لقاء "بايدن-تميم": خُطوة لتحرير أوروبا من قيود الطاقة الروسية
2022-02-022687 مشاهدة
مع مطلع شهر شباط/ فبراير 2022 التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة الأمريكية واشنطن، وأكد الزعيمان الاهتمام المشترك بأمن الشرق الأوسط، كما بحثا نقاطاً تتعلق بأفغانستان وأمن الخليج العربي إضافة إلى تعزيز التعاون في مجال الاستثمار والتجارة بين البلدين.
النقطة الأبرز في اللقاء هي بحث إمدادات الطاقة العالمية في ظل التصعيد بين روسيا من جهة وأوكرانيا والدول الغربية من جهة أخرى، حيث تتوقع الولايات المتحدة الأمريكية أن تستخدم روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا كسلاح للضغط على الدول الأوربية لتليين موقفها. ويُشكّل الغاز الروسي حوالَيْ 35% من واردات الدول الأوروبية، ففي 2020 استوردت هولندا وألمانيا ما يقرب من مئة مليار متر مكعب من روسيا، كما استوردت إيطاليا حوالَيْ 22 مليار متر مكعب.
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتحرير دول أوروبا من الغاز الروسي عن طريق تأمين الطاقة من عدد من المصادر، أبرزها الغاز الأمريكي؛ الذي رفعت الولايات المتحدة من صادراتها منه إلى دول أوروبا منذ مطلع 2022. وترغب الإدارة الأمريكية بتعظيم الاعتماد الأوروبي على غاز قطر، وهي المصدر الأول للغاز في العالم.
وتتطلع دول أوروبا إلى تأمين الغاز عَبْر الاستثمار في الطاقة النظيفة التي زادت استثماراتها فيها منذ عدة سنوات، إضافة إلى المصادر الداخلية لهذه الدول عَبْر بريطانيا وهولندا والنرويج، والتي تُؤمِّن حالياً حوالَيْ 22% من احتياجات أوروبا من الغاز، إضافة إلى مصادر خارجية تأتي من الجزائر ونيجيريا وأذربيجان.
وفي ظل تصاعُد أهمية غاز شرق المتوسط القادم من كل من مصر وإسرائيل واليونان وقبرص فإن تراجُع إمدادات الغاز الروسي المحتمل تُشكِّل فرصة لعدد من الدول لزيادة حصتها إلى أوروبا، وعلاوة على هذه الدول تتنافس دول أخرى لتأمين الطاقة لدول أوروبا، حيث بدأت السعودية بتوسيع استثمارات الطاقة في أوروبا، ومؤخراً استحوذت "أرامكو" على حصة 30% من مصفاة "غدانساك" البولندية وهي ذات طاقة إنتاجية تصل إلى 250 ألف برميل يومياً، كما استحوذت الشركة على حقوق تجارة الجملة المرتبطة بالمصفاة.
وإضافة إلى هذه الصفقة هناك صفقة بحصة 50% من مشروع تسويق وَقود الطائرات مع شركة "بي بي" البريطانية. وقد وسعت "أرامكو" توريدات النفط إلى بولندا إلى 337 ألف برميل يومياً على حساب النفط الروسي، ويُتوقَّع أن ترفع المملكة صادراتها إلى بولندا بأضعاف الرقم المذكور في سبيل تأمين ثلثَيْ احتياجات بولندا.
وتجد الولايات المتحدة الأمريكية في قطر أحد أكبر الضامنين لتدفق الغاز الروسي في ظل حدوث أي توترات، بسبب ما تمتلكه من احتياطيات من جهة وبسبب ما تمتلكه قطر من استثمارات ضخمة في مجال الطاقة في روسيا، حيث يمكن أن تُخفِّف صدمة التصرفات الروسية المحتملة.