تداعيات تقدم قوات الدعم السريع في الفاشر
2025-10-2774 مشاهدة
أحرزت قوات الدعم السريع تقدماً في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، وسيطرت في 26 أكتوبر 2025 على مقر الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني، فيما انحسرت القوات الحكومية باتجاه شمال المدينة، وبعض المواقع في غربها.
لم يمكن هذا التقدم مفاجئاً، فقد وضعت قوات الدعم السريع السيطرة على المدينة على رأس أولوياتها منذ منتصف عام 2024، وشنت العشرات من الهجمات على المواقع الحكومية التي فقدت طرق إمدادها، ورزحت تحت حصار قوات الدعم، ولم تفلح كل محاولات الجيش على مدار الأشهر الماضية بفك الحصار عن قواته الموجودة في الفاشر رغم إلقاء بعض المساعدات الغذائية والعسكرية لها عبر الجو.
التقدم الذي أحرزته قوات الدعم له دلالة رمزية إضافة إلى أهميته الميدانية، حيث تمثل قيادة الفرقة السادسة رمزاً للسيطرة على المدينة التي تعتبر أكبر مدن إقليم دارفور.
يسعى الجيش السوداني لاستعادة ما فقده في المدينة، إلا أن المعطيات العسكرية والميدانية لا تصب في صالحه، نظراً لأن قوات الدعم لديها خطوم إمداد مفتوحة، ولصعوبة إيصال الإمداد بالنسبة للجيش السوداني، وبالتالي فإن قوات الدعم تعتبر في موقف أفضل، ومن المتوقع أن تستثمر الفرصة وتعمل على مواصلة الهجوم للسيطرة على كامل المدينة.
في حال نجحت قوات الدعم بالسيطرة على كامل الفاشر، فستكون استحوذت على إقليم دارفور بشكل شبه كامل، وسيصبح الطريق مفتوحاً للهجوم على كردفان أيضاً، وستستثمر هذه السيطرة في تكرس الحكومة الموازية التي تم الإعلان عنها قبل أشهر، بهدف تقوية حظوظها للمشاركة في الحل السياسي، في ظل الحراك التي تجريه مجموعة الرباعية الدولية لإنهاء الحرب في السودان، حيث تدفع بعض الأطراف لإشراك قوات الدعم في هذا الحل.
على الأرجح فإن قوات الجيش لن تسلم بفقدان الفاشر، وستدفع باتجاه معركة استنزاف طويلة كي لا تتيح الفرصة لقوات الدعم للسيطرة الكاملة على المدينة واستثمار الموضوع سياسياً، مع إمكانية فتح جبهات مواجهة في أماكن أخرى بهدف إحراز تقدم لاعتبارات رمزية وسياسية، وللتأكيد على أن الجيش احتوى التقدم الأخير وفرغه من مضمونه.
