ماذا وراء الاتفاق العسكري الجديد بين الولايات المتحدة والصومال؟

ماذا وراء الاتفاق العسكري الجديد بين الولايات المتحدة والصومال؟

2024-02-26
976 مشاهدة

في 15 من شباط/ فبراير الجاري أعلنت الرئاسة الصومالية عن اتفاق عسكري بين جمهورية الصومال الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية يقضي بزيادة الدعم الأمريكي العسكري للقوات الصومالية، وذلك في إطار "دعم القوات الحكومية في مواجهة تنظيم حركة الشباب المجاهدين".

يعود الحضور الأمريكي في الصومال بمسمَّى دعم الحكومة الصومالية ضدّ الحركة إلى عام 2017، حيث أشرفت الولايات المتحدة على تشكيل فرقة "داناب" العسكرية -المغاوير- وتمويلها وتدريبها من خلال شركة "بانكروفت غلوبال" (Bankroft Global) للتدريب العسكري، لتكون رأس حربة في الهجمات الفعلية ضدّ قوات الحركة ومناطق انتشارها، وهو ما تحقق فعليّاً بإسهام الفرقة على مدار أعوام في مواجهة التنظيم، إلا أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الأول/ ديسمبر 2020 سحب القوات الأمريكية من الصومال وإيقاف مشروع تدريب القوات الحكومية فيها، عرقل من استمرار الدعم الأمريكي للقوات الصومالية.

في أيار/ مايو 2022 أعاد الرئيس جو بايدن نشر 500 فرد من القوات الأمريكية في الصومال وتفعيل برنامج "داناب" للتدريب مرة أخرى، وبلغ مجموع الأفراد المتدربين قُرابة 1500 عنصر منذ تأسيس الفرقة، علماً أن العدد المنشود هو 3 آلاف عنصر من قوات المشاة، ومن ثَمّ فإنه من المتوقع أن تكون القواعد الجديدة مرتبطة بـهذه الفرقة في المدن الجنوبية الرئيسية: بيدوا، ودوسا مأرب، وجوهر، وكيسمايو، والعاصمة مقديشو.

يُعَدُّ الاتفاق مؤشراً على تنامي الاهتمام الأمريكي بالصومال، في وقت تشهد فيه البلاد تنامياً لعمليات حركة الشباب من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى، وتصاعُد النفوذ لعدد من اللاعبين الإقليميين فيه، كتركيا والإمارات، ومن ثَمّ فإن تصعيد التدريب العسكري الأمريكي للقوات الصومالية وتعزيزه بقواعد جديدة سيمنح الولايات المتحدة الأمريكية مزايا عديدة، كولاء بعض الجهات العسكرية داخل القوات الصومالية، وزيادة التنسيق الأمني في منطقة القرن الإفريقي الإستراتيجية، وتأسيس علاقة مع مجموعة من العشائر الوازنة في الولايات الجنوبية التي ينشط فيها تنظيم حركة الشباب بشكل لافت، إلى جانب ذلك فإن هذه القواعد -التي ستكون قرب الخط الساحلي غالباً- ستمنح الولايات المتحدة فرصة لمواجهة القوى الدولية المنافسة لها -الصين وروسيا- وستعطيها قدرة على مراقبة مضيق باب المندب في البحر الأحمر بشكل أعمق.

في الواقع إن حركة الشباب صعّدت من هجماتها على منتسبي فرقة "داناب" في عامَيْ 2022 و 2023 ومن المؤكد أن الإعلان الأخير سيمنحها أَرْيَحِيّة في الدعوة لتجنيد المقاتلين ومواجهة بعض العشائر بدَعْوَى العمل مع القوات الأمريكية، إلى جانب أنها قد تبادر لمهاجمة القواعد المزمَع إنشاؤها مبكراً لكَيْلَا تكون نقطة انطلاق لضرب الحركة وحاضنتها الاجتماعية في الجنوب.