هل تغدو إفريقيا بوّابة استقطاب عالمية لتنظيم داعش؟

هل تغدو إفريقيا بوّابة استقطاب عالمية لتنظيم داعش؟

2024-04-04
1011 مشاهدة


إبّان السيطرة على مدينة الموصل عام 2017 أعلن العراق نصره على تنظيم الدولة، وفي آذار/ مارس 2019 بعد عامين من هذا الإعلان أعلنت "قوات سورية الديمقراطية- قسد" السيطرة على الباغوز آخِر معاقل تنظيم داعش في سورية.

هذه الخسارات المروّعة آنذاك لم تكن تعني للتنظيم الانهيار التامّ، بالرغم من أن خصومه في العراق وسورية راهنوا على أن أيامه انتهت، وأن احتمالات عودته تكاد تكون معدومة، إلا أن واقع الحال اليوم بعد مرور نحو خمس سنوات على خسارة التنظيم سيطرته على المساحات التي كان يحكمها في سورية والعراق يبدو مختلفاً، حيث باتت قواته في غرب إفريقية -مالي على وجه الخصوص- على أبواب إعادة السيطرة المكانية الواسعة مرة أخرى خاصة في ظل التقدُّم الذي يحرزه التنظيم في مثلث دول الساحل -مالي والنيجر وبوركينا فاسو- إلى جانب توسُّع أعماله ومساحات سيطرته العسكرية في مقاطعة كابوديلغادو شمال شرقي موزمبيق.

من خلال متابعة حركة الاعتقالات التي تنفذها الدول المحيطة بداعش في القارة الإفريقية، يتبين لنا تصاعُد تفكيك الخلايا التابعة لداعش والتي تسعى للانضمام إلى التنظيم أو تمويله منذ 2023 ، وتسارُع تجنيد المقاتلين الأجانب في مالي على وجه الخصوص.

بالرغم من أن عمليات الانضمام لتنظيم الدولة ما زالت في مستوى متدنٍّ للغاية مقارنةً بالانضمام إليه في أعوام 2013 و 2014 في سورية والعراق، إلا أن مجرد تدفُّق المزيد من العناصر إلى صفوفه بعد حملات التحالف الدولي ضده مؤشر على إمكانية تصاعُد هذا التدفُّق في حال تحققت للتنظيم سيطرة مكانية جديدة.

إن تصاعُد عمليات التنظيم في إفريقيا على وجه الخصوص وعموم دول الساحل، يعود لاستفادته من تعقُّد المشهد وتصاعُد الكراهية لميليشيا فاغنر الروسية، وتقديم التنظيم خطاباً حيوياً للبلدات الواقعة تحت سيطرته، سواء من حيث التعهُّد بحمايتها أو تعزيزه لحركة التجارة والتنقيب عن الذهب مقابل مبالغ زهيدة مقارنةً بما تفرضه التنظيمات الأخرى ونقاط تفتيش قوات الجيش وفاغنر.

من المؤكد أن مساحات سيطرة التنظيم المتزايدة في الصومال وموزمبيق ومثلث دول الساحل ستدفع التنظيم لتوسيع هذه المساحة، وربما استئناف العمليات الخارجية ضدّ دول الجوار كتوغو وبينين وتشاد وغينيا وغيرها من الدول المحاذية لمساحات نشاطاته، وربما الإضرار بعمليات نقل سلاسل التوريد مستقبلاً.