ماذا وراء استعادة روسيا الزخَم الميدانيّ في الحرب الأوكرانية؟

ماذا وراء استعادة روسيا الزخَم الميدانيّ في الحرب الأوكرانية؟

2025-11-25
86 مشاهدة

استعادت روسيا بشكل واضح الزخَم الميداني في الحرب الأوكرانية، وحقَّقَت المزيد من التقدُّم والسيطرة خلال شهر نوفمبر 2025 في جبهات دونيتسك وزباروجيا، بالإضافة إلى دخول مدينة كوبيانسك شرق أوكرانيا، كما تمكنت من محاصرة مدينة ليمان الإستراتيجية من 3 جهات.  

تتزامن هذه الخسائر العسكرية الأوكرانية مع تسريبات متواترة عن وجود تفاوُض سريّ بين الولايات المتحدة وروسيا من أجل التوافق على خُطّة إنهاء الحرب الأوكرانية، وتشير المعلومات الأولى إلى أن الخطّة تتضمن إعلانَ وقفٍ لإطلاق النار مع الحفاظ على الوضع القائم في دونيتسك ولوغانسك، أيْ إبقاء سيطرة القوات الروسية فيها، بالإضافة إلى عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).  

أيضاً تعاني القوات الأوكرانية من تراجُع في شبكات الدعم المالي التي موَّلت الحرب طيلة الأعوام الماضية، حيث تتحدث تقارير أوكرانية عن مغادرة رجال مال داعمين لزيلينسكي الأراضي الأوكرانية، بالإضافة إلى تقلُّص الدعم الأمريكي منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع عام 2025، ويبدو أن هذا التمويل توقف بالكامل وفقاً لما أعلن عنه المتحدثون باسم البيت الأبيض في 25 نوفمبر 2025.  

فيما يبدو فإن الرئيس الأمريكي يضغط بقوة من أَجْل إنهاء الحرب في أوكرانيا، التي تشكل عِبْئاً اقتصادياً كبيراً على بلاده قد يفاقم من مشاكله، ويمنح فرصة مهمة للصين لتحقيق المزيد من التقدُّم الاقتصادي على الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى فإن ترامب يعمل -فيما يبدو- على استعادة توازُن علاقات بلاده الدولية لتجنُّب تكريس حلف دولي مضادّ متضرِّر من السياسات الأمريكية تنخرط فيه روسيا والصين بالإضافة إلى دول عديدة في الشرق الأوسط، ومن أجل هذا الهدف عمل ترامب منذ بداية فترته الرئاسية الثانية على تصحيح علاقات أمريكا مع السعودية وتركيا.  

على الأرجح فإن فرص إنهاء الحرب الأوكرانية مرتفعة هذه المرة، في ظلّ التفاعُل الإيجابي الروسي معها، وعدم رفضها من الدول الأوروبية الكبيرة، بل سعيها فقط لإضافة تعديلات على خطّة ترامب تعالج المخاوف الأمنية الأوروبية، كما أن تصريحات الرئيس الأوكراني زيلينسكي نفسه تشير إلى وضع أوكرانيا الصعب، حيث أكد أن بلاده أمام خيارين إما خسارة شريك رئيسي (يقصد أمريكا) أو فقدان قرارها الوطني.