الحراك الديمقراطي الإفريقي
2022-02-043441 مشاهدة
يُعَدّ موضوع الحراك الديمقراطي في إفريقيا محل نقاش وجدال؛ لصعوبة تصنيف موجات الحركات المدنية التي تشهدها القارة منذ أكثر من عَقْد، ولاختلاف طبيعة الحَراك الديمقراطي في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مقارنةً بشمال إفريقيا والشرق الأوسط. وتستعرض هذه الورقة الحَراك الديمقراطي في إفريقيا انطلاقاً من طبيعة حركات التغيير في القارة وَفْق المعطيات الحالية في دول مختلفة بما في ذلك بوركينا فاسو ونيجيريا وجنوب إفريقيا. بالإضافة إلى اتجاهات الأحداث في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والتي تؤكد النجاحات النسبية التي حقّقتها المنطقة في مجال الديمقراطية، دون إغفال العوامل الداخلية ودور الفواعل الخارجية في الحَراك الديمقراطي الإفريقي. وتستهدف هذه الورقة كل المهتمين بشؤون إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والباحثين في الحَراك الديمقراطي في إفريقيا. وتهدف أيضاً إلى تقديم تصوُّر عامّ للمشهد السياسي في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وإبراز العوامل الرئيسية التي تُساهم في تقليل احتمالية وقوع "الربيع الإفريقي" على غرار "الربيع العربي" في شمال إفريقيا والشرق الأوسط رغم ما تشترك فيه الدول العربية مع دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من تحدِّيَات. وقد انتهت الدراسة إلى أن الديناميات الحالية في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تؤشر إلى استمرار الحكومات الإفريقية غير المكترثة في مواجهة الحَراك المدني والضغوطات الشعبية إذا ما استمرت التحديات الحالية، وأن الأوضاع قد تؤدي إلى الصراع والتغيير المُزعزِع ببعض الدول الإفريقية التي يشكل فيها الشبابُ المحبطون والعاطلون عن العمل خطراً رئيسياً على الاستقرار، خاصة في ظل تضاؤُل فجوات الدعم الشعبي بين شاغلي المناصب الحكومية العليا والمعارضة السياسية، وفي ظل إظهار الشباب تقارُباً أقل مع الحرس القديم. إضافة إلى أن حدوث فراغات في السلطة وضعف الشرعية في بعض الدول يُعزِّزان ازدهار الجريمة المُنظَّمة.