قراءة إسرائيلية في الانسحاب الروسي التدريجي من سورية

قراءة إسرائيلية في الانسحاب الروسي التدريجي من سورية

2022-06-07
2014 مشاهدة


تعمل إسرائيل على رصد التحرُّكات الميدانية الجارية في سورية، حيث تظهر إشارات على توجُّه روسيا لنقل بعض قواتها إلى أوكرانيا، وهو ما يطرح مخاوف إسرائيلية من ظهور واقع أمني جديد، إذ سيسعى الإيرانيون إلى مَلْء أي فراغ روسي على الأراضي السورية.
 

وتعتبر دوائر صُنع القرار الإسرائيلي أن الوجود الإيراني في سورية، سيشكل تهديداً لإسرائيل، من خلال جبهة طويلة على الحدود، فيما ستعمل طهران على نشر بطاريات صواريخ لمنع سلاح الجو الإسرائيلي من العمل. إلا أنه في الوقت نفسه، فإن إسرائيل تسعى إلى تحويل تلك المخاوف إلى فرصة، إذ إنه مع تراجُع السيطرة الروسية في سورية، فإن هجماتها قد تكون من الآن فصاعداً أكثر سهولة، ولن يكون هناك قَلَق من إلحاق الأذى بالقوات الروسية.
 

في المقابل، يدعو البعض داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية في تل أبيب، إلى عدم التسرع في «تأبين» الوجود الروسي في سورية، على اعتبار أنه ليس من السهل على موسكو التفريط والتخلي نهائياً عن ممتلكاتها ونفوذها الذي دفعت مقابله أثماناً كبيرة، وتقديمها على طبق من ذهب في أيدي الإيرانيين.
 

ويستند استبعاد حصول الجلاء الروسي من سورية، إلى تفسيرات إسرائيلية عِدّة، من بينها أن الوجود الروسي هو في أي حال محدود، ولا يتطلب موارد غير عادية، حتى في مواجهة التقلب المستمر في أوكرانيا، فضلاً عن أن أحد الخطوط الأساسية للإستراتيجية الروسية في مختلف ساحات العالم هو «التأثير الأقصى مع الحد الأدنى من النفقات»، وسورية مثال كلاسيكي على ذلك، حيث أدرك الروس أن بإمكانهم استخدام حدّ أدنى من القوة العسكرية لتحقيق أقصى نتيجة من حيث زيادة تأثيرهم الإقليمي من جهة، ومن جهة أخرى الحدّ من النفوذ الأمريكي في المنطقة، وكسر احتكار الولايات المتحدة كلاعب رئيسي فيها.
 

الخُلاصة الإسرائيلية أن اهتمام روسيا بالحفاظ على وجود كافٍ في سورية، لم يطرأ عليه تغيير يُذكر، مع تصاعُد النقاش حول حجمه في الفترة الأخيرة تَبَعاً للتطورات العسكرية الجارية في أوكرانيا. وفي الوقت ذاته، فإن مصلحة إيران تكمن في الاستمرار بترسيخ وجودها في سورية أيضاً، حتى لو كان بأنماط مختلفة.

 

لقراءة التقرير كاملاً، يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF اضغط هنا