حقبة جديدة من التعاون متعدد الأبعاد والفرص في العلاقات التركية الخليجية

حقبة جديدة من التعاون متعدد الأبعاد والفرص في العلاقات التركية الخليجية

2023-07-21
1439 مشاهدة

تناقش هذه الورقة الديناميكيات الأساسية للعلاقات التركية الخليجية التي بدأت في نهاية عام 2020 وتطورت بسرعة إلى التطبيع والتعاون، كما تتناول دلالة التقارب مع الخليج من حيث السياسة الخارجية التركية، والمنطق الإستراتيجي للتقارب مع أنقرة في سياق الخليج.

يُلاحَظ أن العلاقات التركية الخليجية -باستثناء قطر والكويت– مرت بمراحل الصعود والهبوط في السنوات الأخيرة. وتحول الاستقطاب الناجم عن الخلافات الأيديولوجية خلال الثورات العربية إلى حالة تباعدت فيها الأولويات الإستراتيجية وتعمق التنافس الجيوسياسي. وظهر التنافس والصراع مع الإمارات بشكل واضح، ومع المملكة العربية السعودية ضمنيًا، خاصة بعد حادثة خاشقجي. ولكن تغير هذا الوضع منذ نهاية عام 2020 وتحول بسرعة إلى علاقة تعاون متعددة الأطراف. مع ذلك فإن هذا التحول لا يعني أن هناك منظورًا مشتركًا لجميع المشاكل الإقليمية بين تركيا والإمارات والسعودية. على الرغم من ذلك، فإن عملية التطبيع تتطور إلى تعاوُن إقليمي في سياق ديناميكيات اليوم.

تناقش هذه الورقة الديناميكيات الأساسية للعلاقات التركية الخليجية التي بدأت في نهاية عام 2020 وتطورت بسرعة إلى التطبيع والتعاون، كما تتناول دلالة التقارب مع الخليج من حيث السياسة الخارجية التركية، والمنطق الإستراتيجي للتقارب مع أنقرة في سياق الخليج. تُظهر التطورات في السنوات الثلاث الماضية أن النظام الإقليمي في الشرق الأوسط قد تغيَّر وأن الديناميكيات التي خلقت هذا النظام الإقليمي الجديد جعلت التقارُب بين تركيا والخليج ممكناً. لذلك لا يمكن تفسير زيارة الرئيس أردوغان لدول الخليج، التي تشمل قطر والإمارات والسعودية، على أُسس اقتصادية بحتة خلافًا للاعتقاد السائد. نعم إن التعاون الاقتصادي موضوع مهم، ولكن يجب الإشارة إلى أن هناك اتجاهًا جيوسياسيًا مشتركًا بين هذه البلدان الأربعة، بما في ذلك الاتجاه الذي ستتجه فيه الديناميكيات الإقليمية الجديدة في الشرق الأوسط. ويُلاحَظ تحوُّل المنافسة المستمرة بين تركيا مع الدول إلى عملية التطبيع، بما في ذلك الإمارات والسعودية، لا سيما في قضايا متعلقة بسورية وليبيا واليمن ومصر. كما يمكن القول إن أنقرة زادت من سياسة التعامل مع عواصم الخليج مثل أبو ظبي والرياض والدوحة في مجالات الاقتصاد والدفاع، وقد رحب الخليج بهذه الخطوات. لذلك يُلاحَظ التوصل إلى اتفاق مشترك من أجل تطوير وتعميق التعاون المشترك في العلاقات التركية الخليجية، كما يتضح من الزيارات المتبادلة الأخيرة بين الرئيس أردوغان وأمراء الخليج. وتم تبني عمليات التطبيع من قِبل جميع الأطراف في المستوى المؤسسي، وحل جو التعاون محل البيئة التنافسية. ونتيجة لذلك انتقلت العلاقات التركية مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر إلى فترة جديدة سيكون فيها المزيد من التعاون على جدول الأعمال ويسود مناخ إيجابي.

عن المؤلف : محمد رقيب أوغلو

تخرّج في قسم العلاقات الدولية بجامعة ساكاريا في 2016. حضّر الدكتوراه في معهد الشرق الأوسط 2017 بنفس الجامعة ببحث تحت عنوان "إستراتيجية التحوط في السياسة الخارجية: علاقات المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا بعد الحرب الباردة". عمل رقيب أوغلو باحثًا في مشروع مدعوم من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 2017، وعمل باحثًا زائرًا في مركز الدراسات الإستراتيجية للشرق الأوسط (ORSAM) منسق دراسات الخليج بين عامَيْ 2000-2001. يعمل منذ يونيو 2022 منسقًا للدراسات الأكاديمية في مركز أبعاد، زار رقيب أوغلو الأردن والكويت والسودان لأجل الدراسات الميدانية ولتطوير اللغة. أعدّ العديد من الآراء والتحليلات والتقارير لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية ومراكز الفكر. نُشرت مقالاته الأكاديمية في مجلة Insight Turkey، وAll Azimuth، وReligions. وصدر كتابه تحت عنوان "الإخوان العالمي: إصدار كتابه بعنوان علاقة الإخوان بالأنظمة وخصائصها في الشتات" عن دار كتبة (Ketebe) في تشرين الأول/ أكتوبر 2022. يعرف رقيب أوغلو اللغة الإنجليزية بطلاقة والعربية في المستوى المتوسط. تشمل مجالات عمله العلاقات بين تركيا ودول الخليج، والسياسات الخارجية لدول الخليج، والعلاقات بين الدين والسياسة، والحركات الإسلامية.

ترجمة: عبد الملك يانجين

المصدر: SETA