مؤشرات على تبني إدارة ترامب لنهج إنهاء نفوذ إيران خارج حدودها

مؤشرات على تبني إدارة ترامب لنهج إنهاء نفوذ إيران خارج حدودها

2025-03-21
186 مشاهدة

تتالت المؤشرات التي تشير إلى وجود نهج لدى إدارة ترامب لإنهاء نفوذ إيران خارج حدودها، حيث تبذل الإدارة الأمريكية الجديدة منذ وصولها إلى البيت الأبيض جهوداً أمنية وعسكرية ودبلوماسية في الساحتين العراقية واليمنية من أجل فصلهما عن طهران. 

ومثَّلت الهجمات الجوية والصاروخية التي شنها الجيش الأمريكي على موقع جماعة الحوثي منتصف مارس 2025 تطوُّراً مهماً، نظراً لاتساعها حيث شملت 8 محافظات، واستهدفت مناطق سكن يقيم فيها قيادات حوثية مؤثرة، بالإضافة إلى معسكرات ومواقع سيادية تابعة للجماعة. 

يدور الحديث في الأوساط اليمنية عن سيناريو محتمل، من الممكن أن يحظى بدعم أمريكي وإقليمي، ويتمثل بإطلاق عملية عسكرية باتجاه الساحل الغربي، والعاصمة صنعاء، وهذا ما دفع جماعة الحوثي إلى تكثيف استعداداتها العسكرية وزيادة مستوى التدريب والتجنيد وإنشاء التحصينات منذ فبراير 2025. 

من جهة أخرى، صعّدت الإدارة الأمريكية من ضغوطها على الأطراف العراقية المتحالفة مع إيران، وأنهت الاستثناء الممنوح للعراق من أجل استجرار الغاز الإيراني، واللافت أنها اتخذت هذه الخُطوة على الرغم من عدم توفير بديل للعراق يمكن أن يعتمد عليه في استيراد الغاز. 

 كما تطالب إدارة ترامب بحلّ الفصائل العراقية التي تحظى بدعم إيراني، ولا تعمل تحت نطاق المؤسسات الرسمية، أو على أقل تقدير دمجها ضِمن المؤسستين الأمنية أو العسكرية، والهدف من الخُطوتين السابقتين فصل الأطراف العراقية عن إيران إلى درجة كبيرة، بالإضافة إلى حرمان إيران من مصدر مهم للعملات الأجنبية القادمة من العراق. 

يبدو أن الإدارة الأمريكية تسعى لفصل المسارات، فعلى الرغم من إبدائها الاستعداد للتفاوض مجدَّداً مع طهران حول البرنامج النووي، لكنها لا ترغب بدخول المفاوضات قبل التأكد من تقليص النفوذ الإيراني في الإقليم إلى أدنى حدّ، وإعادة طهران إلى ضمن حدودها، وبالتالي فإن الأوضاع مرشحة للمزيد من التصعيد في الفترة المقبلة خاصة في العراق واليمن، بل إن طهران لا تستبعد أن تتعرض مفاعلاتها النووية إلى ضربات جوية.