انتخابات الكنيست الإسرائيلي 2020

انتخابات الكنيست الإسرائيلي 2020

2020-03-12
4073 مشاهدة

تمهيد

توجّه الناخبون الإسرائيليون يوم 3 مارس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء الكنيست، للمرة الثالثة خلال أقل من عام، بعد أن فشل بنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود من تشكيل حكومة في المرتين السابقتين، حيث فاز في الانتخابات التي جرت في 9 أبريل، بفارق مقعد واحد عن حزب أزرق أبيض، بينما فاز في المرة الثانية بفارق مقعدين، فيما فاز هذه المرة بفارق 3 مقاعد.

ويستعرض هذا التقرير النتائج التي تم الإعلان عنها، ودلالات هذه النتائج، والسيناريوهات المتوقعة بناء عليها.

أولاً: استعراض النتائج

أظهرت نتائج الانتخابات تغيراً محدوداً في النتائج عن انتخابات سبتمبر 2019. حيث حل الليكود في المركز الأول، بعدد مقاعد بلغ (36) مقعداً، وتلاه حزب "أزرق أبيض" بـ(33) مقعداً (انظر الشكل رقم -1-).  

وأظهر عدد الأصوات تقارباً كبيراً بين الليكود و"أزرق أبيض"، حيث حصل الأول على 29% من الأصوات مقابل 27% من الأصوات للثاني (انظر الشكل رقم -2-).

وأظهرت النتائج سيطرة اليمين بتدرجاته على مقاعد الكنيست، بحصوله على (58) مقعداً، مقابل حصول اليسار والوسط على (40) مقعداً (انظر الشكل رقم -3-).

 

الشكل رقم (1)

توزّع الأحزاب بحسب المقاعد

Chart1-2
 

 

الشكل رقم (2)

توزّع الأحزاب بحسب نسبة الأصوات

Chart2-2
 

 

الشكل رقم (3)

التوزع الأيديولوجي لأعضاء الكنيست

Chart3-1
 

ثانياً: دلالات النتائج

لم تحمل النتائج مفاجئات مؤثرة خاصة، وجاءت غالبيتها متقاربة نسبياً مع التوقعات التي سبقت يوم الانتخابات. وتالياً هي أبرز دلالات النتائج:

1) نتائج لا تُخرج من الأزمة

لا تختلف نتائج انتخابات 2020 عن نتائج الانتخابات السابقة في إبريل وسبتمبر 2019، حيث لم تعكس سيطرة كافية لأي حزب أو تحالف، بما يمكنه من تشكيل حكومة قابلة للاستمرار.

ووفقاً للنتائج، فإنّ تحالف نتنياهو ما زال بحاجة إلى 3 مقاعد للحصول على الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة، فيما يحتاج تحالف أزرق أبيض لستة مقاعد (انظر الشكل رقم -4-).

الشكل رقم (4)

توزّع المقاعد حسب التحالفات

Chart4
 

 

2) ليبرمان بيضة القبان

خسر حزب "إسرائيل بيتنا" مقعداً واحداً مقارنة مع انتخابات سبتمبر 2019، إلا أن مقاعده الحالية (7 مقاعد) ما زالت تمكّنه من لعب دور "بيضة القبان" في تمرير الحكومة، إذا أن مقاعده السبعة يمكن أن تمنح تحالف نتنياهو الأغلبية التي يريدها، كما يمكنها أن تمنح تحالف أزرق أبيض الأغلبية أيضاً.

3) نتنياهو: فوز بطعم الخسارة

رغم تقدم الليكود بعدد المقاعد وعدد الأصوات على بقية الأحزاب، إلا أنه يعد من الخاسرين في هذه الانتخابات، إذ أن التحالف المناوئ له، والذي يضم تحالف أزرق أبيض مع إسرائيل بيتنا يملك الغالبية في الكنيست (63 مقعداً). وعلى ما يبدو فإنّ المعارضة سوف تستخدم هذه الغالبية بأقصى درجة ممكن من أجل حصار نتنياهو سياسياً، بل وحتى العمل على منعه قانونياً من تولي منصب رئاسة الوزراء.

وتشير التوقعات المتداولة في إسرائيل إلى أن تحالف المعارضين لنتنياهو سيعمل في الأسابيع المقبلة على سن قانون يمنع عضو الكنيست المتهم قضائياً من تشكيل الحكومة، بالإضافة إلى قانون آخر يحدّ فترة رئاسة الحكومة إلى دورتين. وكلا القانونين سيمنعان نتنياهو من تولي رئاسة الوزراء.

4) تقدّم عربي

تمكّنت القائمة العربية من زيادة عدد مقاعدها من 13 مقعداً في انتخابات سبتمبر 2019 إلى 15 مقعداً في انتخابات 2020. وبهذا الزيادة ستتمكن القائمة من رفع فاعليتها وتأثيرها في الكنيست، وتعزّز من تموضعها في المركز الثالث بعد الحزبين الرئيسيين.

ويعتقد أن الزيادة التي حصلت عليها القائمة العربية في هذه الانتخابات تعود إلى زيادة إقبال الناخبين العرب، وتراجع دعم الأحزاب اليهودية بين هؤلاء الناخبين.

ثالثاً: السيناريوهات المتوقعة

بناء على المعطيات التي أفرزتها الانتخابات، فإن السيناريوهات الممكنة هي التالية:

1) حكومة تناوبية بين الليكود وأزرق أبيض

كان هذا السيناريو الخيار الأول المطروح بعد انتخابات إبريل 2019، وطرح كذلك في الانتخابات التالية. ويتمثّل في أن يتم تشكيل حكومة ائتلافية بين الليكود وأزرق أبيض، وتكون رئاسة الحكومة بالتناوب بين رئيسي الحزبين.

إلا أن تكرار المعارك الانتخابية لثلاث مرات خلال أقل من عام زادت من حدّة الخصومة بين الحزبين ورئيسيهما، بما يجعل من احتمالية هذا السيناريو ضعيفة.

2) جذب الأعضاء

في هذا السيناريو يتمكن الليكود من جذب بعض النواب الفائزين من تحالف أزرق أبيض، بحيث يعلن هؤلاء الأعضاء انشقاقهم عن أحزابهم وانضمامهم إلى تحالف الليكود.

ويحتاج تحالف الليكود حالياً إلى ثلاثة مقاعد من أجل الحصول على أغلبية النصف زائد واحد في الكنيست، والتي تمكّنه من تشكيل الحكومة.

 

3) اختراق تشريعي

تعمل الكتلة المناوئة لنتنياهو، والتي تملك حالياً غالبية مقاعد الكنيست على تمرير تشريعات تمنع نتنياهو قانونياً من المنافسة على رئاسة الوزراء، إما على خلفية الاتهامات الموجهة له بالفساد أو على خلفية عدد الدورات التي تولّى فيها المنصب.

وفي حال نجاح هذه الكتلة في تمرير أحد هذه القوانين فإنّ ذلك سيُخرج نتنياهو من المنافسة، وستصبح معها إمكانية الوصول إلى توافق بين الليكود وأزرق أبيض، أو تمكن ليبرمان من إقناع أزرق أبيض بتولي رئاسة الحكومة ولو لفترة وجيزة، مقابل منح أصواته

4) إعادة الانتخابات

في حالة فشل الأحزاب السياسية في التوصل إلى صيغة ما لتشكيل الحكومة، فإنّ الخيار الدستوري سيكون التوجه لانتخابات جديدة، ستكون الرابعة في غضون عام تقريباً.

لكن هناك شبه إجماع بين كل المكونات السياسية على ضرورة تجنّب هذا السيناريو، نظراً لأنه يبدو أمام الناخب الإسرائيلي استهتاراً ولا مسؤولية من طرف الأحزاب السياسية، وقد يدفعها تجاه خيارات عقابية بحق الحزبين الكبيرين، الليكود وأزرق أبيض.

ولذا فإنّ من المتوقع ألا يتم اللجوء إلى هذا السيناريو إلا كخيار أخير غير مرغوب. ومع ذلك فقد أعلن الليكود يوم 10 مارس أنه بدأ التحضيرات لانتخابات رابعة مبكرة.