فرصة منطقة البحر الأسود في تحقيق مكاسب في الحرب مع روسيا
2021-09-013790 مشاهدة
ترجمة: عبدالحميد فحام
فجأة وبدون سابق إنذار على ما يبدو، حشدت القوات الروسية قُوَاها في شِبْه جزيرة القرم وبالقرب من الحدود الأوكرانية في نيسان/ إبريل عام 2021، وتمّ نَشْر الدروع الثقيلة والصواريخ بعيدة المدى والمدفعية والقوات الجوّية الحديثة ووحدات المشاة المحمولة جواً في مواقع أثارت الهلع في أوكرانيا وفي جميع أنحاء أوروبا. يبدو الوضع اليوم مستقراً، لكن التقارير عن الأجهزة الجديدة والمحدّثة، بما في ذلك المركبات غير المأهولة، تتطلب تقييماً جديداً لطريقة الحرب الروسية.
تمتلك روسيا تاريخاً راسخاً في التحديث السريع لكل من المعدات والعقيدة بناءً على خبرتها العسكرية في البحر الأسود والمناطق المجاورة. في عام 2008، على الرغم من تحقيق أهدافها الإستراتيجية في حربها مع جورجيا، استجابت القيادة الروسية للفشل التكتيكي والعملياتي بتغييرات كبيرة. وقد أدّت الدروس المُستفادَة من حرب جورجيا إلى هيكلة قوة أكثر رشاقة وأكثر توجيهاً، ونظام قيادة إقليمي مُحدَّث، وزيادة التركيز على الضربات الدقيقة، والأسلحة الحديثة التي عُرضت جميعها عندما بدأت روسيا عملياتها في أوكرانيا عام 2014.
لقد تغيّرت طريقة الحرب الروسية بشكل كبير منذ عام 2008، ومن المرجَّح أن يحاول الجيش الروسي إجراء المزيد من الإصلاحات بناءً على عملياته في سورية منذ عام 2015. هناك، مكّنت روسيا قواتها الاستكشافية إلى حدّ كبير من الوصول البحري عَبْر البحر الأسود، والتوجُّه بشدة للقوّة الجوّية بأكثر مما كانت عليه في أي عملية روسية سابقة.
يمكن لأوكرانيا ودول البحر الأسود الأخرى جمع التفاصيل من العمليات في الشرق الأوسط وحَشْد القوات في نيسان/ إبريل 2021 لإبراز "المظهر الجديد" القادم لروسيا. وتُقدّم هذه الإجراءات الأخيرة الكثير من الأدلة حول القوة الروسية المستقبلية التي ستشمل تركيزاً أكبر على المعلومات، والمركبات غير المأهولة، والقوّة الجوّية، والتي يجب أن تسترشد بالتخطيط العسكري للبحر الأسود.