سياسات ترامب المتوقَّعة في الملفات الدولية
2024-11-07421 مشاهدة
تترقب الأطراف الدولية المختلفة ملامح السياسات الخارجية التي ستتبعها الإدارة الأمريكية الجديدة، بعد إعلان فوز دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري على منافسته كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأمريكية، وتنتظر الإدارة الجديدة التي من المفترض أن تتسلَّم مهامها بداية عام 2025 مجموعة من الملفات الدولية المعقدة، خاصة المتعلقة بالصراعات.
أعطى ترامب خلال الخطاب الذي ألقاه عقب فوزه بالانتخابات في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 مؤشرات أولية على نهجه الذي سيسير عليه في العلاقات الخارجية، حيث أكد أن إدارته "لن تبدأ الحروب"، وهذا الشعار يتسق بالفعل مع سياسته خلال فترة رئاسته الأولى التي امتدت من 2016 حتى 2020، حيث لم تنخرط إدارته في أي صراعات باستثناء النشاط التقليدي للقوات الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بمكافحة تنظيم داعش.
المتوقع أن تركز إدارة ترامب مجدداً على التهديد القادم من الصين، ومن أجل خدمة هذه الإستراتيجية ستتجه على الأرجح للتفاوض مع روسيا من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا مقابل تقليص التنسيق الروسي الصيني ضد المصالح الأمريكية، لكن هذا لا يعني الجزم بإيقاف الحرب قريباً؛ لأن الإدارة الجديدة قد تستخدم أقصى ضغط عسكري لدفع روسيا للقبول بالصفقة.
فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان، فإنه على الرغم من الوعود التي قطعها ترامب للجاليات العربية والمسلمة في أمريكا بالتحرك لوقف الحرب، لكن آلية إيقاف الحرب لا تعني بالضرورة تجاهل مصالح إسرائيل، بل ستتضمن على الأرجح تقليص التهديدات على الحدود الإسرائيلية لأبعد حد، من خلال فرض مناطق آمنة، وإضعاف دور حزب الله اللبناني السياسي بعد إفقاده غالبية قدراته العسكرية، فضلاً عن أنَّ لدى حكومة نتنياهو فرصة للاستمرار في التصعيد إلى حين تسلُّم ترامب وإدارته لمهامهم مطلع عام 2025.
غالباً ستركز إدارة ترامب على إحياء العلاقات مع الحلفاء التقليديين في الشرق الأوسط، تركيا والسعودية والإمارات، خاصة إذا ما تبنت إدارة ترامب نهجاً متشدداً ضد إيران التي تنظر إليها واشنطن على أنها جزء من نفوذ الصين أيضاً، ولذا من المتوقع أن يعقد ترامب تفاهمات مع أنقرة فيما يتعلق بملف شمال شرق سورية لضمان تحسين العلاقات التركية الأمريكية، بالإضافة إلى إبرام اتفاقية أمنية مع الرياض، وتحسين العلاقات مع أبو ظبي.
وقد تشهد فترة ترامب المزيد من إطلاق يد إسرائيل في توجيه ضربات مؤثرة لإيران، والضغط على حلفائها في العراق، وقطع طريقها البري الذي يصل إلى لبنان عن طريق سورية، رغبة من الإدارة الأمريكية الجديدة بتأطير النفوذ الإيراني، ووقف التهديدات التي تُقلق إسرائيل وحلفاء أمريكا التقليديين في الشرق الأوسط، مع بقاء الباب مفتوحاً لعقد صفقة مع طهران، لكن وَفْق شروط ومحددات جديدة تفرضها موازين القوى في وقتها.