استنفار ووعيد.. هل يمكن أن يكون خطاب الأنصاري بدايةً لعمليات جديدة في أوروبا؟
2024-01-09992 مشاهدة
خرج المتحدث الرسمي باسم تنظيم داعش، "أبو حذيفة الأنصاري" في 4 كانون الثاني/ يناير 2024 بكلمة صوتية جديدة، مُصدَّرة بالآية القرآنية {واقتُلوهم حيث ثَقِفتمُوهم} ليتحدث فيها عن الموقف من حرب غزة الحالية كسياق أساسي في الكلمة، كما تناول الموقف من إيران والفصائل الفلسطينية المتعاوِنة معها، وموقف التنظيم الرسمي من الحرب الإسرائيلية على القطاع، والخُطوات المتوقَّعة من التنظيم تجاه ما يجري في القطاع.
أكّد السياق الختامي للكلمة على إعلان حملة عالمية من الاستهدافات للدول الغربية والمصالح الإسرائيلية وإيران ودعوته عناصر التنظيم "للنفير" في سبيل إنجاح هذه الدعوة.
خلال أقل من 24 ساعة من بثّ الكلمة تبنَّى الإعلام الرسمي للتنظيم نحو 35 عملية استهدفت خصومه الاعتياديين في العراق وسورية ومالي ونيجيريا والكونغو وموزمبيق وأفغانستان والفلبين، في نشاط لافت للجهاز الإعلامي الرسمي للتنظيم، حيث يُعَدّ النسبة الأعلى في 24 ساعة منذ عمليات "غزوة الثأر للشيخين" عام 2022، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه من المرجَّح أن يتزايد نشاط الإعلان عن عمليات أخرى في الأيام المقبلة.
ركز التنظيم في مساحة واسعة من الكلمة على الدعوة لاستهداف المصالح الإسرائيلية والغربية الداعمة لها، وعدم التفريق بين المدنيين والعسكريين، مما يُعَدّ دعوة صريحة لتنفيذ هجمات ضدّ أهداف مدنية في الدول الغربية عَبْر عمليات الدهس والطعن والتفجير الانتحاري.
بحسب السياق الذي بُثّت فيه هذه الكلمة فإن الدول الأوروبية تقع مباشرة تحت طائلة التهديد والدعوة للاستهداف، وهو ما تؤكده العمليات الأمنية ضدّ عناصر التنظيم المحتمَلين التي نُفّذت في العديد من الدول الواقعة في دائرة الاستهداف مثل تركيا وفرنسا وبلجيكا والنمسا وهولندا وإسبانيا والدانمارك، في إطار منع وقوع استهدافات مباشرة في موسم احتفالات أعياد رأس السنة.
إلى جانب ذلك فقد تزايدت قوائم الأشخاص الموضوعين تحت المراقبة والمصنَّفين بأنهم يشكلون تهديداً جهاديّاً متطرفاً في فرنسا وبلجيكا والسويد على وجه الخصوص، مما يُعَدّ مؤشراً على كثافة المراقبة والمتابعة للأشخاص الذين يُعَدّون تهديدات محتملة في هذه الدول خاصة من المهاجرين الجُدُد أو ذَوِي التوجهات الفكرية المتطرفة.
في السياق ذاته، فإن التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة للدول الغربية -أوروبا خاصة- تصاعدت مؤشراته خلال 2023، سواء من حيث تسرُّب الأفراد المصنَّفين ضِمن خانة التهديد المتطرّف إليها عَبْر أوروبا الشرقية -من طاجيكستان وأفغانستان وباكستان- أو عَبْر المتوسط انطلاقاً من دول غرب إفريقيا، أو من حيث استمرار عمليات التجنيد التي تم رصدها في فرنسا وبلجيكا على وجه الخصوص، أو من خلال العمليات الفعلية التي تم تنفيذها في فرنسا في كل من كانون الثاني/ يناير وتشرين الأول/ أكتوبر وكانون الأول/ ديسمبر من عام 2023 وأدت إلى مقتل عدد من المدنيّين في كلٍّ منها.
إلى جانب ذلك، فإن توسُّع حضور التنظيمات الجهادية في الدول الإفريقية -على وجه الخصوص- ينعكس على قدراتها بتنفيذ هجمات أكثر تعقيداً خلال عام 2024 في الدول الأوروبية، نظراً للروابط بين اللاجئين الجُدُد من هذه الدول واللاجئين السابقين، خاصة بعد موجة المعارك العنيفة التي يقودها تنظيمَا الدولة والقاعدة في مالي وبوركينا فاسو مما يمكن أن يؤدي للمزيد من مُعدَّلات النزوح والهجرة وتسلُّل عناصر التنظيمات الجهادية بينهم أو استغلال روابطهم لخدمة توجُّهات التنظيمات وعملياتها في أوروبا.