رسالة أوجلان وتداعياتها الإقليمية

رسالة أوجلان وتداعياتها الإقليمية

2025-03-05
153 مشاهدة

وجَّه زعيم حزب العمال الكردستاني PKK عبد الله أوجلان من سجنه في تركيا رسالة إلى عناصره يوم 27 شباط/ فبراير 2025 تتضمن حلّ الحزب وإلقاء السلاح، الأمر الذي يُفترض أن يترك تأثيره وتداعياته على بِنية الحزب الداخلية، وعلى صراعات الحزب في الدول التي ينشط بها وعلى التنظيمات والأحزاب المرتبطة به في المنطقة.  

الانعكاس الأبرز المحتمل هو انحسار الحرب التي كانت تخوضها مجموعات الحزب العسكرية ضد تركيا التي تصنفه إرهابياً منذ الثمانينيات، الأمر الذي إن حصل فسيدفع أنقرة إلى إعادة بناء إستراتيجيتها الدفاعية والأمنية التي استندت إلى حدّ كبير على مواجهة أنشطة الحزب في الجنوب والشرق.  

بالنسبة لإيران فهي تتعامل بمسار مزدوج فيما يخص عناصر الحزب، فهي من جهة تقوم بشن حملات أمنية ضده على أراضيها، بَيْدَ أنها لم تكن في خط المواجهة المباشرة مقارنة بتركيا، ومن جهة أخرى تقوم عَبْر وكلائها في العراق بدعم الحزب ليكون ورقة ضغط على تركيا والحكومة السورية الجديدة.  

تشير المعلومات إلى أن إيران ليس لديها حتى الآن أي مقاربات أمنية واضحة حول مسألة حلّ الحزب، خصوصاً بعد وجود تكهنات بإمكانية انضمام عناصره إلى جماعات كردية إيرانية معارضة أخرى تنشط في إيران، وجزء آخر منها في إقليم كردستان العراق؛ وهو ما يزيد المسألة تعقيداً بالنسبة لطهران لا سيما إذا لم يكن هناك تنسيق مع تركيا لترتيب التداعيات الأمنية لحلّ الحزب.  

فيما يتعلق بالعراق، فإن هناك فرصة حقيقية بعد حلّ الحزب لإعادة صياغة الروابط مع حكومة إقليم كردستان وتطوير المناطق التي كان يصعب الوصول إليها بسبب نشاط الحزب، إلى جانب تخفيف الأعباء الأمنية على الحكومة بما في ذلك أعباء اتفاقية آذار/ مارس 2023 الأمنية الموقَّعة مع طهران لمواجهة نشاط الجماعات الكردية الإيرانية التي تنشط في العراق.  

بالنسبة لفرع الحزب في سوريا وهو حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الذي يقود قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، فقد أعلنت قيادته أنها غير معنية بدعوة أوجلان لأنها ليست جزءاً من حزبه الذي أعلن حله، وهي محاولة في واقع الأمر قد تقلل الخسائر السياسية التي سيتكبدها الحزب الأم بعد حل عناصره، وأيضاً محاولة لفصل العملية السياسية الحاصلة داخل تركيا عن المفاوضات السياسية التي يجريها الفرع الكردي في سوريا مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق والمرتبطة بالحكومة التركية، ومهما يكن فإن الفرع في سوريا بات ضمن موقف صعب وخيارات أضيق في مفاوضاته بعد رسالة أوجلان.  

بالمجمل لا تزال الخطوات العملية بعد رسالة أوجلان في بدايتها، وكان أهمها حتى الآن قبول اللجنة التنفيذية لحزب العمّال الكردستاني في 1 آذار/ مارس 2025 بحل الحزب، وما يزال هناك العديد من التساؤلات المفتوحة حول مصير عناصر الحزب، هل ستتم محاكمتهم أو تسوية أوضاعهم بعد تسليم سلاحهم -وهو الأرجح- أو إدماجهم في صفوف الجيش؟