الضربات الأمريكية على جماعة الحوثي تُنذر باحتمالية تنفيذ عملية برية

الضربات الأمريكية على جماعة الحوثي تُنذر باحتمالية تنفيذ عملية برية

2025-04-22
147 مشاهدة

سجَّل الجيش الأمريكي قُرابة 300 ضربة جوية وصاروخية على مواقع تتبع جماعة الحوثي في الفترة الممتدة منذ منتصف مارس إلى الأسبوع الثالث من إبريل 2025، واللافت في هذه الضربات أنها تركز على تقويض البِنْية التحتية للجماعة العسكرية منها والاقتصادية، مما يُنذر باحتمالية تنفيذ عملية برية من قِبل الجيش الوطني اليمني في ظلّ الحشود التي تتوافد إلى خطوط التماسّ خاصة بمحافظة مأرب.

الضربات الأمريكية في الفترة المذكورة طالت قواعد جوية للجماعة في محافظة صنعاء، بالإضافة إلى استهداف موانئ الحديدة ومطارها على الساحل الغربي اليمني، من ضِمنها ميناء رأس عيسى النفطي الذي يُعتبر ركيزة أساسية في اقتصاد الجماعة، واللافت في الهجمات الأخيرة أنها كانت واسعة للغاية فشملت محافظات صعدة والبيضاء وتعز والجوف وحجة وإب، وركزت على منظومات الدفاع الجوي المزوَّد برادارات ومنصات إطلاق صواريخ بالستية والطائرات المسيَّرة ومستودعات أسلحة، ومراكز قيادة وسيطرة، مما يوحي برغبة في تعطيل القدرات العسكرية النوعية للجماعة.

التسريبات القليلة من أوساط الجماعة تفيد بأن الهجمات الأمريكية الأخيرة ركزت على استهداف الكوادر البشرية، وأدت لمقتل وإصابة العشرات من كوادر الجماعة، من ضِمْنهم قياديون وخبراء في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة.

هذه الهجمات التي تزامنت مع جولة المفاوضات غير المباشِرة في سلطنة عمان بين الولايات المتحدة وإيران، تشير إلى أن إدارة ترامب لا تربط بين الملفين، وتعمل فيما يبدو على إضعاف جماعة الحوثي بما يضمن إعادة الاستقرار لطرق التجارة الدولية التي تمر عَبْر البحر الأحمر.

من غير المستبعَد أن يتطور المشهد الميداني في اليمن إلى هجوم بري قد ينفذه الجيش الوطني اليمني مستفيداً من حالة الإرباك التي تعاني منها الجماعة نتيجة الضربات الأمريكية، بالإضافة إلى الشعور بعدم قدرة إيران التي تعاني من ضغوط اقتصادية وسياسية أمريكية على توفير الإمداد للحوثيين في اليمن.

من المحتمَل أن تشنّ القوات اليمنية هجوماً على جماعة الحوثي في منطقة الساحل الغربي للسيطرة عليه وإبعاد الجماعة عنه، خاصة حيث تُجري المقاومة الوطنية اليمنية التابعة لمجلس القيادة الرئاسي منذ فترة تجهيزات لمثل هذا الخيار، وهذه القوات التي يقودها العميد طارق صالح هي التي تتولى الانتشار في الساحل الغربي والدفاع عنه.

يوجد ضغوطات قَبَلية يمنية على الحكومة من أجل إطلاق عملية عسكرية لا تقتصر فقط على منطقة الساحل، وإنما تركز على إنهاء سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، وبالتالي استعادة الدولة، وباتت القبائل الموالية للحكومة اليمنية تلوح بشكل واضح بالتحرك حال لم تستجب الحكومة لمطالباتهم، الأمر الذي يجعل الأمور في اليمن مرشَّحة للعودة إلى الحلّ العسكري بعد أن تعثرت خارطة السلام والحلّ السياسي رغم الاتصالات السعودية والإيرانية لإنجاحها.