريحاته في نهاية عام 2020، على الرابط.

[3]  السبع الكبار تعرف أكبر الشركات الدفاعية التركية وأبرز صناعاتها، تي آر تي عربية، كانون الأول/ ديسمبر 2020، الرابط.

[4]  بحسب ما تم جمعه من مصادر مختلفة من قِبل وحدة الرصد في مركز أبعاد، تم احتساب الرقم بالاعتماد على سجل صفقات عسكرية طيلة عام 2023.

[5]  مَن يزود تركيا بالسلاح بعد أن قطعته الدول الغربية؟ بي بي سي عربية، تشرين الأول/ أكتوبر 2019، الرابط.

[6]  الصادرات الدفاعية التركية تحطّم رقماً قياسياً في 2023 وتسجل 5.5 مليار دولار، تي آر تي عربية، 2 كانون الثاني/ يناير 2024، الرابط.

[7]  توجد قاعدة دفاع تركية في قطر، كذلك تمول قطر بعض المشاريع العسكرية المشتركة، على سبيل المثال، راجع تصريحات أردوغان حول تمويل قطر لمصنع دبابات تركي بنسبة 49%، الخليج أون لاين، 2 تموز/ يوليو، 2021، الرابط.

[8]  لماذا أصبحت دول الخليج تميل لتعزيز شراكتها العسكرية مع تركيا؟، عربي بوست، 5 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، الرابط.

[9]  تم الاعتماد على مبيعات وصفقات الأسلحة التي تم توقيعها بين الطرفين خلال عام 2023، يمكن مراجعة الشكل البياني رقم (1).

[10]  يمكن مراجعة الشكل رقم (1).

[11]  أكبر تجمع صناعي في تركيا وأوروبا، SAHA Istanbul، تأسس بهدف تطوير قدرات التكنولوجيا والصناعات الوطنية، ويضم أسماءً بارزة مثل Aselsan وTUSAŞ وRoketsan وSTM وASFAT وBaykar، إلى جانب أكثر من 1000 شركة من 39 مدينة مساهمة في تقدُّم التكنولوجيا. تَدعم زيادة التعاون بين الصناعة والجامعات من خلال 26 جامعة، منها جامعتا إسطنبول التقنية ويالدز وسابانجي.

[12]  أوتوكار جاهز للقيام بمهام جديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكالة الأناضول، 21 شباط/ فبراير 2021، الرابط.

[13]  كان الخبر قد تسرب في سنة 2022، وقد شُوهدت الطائرة فيما بعد في سماء الإمارات في 2023، للمزيد يمكن مراجعة موقع savunmasanayist على الرابط.

[14]  وكذلك MALATH شركة خاصة من الإمارات لصناعة الدفاع التركية،  savunmasanayist،11 تشرين الأول/ أكتوبر2023، الرابط.

[15]  السعودية وتركيا.. تفاصيل إنتاج مسيرات بيرقدار المشترك، سكاي نيوز عربية، 18 تموز/ يوليو 2023، الرابط.

[16]  تم تقدير الأرقام بناءً على المتابعة للصفقات التي تم توقيعها، على سبيل المثال وقعت السعودية اتفاقاً لشراء طائرات بلا طيار في يوليو 2023، كما أن زيارة الرئيس التركي للسعودية أدت لتوقيع مذكرات تفاهم كثيرة في المجال العسكري.

[17]  في حال تمت أي صفقة يتم الإعلان عنها من خلال منصة الإفصاح العام    KAP(Kamuyu Aydınlatma Platformu)، حيث إما أنه يتم ذكر اسم الجهة التي تمت معها الصفقة أو يُستعمل مصطلح عميل خارجي بالتالي تكون ضمن خانة الصفقات غير المعلنة.

[18]  يمكن مراجعة أهداف الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية، على رابط الهيئة الرسمي، الرابط.

[19]  للمزيد حول إنتاج مصنع Mite Defense، يمكن زيارة صفحة المصنع الرسمية، الرابط.

[20]  المصدر السابق.

[21]  حول المشروع، يمكن زيارة صفحة مؤسسة الدفاع العسكري، STM ، الرابط.

[22]  أول مركبة تركية 8 × 8 بمحرك محلي، Arma II، جاهزة للخدمة،  Defensehere، 31كانون الثاني/ يناير 2023، الرابط.

[23]  أول محرك TTZA عسكري محلي ووطني من إنتاج شركة BMC POWER جاهز للخدمة،  savunmasanayiorg، 1  شباط/ فبراير2023، الرابط.

[24]  تم توقيع عقود لثلاث فرقاطات جديدة ضمن نطاق فرقاطات فئة ISTİF، وهي استمرار لمشروع MILGEM الذي تنفذه رئاسة الصناعات الدفاعية لصالح القوات البحرية، STM، 7 نيسان/ إبريل 2023، الرابط.

[25]  التصدير الثاني لكورفيت MILGEM من تركيا إلى أوكرانيا،  savunmasanayist، 6 أيار/ مايو 2023، الرابط.

[26]  مروحية T129 ATAK هي مروحية هجومية تركية تم تطويرها لتلبية احتياجات القوات المسلحة التركية. تم تسليم 82 مروحية حتى ديسمبر 2023 للقوات المسلحة التركية وبعض الدول الأخرى مثل الفلبين ونيجيريا، ويمكن الوصول للمزيد حولها من خلال الرابط التالي: الرابط.

[27]  سلمت أوكرانيا محركات ATAK-II إلى تركيا،  savunmasanayist، 18 آذار/ مارس 2023، الرابط.

[28]  للمزيد من المعلومات حول طائرة قآن التركية، راجع موقع مؤسسة الصناعات العسكرية الجوية  TUSAŞ، الرابط.

logo

مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية، مركز دراسات وتفكير، تأسس في لندن مطلع يناير 2020، بفريق من الباحثين والخبراء المختصِّين من مجموعة واسعة من دول منطقة الشرق الأوسط.

اتصل بنا

  • 00442036758971
  • info@dimensionscenter.net
  • Dimensions, The Mille, 1st floor, 1000 Great West Road, Brentford, TW8 9DW, GB
© 2024 مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، جميع الحقوق محفوظة.
Powered with
by
lazemni.com