ترامب يعيد تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية:  الدوافع والدلالات

ترامب يعيد تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية: الدوافع والدلالات

2025-01-29
134 مشاهدة

أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 23 كانون الثاني/ يناير 2025 تصنيف جماعة أنصار الله "الحوثيين" في مصاف "التنظيمات الإرهابية الأجنبية"، وهو التصنيف الأقصى شدة، والذي كان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد أزال وصف الجماعة به لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق في اليمن.  

يعطي التصنيف الجديد مؤشراً على توجُّه إدارة ترامب لمزيد من الإجراءات الحازمة في مقابل ما تصفه بتساهل إدارة بايدن السابقة في الحد من تهديدات الجماعة التي وصلت في نهاية المطاف إلى عرقلة حركة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، علاوة على تهديدها أمن إسرائيل عبر مشاركتها بالعمليات العسكرية مساندة لحركة حماس في فلسطين ولحزب الله في لبنان.  

يأتي موقف الإدارة الأمريكية الجديدة ضمن توجهها المعلن في رفع مستوى الضغط على إيران عبر استهداف الكيانات المرتبطة بها في المنطقة ومنها جماعة الحوثيين في اليمن، فضلاً عن أن هذا التوجه والاستهداف كان مدعوماً من طيف واسع من اللوبي الأمريكي المناصر لإسرائيل، والذي شارك بإنجاح ترامب في الانتخابات وعودته لرئاسة البيت الأبيض.  

من جانب آخر، فإن التشديد الأمريكي يأتي ضمن مقاربة دولية جديدة حول اليمن ودور جماعة الحوثيين فيه، لتقويض نشاط الجماعة، والحد من تهديداتهم الواسعة في المنطقة، وغالباً سيتطلب ذلك الذهاب لخيار تنفيذ ضربات عسكرية أكثر دقة وفاعلية على مواقع حساسة في منطقة ميناء الحديدة والمخا.  

في نفس الوقت فإن التشديد الأمريكي حتى وإن شمل ضربات عسكرية سيكون هدفه الرئيسي الضغط على الجماعة، ضمن عملية إعادة ضبط توازنات القوى؛ الأمر الذي قد يدفع "مفاوضات السلام اليمنية" إلى الأمام، بما يتناسب مع تطلعات ترامب التي وعد بها بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط.  

من المتوقع بالفعل أن تكون هناك تكتيكات دفاعية جديدة في حوض البحر الأحمر وخليج عدن؛ لأن استمرار تهديد أمن الملاحة وإغلاق مضيق باب المندب بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة يُعَدّ قضية إشكالية لا بد من حلها لتعزيز فرص استمرار الاتفاق ونجاحه.  

وعليه، فإن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب تعمد إلى سياسة حل المشكلات بالتصعيد والضغط، الأمر الذي ستقوم به مع جماعة الحوثيين في اليمن، بالتصنيف على قوائم الإرهاب الشديدة وغالباً بما يقتضيه ذلك من التعامل الميداني، بهدف ضمان سير اتفاق غزة من جهة، ومن أجل الدفع بمفاوضات السلام اليمنية إلى الأمام من جهة أخرى، وهذا الترابط الإستراتيجي بين القضيتين فرضته المعطيات المتشابكة في الشرق الأوسط التي سبقت قدوم ترامب إلى البيت الأبيض.