الغزو الروسي لأوكرانيا يدخل عامه الثاني
2023-02-241628 مشاهدة
بدأت روسيا في 24 فبراير 2022 عمليات عسكرية واسعة باتجاه الأراضي الأوكرانية، وتمكّنت في الأسابيع الأولى من تحقيق تقدُّم سريع في المناطق التي تسكنها أغلبية روسيّة موالية لموسكو في الشرق والجنوب، وتوجّهت القوات الروسية باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف، حتى وصلت إلى ضواحيها. إلا أن هذا التقدُّم السريع سُرْعان ما توقف، ليتحول موقف القوات الروسية لاحقاً من الهجوم إلى الدفاع، حيث تمكَّنت القوات الأوكرانية من دفع القوات الغازية بعيداً عن العاصمة، كما تمكّنت من استعادة أجزاء من الأراضي التي سيطرت عليها موسكو في المرحلة الأولى من المعركة.
ومع دخول شتاء 2022، دخلت العمليات القتالية مرحلة من الكُمون الإجباري لكِلا الطرفين. إلا أن روسيا استغلت فترة الشتاء لتحضير قواتها لما يبدو أنها مرحلة جديدة في الحرب، يُعتقد أنها ستبدأ مع بداية فصل الربيع، أي بعد منتصف شهر آذار/ مارس المقبل.
وتشمل التحضيرات الروسية تجهيزاً للطائرات المقاتلة وأعداداً كبيرة من الدبابات والعربات المدرعة والصواريخ، وتدريباً مكثفاً للمقاتلين، ونقلاً لعتاد وجنود بأعداد كبيرة للمناطق التي احتلتها في أوكرانيا.
وسيسعى الكرملين في هذه المرحلة الجديدة إلى تحقيق الأهداف التي فشل في تحقيقها في العام الأول، أو تحقيق بعض منها على الأقل، إذ ستسعى روسيا لاستكمال احتلال المناطق التي أعلنت ضَمّها إليها، وهي لم تُسيطر على كامل أيّ من هذه المناطق بعدُ، والأهمّ أنها ستسعى إلى إظهار أنها لم تنكسر حتى الآن، وأن لديها من الموارد ما يُؤهِّلها لاستعادة اليد العُلْيا في المعركة، لتدفع الغرب للوصول إلى قناعة بأن محاولة كسر روسيا هي محاولة مَيْؤُوس منها، وأن الغرب عليه إما أن يتوقف عن الاستثمار في معركة لا طائل منها، أو الدخول في حوار مع موسكو.
وبالمقابل، فإنّ الغرب يُحضِّر من طرفه لمعركة الربيع من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة والهجومية بشكل واسع النطاق، وتقديم كل الدعم اللازم لكييف من أجل تمكينها من الصمود على الأقل أمام الهجمة الروسية الكبيرة المتوقعة.
الفشل الروسي هذه المرة سيكون بعواقب وَخِيمة بالنسبة لبوتين، فبعد فشل حملته العسكرية في عامها الأول، فإنّ قدرته على تحمُّل عام آخر من معارك الكرّ والفرّ ستكون أقل بكثير، وسيعني هذا الفشل أن روسيا قد غرقت في المستنقع الأوكراني، وستكون قدرته على الخروج من هذا المستنقع في السنوات التالية أكثر صعوبة.
كانت الولايات المتحدة هي الرابح الأبرز من الحرب في عامها الأول، فقد تمكّنت من إظهار قدرتها على قيادة المعسكر الغربي، وإلحاق أضرار كبيرة بروسيا بأثمان بخيسة، كما تمكّنت من إعادة صياغة علاقتها بحلفائها في الاتحاد الأوروبي، بل وحتى إرباك الخطط الصينية الاقتصادية للتمدد عبر العالم، عبر مشروع الحزام والطريق، أو مشاريعها للهيمنة على دول محيطها أو أخرى خارج هذا المحيط.