الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية للممرّ الهندي الخليجي الأوروبي

الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية للممرّ الهندي الخليجي الأوروبي

2023-09-26
1105 مشاهدة


ناقش مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية في مساحة حوارية عبر منصة إكس (تويتر) الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية للإعلان عن الممر الهندي الشرق أوسطي إلى أوروبا.

وشارك في الحوار الباحث والمختص في الاقتصاد الدولي حسن الشاغل، وأستاذ العلوم السياسية الدكتور عدنان أبو عامر.  وأدار الحوار مدير وحدة الدراسات في مركز أبعاد للدراسات الدكتور محمد سالم.

وتطرق الحوار إلى أهمية الممر الهندي الاقتصادي الذي توافق عليه قادة من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والهند في ظل التوترات الاقتصادية مع الصين صاحبة مشروع الحزام الذي يصل الصين بأوروبا مروراً بالشرق الأوسط.

وسلط الحوار الضوء على مدى تأثير الاتفاق على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتركز في نقاط مهمة ناقش من خلالها دلالات وتوقيت الإعلان عن ممر اقتصادي هندي في ظل ارتفاع حدة التضخم في دول العالم.

ويرى الشاغل أن الاقتصاد الهندي ليس من أقوى اقتصادات العالم، ويعاني الكثير من المشاكل الهيكلية بسبب المشاكل المتركزة في مستوى البنية الاجتماعية والمستوى الغذائي، والمستوى المؤسساتي.

وبحسب الشاغل فإن الاقتصاد الهندي سريع النمو ويتطور بشكل مستمر، لكن لا يتعدى الناتج الإجمالي للهند ٤ تريليونات دولار، وهو رقم ليس كبيراً مقارنة مع عدد سكانها الذي يبلغ ملياراً و٤٠٠ مليون نسمة.

وبخصوص العوائق التي تواجه الهند لتكون مركزاً رئيسياً للمشروع اعتبر الشاغل أن الصناعات الهندية ليست متنوعة، ولكن الهند إذا طبقت الخطة التنموية التي وضعتها حتى ٢٠٤٥ فمن الممكن أن تكون من الدول ذات الثقل الاقتصادي في العالم.

كما نوه الشاغل بأن الهند تُعتبر دولة مستوردة أكثر من أن تكون دولة مصدِّرة للعديد من السلع، وقد يكون لديها العديد من الصادرات لكنها لا ترقى لحجم طرح المشروع الذي جرى الحديث عنه.

وأوضح في حديثه أن البيئة الاستثمارية في الهند لا يمكن مقارنتها بالبيئة الاستثمارية في الصين، وهي مجموعة من القوانين الليبرالية ضِمن نظام اشتراكي، فهي لا يمكن أن تكون في الوقت الحالي ولا على المدى المتوسط بديلاً عن الصين، لا سيما أن مهارات العمال في الهند هي أقل بدرجات كبيرة مقارنة مع الصين.

واستبعد الباحث أن يكون للمشروع أهمية كبيرة لوجود نقاط قد تضعف من إمكانية نجاحه، ومن أهمها أن الدول التي يمر بها المشروع هي دول منفتحة وبالتالي لن يخترق هذه الدول سواء في الشرق الأوسط أو دول الاتحاد الأوروبي، وهو  بعكس طريق الحرير الذي يمر بدول وسط آسيا التي ستستفيد من نقل البضائع من خلالها.

أما الدكتور أبو عامر فيرى أن المشروع الذي أعلنه بايدن في قمة نيودلهي الأخيرة لم يكن جديداً من نوعه، حيث إن إسرائيل طرحت سابقاً مشروع " قضبان السلام" وهي خط سكة حديدية يربط إسرائيل مع الأردن ودول الخليج ولم ينجح بتغيير شيء.

وحول المشاريع السابقة التي وصفها أبو عامر بأنها مشاريع باءت بالفشل ذكر أنه قبل أقل من عام طرحت إسرائيل مشروعاً آخر لبناء خط سكة حديدية يربط بين الإمارات وإسرائيل، كذلك لم يُكتب له النجاح بسبب الأوضاع السياسية في إسرائيل والتعنت في تحسين العلاقات مع الدول العربية.

ويرى أبو عامر أن المشروع يسعى لإيجاد طريق قاري يربط بين الهند وصولاً إلى أعماق القارة الأوروبية مروراً بدول الخليج والأردن ثم إلى ميناء في اليونان.

وأوضح أن المشروع أتى بضغط من الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد الحديث عن تطبيع سعودي إسرائيلي حيث إنه من المتوقع أن يكون هذا المشروع بالنسبة لبايدن بمثابة "هدية انتخابية".

وفي يومَيْ 9 و10 أيلول/ سبتمبر الشهر الحالي عُقدت قمة العشرين في نيودلهي وتوافَق من خلالها قادة الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والهند على ممرّ اقتصادي يتم الإعلان عن تفاصيله التنفيذية خلال ستين يومياً من توقيع مذكرة التفاهُم.

للاستماع إلى المساحة الحوارية :