ما وراء المناورات الصينية الإيرانية الروسية المشتركة في خليج عُمان؟

ما وراء المناورات الصينية الإيرانية الروسية المشتركة في خليج عُمان؟

2024-03-14
880 مشاهدة


في خضم التوتُّرات الدولية المتصاعدة، انطلقت مناورات بحرية مشتركة بين الصين وروسيا وإيران في خليج عُمان قرب الخليج العربي، الممرّ المائي الإستراتيجي ذي الأهمية البالغة للتجارة العالمية. تأتي هذه المناورات، التي تحمل اسم "حزام الأمن البحري 2024"، وسط هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، لتثير تساؤُلات حول دلالاتها السياسية ورسائلها المبطَّنة.

المشاركون وأهداف المناورات:

تشارك في المناورات أكثر من 20 سفينة وسفينة دعم وزوارق قتالية من الدول الثلاث، بالإضافة إلى مروحيات بحرية، وتهدف المناورات بحسب ما يمكن استنباطه من السياق والتصريحات الرسمية المرافقة إلى:

تعزيز الأمن البحري في المنطقة: مع تصاعُد هجمات القرصنة والإرهاب في المياه الدولية، تسعى الدول المشارِكة إلى إظهار قدرتها على تأمين الملاحة البحرية وحماية التجارة العالمية.

توسيع التعاون العسكري: تهدف المناورات إلى تعزيز التعاون العسكري بين الدول الثلاث وتبادُل الخبرات والتقنيات العسكرية.

إظهار القُدرات العسكرية: تأتي المناورات كاستعراض للقوة من قِبل الدول المشارِكة، ورسالة تحذيرية للقُوَى الدولية الأخرى، خاصة الولايات المتحدة.

التأكيد على التعدُّدية القطبية: تسعى الدول المشارِكة من خلال المناورات إلى التأكيد على وجود قُوًى عالمية أخرى قادرة على موازنة النفوذ الأمريكي.

ويبدو أن إيران تحديداً، على اعتبارها الأكثر قرباً من ناحية الجغرافيا، والأكثر قدرة على استخدام نفوذها على الجماعات المسلحة التابعة لها، تحاول -ومن خلال إظهار وجود حلفاء دوليين لها- استغلال فرصة الحرب على غزة، وما تقوم به جماعة الحوثي من هجمات على السفن في باب المندب، لإظهار نفسها كبديل يمكن أن يُؤمّن طرق التجارة الدولية في المنطقة، خاصة مع قدرتها على التأثير على الحوثيين، وسط عجز نسبي أمريكي في التعامُل الحازم مع هجمات الحوثيين، حيث لم تستطع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا من خلال ضرباتهما إيقاف الحوثيين أو ردعهم عن تنفيذ الهجمات، كما تُقدِّم الدول الثلاث نفسها كبديل محتمل مستقبلي لأمن دول المنطقة في ظل تراجُع التماسُك الأمريكي - البريطاني - الأوروبي، حيث اختارت القوى الأوروبية انتهاج نهج مختلف، ولم تشارك في الغارات الأمريكية البريطانية على الحوثيين.

تحاول إيران استثمار فرصة الحرب على غزة بشتى الوسائل لتحسين تموضعها الدولي والإقليمي، ولتعديل كفّة التوازُنات الدولية، وهو ما تجد فيه كل من روسيا والصين مصالح مشتركة مع إيران، خاصة بعد الإعلان عن الممر الاقتصادي بين الهند في أوروبا في قمة دول العشرين في أيلول/ سبتمبر الماضي، والذي يُعتبر منافساً لمبادرة الحزام والطريق الصينية، ويمكن أن يُسهم أيضاً في نقل الغاز إلى أوروبا بما يُشكِّل بديلاً للغاز الروسي.