الجيش السوداني يضيق الخناق على الدعم السريع ميدانياً وسياسياً

الجيش السوداني يضيق الخناق على الدعم السريع ميدانياً وسياسياً

2025-05-23
63 مشاهدة

استمر الجيش السوداني بالتقدم على حساب قوات الدعم السريع، حيث سيطر في الثلث الأخير من أيار/ مايو 2025 على آخِر معسكرات الدعم في ولاية الخرطوم، وهو معسكر الصالحة. 

وفي ولاية النيل الأبيض استعاد الجيش السيطرة على قرية العلقة، وبقيت قوات الدعم متمركزة جنوب غرب الدويم التابعة لولاية النيل الأبيض، حيث يسعى الجيش لاستكمال السيطرة أيضاً على كامل الولاية، بالتوازي مع التقدم في كردفان التي تَمكَّن الجيش فيها من السيطرة على منطقة أم لبابة، بالإضافة إلى الاستحواذ على منطقة العطرون في ولاية شمال دارفور. 

وسبق هذا التقدم الميداني إحباط الجيش السوداني جهود الدعم السريع وحلفائه السياسيين، الهادفة إلى إعلان حكومة موازية من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، عن طريق تكثيف الهجمات الجوية على مواقع الدعم السريع قُبيل الإعلان مما أدى لخلط الأوراق وتأجيل إطلاق الحكومة الموازية التي تهدف إلى إظهار حالة انقسام في السودان لإحراج الحكومة الرسمية. 

طيلة شهر أيار/ مايو 2025 كثفت الحكومة السودانية اتصالاتها مع الصين للضغط عليها من أجل وقف بيع الطائرات المسيرة إلى دول إقليمية تقوم بدورها بتسليم هذه الطائرات للدعم السريع، ويقوم باستخدامها في ضرب المنشآت المدنية والقواعد العسكرية التابعة للحكومة والجيش، حيث زادت الحكومة السودانية من جهودها الضاغطة على الصين بعد الهجوم الذي نفذته قوات الدعم بالطيران المسيَّر على مستودعات للنفط في بورتسودان مطلع أيار/ مايو 2025. 

الحكومة السودانية لوّحت للصين بإمكانية تجميد العلاقات الاقتصادية بين الطرفين في حال لم تتوقف عن بيع الطائرات المسيَّرة إلى الدول التي يمكن أن تنقلها إلى الدعم السريع، وبالفعل فقد وعدت بكين بزيادة الرقابة على بيع الطيران المسيَّر للجهات التي يحتمل أن تنقلها للدعم السريع. 

إذاً يستمر الجيش والحكومة السودانية في المزاوجة بين العمليات العسكرية والجهود السياسية لإضعاف موقف الدعم السريع الذي تراجع إلى حدّ كبير منذ خسارته للقصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية في الخرطوم شهر آذار/ مارس 2025، لكن يبقى التحدي الأساسي أمام الحكومة والجيش القدرة على وضع حدّ نهائي لقصف المنشآت المدنية خاصة محطات توليد الكهرباء، حيث تَحوّل هذا النهج إلى ما يشبه الإستراتيجية لدى الدعم السريع ليبقي حالة التوتر في السودان في ظل تراجُعه الميداني.