دلالات استهداف حزب الله اللبناني ثكنة عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان السورية

دلالات استهداف حزب الله اللبناني ثكنة عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان السورية

2024-06-05
1136 مشاهدة


أعلنت وسائل إعلام تعود لكل من حزب الله اللبناني، والجيش الإسرائيلي بتاريخ 2 حزيران/ يونيو 2024، عن تمكُّن طائرات مسيَّرة من التسلُّل إلى داخل المناطق في الجولان السوري المحتل. وتتفاوت الآثار الناجمة عن الهجوم، بناءً على ما تم الإعلان عنه من قِبل الطرفين، حيث أعلن "حزب الله" عن تمكُّن طائراته المسيَّرة من استهداف ثكنة "يردن" في الجولان المحتل، وتدمير رادار القبة الحديدية فيها، بينما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي الرسمية أن الطائرات المسيرة المُهاجمة سقطت في مناطق مفتوحة، وعلى الرغم من ذلك، فإن الهجوم بالطائرات المسيرة من قِبل "حزب الله" على مواقع في الجولان السوري المحتل يحمل في طيّاته عدة دلالات.

ويبدو أن حزب الله يهدف إلى إيصال رسالة للجانب الإسرائيلي الذي أنهى تدريبات عسكرية تتبع هيئة الأركان العامة، تضمنت عدة سيناريوهات لتوسيع رقعة الحرب على الجبهة الشمالية، والولوج في حرب متعددة الساحات؛ رسالة مفادها قدرة الحزب على التعامُل مع أهداف ليست بالضرورة على الطرف المقابل لحدوده مع إسرائيل في لبنان، إنما من الممكن أن يتبع التكتيك المتبَع من قِبل الميليشيات المموَّلة من إيران في كل من العراق واليمن؛ المتمثِّل بإرسال المسيَّرات إلى مناطق مختلفة من إسرائيل من مناطق مختلفة، مما يعني إمكانية توسيع الجبهات، بما فيها الجبهة السورية التي عُرفت بالهدوء منذ حرب 1967.

وكمثيلاتها من عمليات الميليشيات الإيرانية والعراقية الرمزية عَبْر الجبهة السورية، تصبّ العملية المنفَّذة من قِبل حزب الله في صالح روسيا التي استغلت الحاجة الأمنية الإسرائيلية، حيث نشرت روسيا قُرابة "14" نقطة مراقبة عسكرية في جنوبي سورية منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مما يقوي الأوراق الروسية في منطقة الحدود، وهو ما يمكن أن تستثمره روسيا في حربها في أوكرانيا، حيث لعبت ديناميات الوضع في سورية دوراً رئيسياً في تثبيط بلورة موقف إسرائيلي قويّ في دعم أوكرانيا، إضافة لاستثمار روسيا في ورقة أمن إسرائيل لتسويق النظام السوري في عملية التطبيع.

على الرغم من إرسال الهجمة رسالة مبطَّنة بتوسيع رقعة الصراع إلى إسرائيل، تبقى الهجمة أقرب إلى الجانب الدعائي الرمزي منها إلى الجانب العملياتي، ولا يبدو أنها قابلة للتطوُّر لتصبح مماثلة لوضع المناوشات في الجنوب اللبناني، ويلعب دوراً في ذلك حرص النظام السوري على الالتزام بعدم الردّ، خاصة مع التحذيرات الإسرائيلية التي دَعَتْ رأس النظام السوري لِأَنْ يَنْأَى عن النزاع الدائر في غزة، ومَيْل النظام لهذا المسار ورعاية روسيا له.