البرغماتية لأبعد الحدود: العام الأول لسياسة إدارة بايدن تجاه الشرق الأوسط
2022-01-243001 مشاهدة
إذا نظرنا بمنظور واسع إلى تقييم أداء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في عامها الأول، نجد أن محصلة أدائها بشكل عام كانت سلبية؛ نظراً إلى انخفاض شعبية الرئيس الأمريكي إلى أدنى مستوى لرئيس أمريكي في سنته الأولى في العصر الحديث باستثناء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما انخفضت شعبية نائب الرئيس كمالا هاريس أيضاً إلى أدنى مستوى لنائب رئيس أمريكي في العصر الحديث، لكن ذلك يعود إلى أسباب محلية بالدرجة الأولى.
فما زالت جائحة كورونا تطرح تحديات جديدة على الإدارة التي لم تتمكن من إقناع شريحة كبيرة من السكان بأخذ اللقاحات رغم تأمينها في وقت مبكر وعلى نطاق واسع، وما زال الأمريكان حتى اليوم من أقل شعوب الدول المتقدمة تلقياً للقاح، وزاد الطين بلة عودة الفيروس إلى الانتشار بوتيرة أسرع على شكل متحورات أخرى. ورغم تمكن الإدارة أيضاً من تحقيق أفضل أداء اقتصادي منذ عقود، وتسجيل أرقام قياسية جديدة، لكن ارتفاع الأسعار الناجم عن التضخم أرخى بظلاله على أداء الإدارة، ونشر شعوراً عاماً بين المواطنين بالتشاؤم بشأن مستقبل الاقتصاد.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، مرّت الإدارة خلال عامها الأول بما وصف بأنَّه أسوأ حدث مرت به السياسة الخارجية الأمريكية في تاريخها الحديث وهو الانسحاب من أفغانستان على الكيفية التي جرى بها. كان يفترض أن يكون هذا الحدث محل احتفاء الرأي العام الأمريكي، لكنَّه تحوَّل إلى كارثة مدوية تابعها الجميع على مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، حين سيطرت حركة طالبان (خصم الولايات المتحدة في أطول حروبها) على البلاد بسرعة خاطفة، وحوصر الجنود الأمريكان وغيرهم ممن ارتبط بقاؤهم في البلاد ببقاء القوات الأمريكية في مطار كابول الدولي، في مشهد يرسل رسالة واضحة للعالم مفادها أنَّ الأمريكان شريك دولي غير موثوق.
للمزيد إقرأ: