هل ثَمَّة تهديدات جهادية ضدّ إسرائيل؟.. قراءة في موقف تنظيمَي القاعدة والدولة

هل ثَمَّة تهديدات جهادية ضدّ إسرائيل؟.. قراءة في موقف تنظيمَي القاعدة والدولة

2023-12-30
1000 مشاهدة


تُشكِّل العملية العسكرية الأخيرة لفصائل المقاومة الفلسطينية والحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلتها بداية دورة تأثير جديدة من النزعات الجهادية وتوجُّهاتها العسكرية، حيث من الأرجح أن تبدأ ردود فعلٍ جهاديةٍ متتالية في وقت قريب تجاه المجازر الإسرائيلية تحت غطاء الردّ عليها وتحرير القدس.

بالرغم من الخلاف الواضح بين تنظيم الدولة والقاعدة في الموقف من حركات المقاومة الفلسطينية، حيث أعلنت فروع القاعدة دعمها لعملية "طوفان الأقصى" وأشادت بصمود المقاومة بشكل متتالٍ، في امتداد واضح لتأثير منهج أسامة بن لادن وشيوخ القاعدة، في مركزية القضية الفلسطينية وما يرتبط بها من مشاريع وفاعلين.

في حين أن تنظيم الدولة يرفض تنظيمات الفصائل الفلسطينية، ويصفها بالكفر، ويحرض إعلامه الرديف ضدها للانكفاء عنها ورفض مبادئها وأفعالها، وبالرغم من ذلك، فقد أرسل إشارات متتالية يؤكد فيها وجوب "نصرة المسلمين والمستضعفين" في عدة مقالات من جريدة النبأ الرسمية بين عددَيْ (413 و 420).

يتبادر للذهن موقف تنظيم القاعدة في هذا الإطار، حيث يمكن الإشارة إلى وجود ربط للقول بالفعل، حيث تبنّت جماعة "جيش الأمة في بيت المقدس" المُبايِعة للقاعدة، عمليات استهداف لقوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بالهاون والصواريخ من قِبل "وحدات المدفعية" إلى جانب الاشتباك المباشر معها في بعض مناطق القطاع بالعبوات الناسفة والأسلحة المضادة للدبابات والمدافع الرشّاشة، مما أدى لمقتل بعض العناصر من الجيش الإسرائيلي ومقتل شخص يدعى "أحمد صالح حامد" وهو ابن شقيق قائد جيش الأمة "أبو حفص المقدسي".

يصعب التأكُّد من صحة هذه المعلومات، إلا أن احتماليتها قائمة بشكل جليّ، حيث أشارت مؤسسة ثبات الإعلامية التابعة للقاعدة عام 2020 إلى عمليات لجيش الأمة ضد إسرائيل انطلاقاً من سيناء وغزة.

بالمقابل فإن تنظيم الدولة لم يعلِن عن أي عملية عسكرية تجاه إسرائيل، بالرغم من وجود أكثر من 19 عنصراً من صفوفه في سجونها اعتُقلوا على مدار عامَيْ 2014- 2019، وكان آخِرَهم اثنان اعتُقلا في مدينة حيفا آذار/ مارس 2022 إثر تنفيذهما هجوماً ضدّ القوات الإسرائيلية فيها أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين إلى جانب عملية أخرى في بئر السبع حيث قُتل أربعة أشخاص، وجُرح شخصان عَبْر الصدم والطعن. وتبنَّى تنظيم "الدولة الإسلامية" كِلا الهجومين رسمياً، مما يؤكد وجود قدرة للتنظيم على تنفيذ عمليات داخل مناطق 1948 أو التسلُّل إلى غزة وتنفيذ عمليات عَبْرها.

تشير الوقائع المذكورة إلى وجود أرضية متاحة لتأثير التنظيمين الجهادييْنِ المباشر -داخل إسرائيل- إلا أن هذا التأثير محدود بحسب ما تُوضِّحه مؤشرات العمل الميداني والبيانات المعلَنة.

بناءً على ذلك فإن هذه التنظيمات، إذا ما اتخذت قرارات في تهديد إسرائيل أمنيّاً فإن هذا التهديد -باحتمال راجح- سيكون موجَّهاً نحو المصالح الإسرائيلية في الدول الغربية أو غيرها، من الأماكن التي يستطيع التنظيمان الوصول إليها، كالسفارات والقنصليات والقوافل السياحية والشركات الاقتصادية.