سياسة تركيا تجاه أذربيجان وأرمينيا
2023-10-061015 مشاهدة
أدت الجيوسياسية القوقازية التي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي إلى صراع على السلطة والمنافسة بين دول عديدة. على سبيل المثال احتلت أرمينيا منطقة مرتفعات قرو باغ الآذرية التي تسميها آرتساخ لمدة ثلاثين عاماً، وقد أُعيدت هذه الأراضي، التي تُعتبر جزءاً من أذربيجان وفقًا للقانون الدولي، إلى حالتها الأصلية بعد حرب مرتفعات قرو باغ الثانية في عام 2020. ورغم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار تحت رعاية روسيا، إلا أن أرمينيا استمرت في خُطواتها غير الشرعية، ولم تلتزم بالتزاماتها بشأن نزع السلاح من المنطقة، بل قامت الميليشيات الأرمينية بزرع الألغام في الأراضي المحررة، مما أدى إلى موت المدنيين، وقد بدأت أذربيجان في 19 سبتمبر 2023 عملية مكافحة الإرهاب كرد فعل لهذه الانتهاكات. وبفضل الدعم المؤسسي الذي قدمته تركيا، انتصرت أذربيجان في حرب الـ 44 يومًا، وانتهى الاحتلال الذي استمر 30 عامًا، وتغيّر مصير الحرب بما قدمته تركيا من اتفاقيات التدريب والتجهيز وتدريب القوات المسلحة التركية بقيادة عُليا بالقوات الأذربيجانية، وبالإضافة إلى ذلك دعمت معظم الأحزاب السياسية في تركيا والشعب التركي أذربيجان بشدة، حيث التقى الرئيس أردوغان بالرئيس الأذربيجاني علييف عدة مرات تحت شعار "أمة واحدة ودولتان" وواصل دعمه له.
قدمت تركيا دعمًا متعدد الأبعاد لأذربيجان في الحرب بالدبلوماسية العامة وبيانات الدعم في المؤتمرات الدولية والدعم المعنوي في مستوى الشعب، وبفضل دعم تركيا الحازم والمتسق والموجَّه نحو إيجاد حلول، تم تحرير مرتفعات قرو باغ من الاحتلال الأرمني، وقد أدى هذا التطور -الذي يعتبر انتصاراً للسياسة الخارجية التركية- إلى فتح ممر نخجوان وإلى سعي تركيا إلى انتهاج سياسة أكثر فعالية من القوقاز إلى آسيا الوسطى، وبعد الحرب تم افتتاح ممر "نخجوان-أذربيجان"، الذي كان حلم العالم التركي لمدة قرن. ومع انتصار أذربيجان، تم فتح الممر البري بين تركيا والجمهوريات التركية في آسيا الوسطى، بالإضافة إلى ذلك أظهر هذا الانتصار أن تركيا تُسهم في حل الأزمات الدولية التي لم تتمكن مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والأمم المتحدة من إيجاد حل لها كقضية مرتفعات قرو باغ. وباختصارٍ دعمت تركيا -وما زالت تدعم بكل قوتها- العمليات العسكرية التي شنتها أذربيجان ضد الأراضي التي تريد تحريرها من الاحتلال الأرمني وفقاً للقانون الدولي، وتشير الأنشطة الأرمينية غير القانونية المستمرة وبقاء قطعة أرض مساحتها 3 آلاف كيلومتر مربع تحت الاحتلال إلى أن أذربيجان ستواصل عملياتها العسكرية، وستواصل تركيا دعم هذه العمليات بكل قوتها، مما يعني أنه من الممكن توقُّع المزيد من العمليات المشابهة مستقبلاً.