التغلغل الإيراني في القرن الإفريقي والبحر الأحمر ومآلاته على الأمن الإقليمي
2024-06-043078 مشاهدة
Download PDF
مقدمة:
أبدت إيران اهتماماً كبيراً بمنطقة شرق إفريقيا، لا سيما القرن الإفريقي والبحر الأحمر، وتحديداً بعد وصول الرئيس أحمدي نجاد إلى سُدّة الحكم في عام 2005. وتهدف من ذلك التوجُّه إلى تحقيق العديد من الأهداف المتداخلة والمتشابكة، مستخدمة في ذلك الآليات المتكاملة لتحقيق هذه الأهداف، وفي مقدمتها ما يُسمَّى بـ "القوة الناعمة"، في محاولة لامتلاك أوراق جديدة لكسب المزيد من التأييد الدولي لمواقفها، لا سيما أحقيتها في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية، وإرســال رســالة إلى الدوائر الغربية تحديداً، مفادها أن لديها القدرة على الانفتاح لتغيير الصورة النمطية عنها، والتي تصفها دائماً بالتشدُّد.
وقد أضحت منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر ساحة كبيرة للتنافس بين إيران والقوى الإقليمية، لا سيما إسرائيل. وهو ما دفع العديد من المراقبين والخبراء إلى الجزم بأن البحر الأحمر مرشح في المرحلة المقبلة ليكون حلبة جديدة لمواجهات مسلحة إقليمية دولية، على خلفية الحراك الإيراني غير المسبوق لفتح جبهات جديدة في القرن الإفريقي عَبْر دعم الجماعات الأصولية المتطرفة في الصومال، وقوات الحوثيين في اليمن، وشن هجمات باتجاه إسرائيل، واستهداف السفن التجارية والعسكرية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية في غزة، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لأمن منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، وربما تزداد وتيرتها في المستقبل المنظور.
لذا تحاول الورقة الإجابة على سؤال رئيسي مفاده: ما تمظهرات الأنشطة الإيرانية في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، وما مآلاتها على الأمن الجيوسياسي لدول المنطقة في ظل التهديدات الإقليمية المتنوعة؟ وذلك وَفْق ما يلي:
أولاً: المصالح والأدوات الإيرانية في القرن الإفريقي والبحر الأحمر:
يكتسب القرن الإفريقي أهميته الإستراتيجية من كون دوله تطلّ على المحيط الهندي من ناحية، وتتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر حيث مضيق باب المندب من ناحية أخرى، ومن ثَمّ فإن دوله تتحكم في طريق التجارة العالمي، لا سيما أن نحو 40% من تجارة النفط العالمية تعبر من مضيق باب المندب، كما أنها تُعَدّ ممراً مهماً لأيّ تحرُّكات عسكرية قادمة من أوروبا أو الولايات المتحدة في اتجاه منطقة الخليج العربي.
لا تقتصر أهمية القرن الإفريقي على اعتبارات الموقع الإستراتيجي فحَسْبُ، وإنما تتعداها للموارد الطبيعية، كالنفط، والذهب، والغاز الطبيعي، وامتلاكه احتياطات كبيرة من المعادن، التي تُستخدم في الصناعات الثقيلة والنووية، مثل: الكوبالت واليورانيوم[1]. وتمتلك المنطقة ثروة مائية هائلة، وتمثل إثيوبيا المصدر الرئيسي لنهر النيل، بنحو 80-85% من إيراداته، والذي يصل إجماله السنوي إلى 4,936 مليار م3. وتضم ثروة حيوانية هائلة، فتفوق أعداد الثروة الحيوانية في كل من السودان وإثيوبيا والصومال ربع مليار رأس[2].
وقد حولت الأهمية الإستراتيجية المنطقة إلى مساحات لتداخُل النفوذ الدولي والإقليمي، وتتسم مصالح القوى الإقليمية في المنطقة بالتشابك والتعقيد بين الأطراف المكونة للإقليم من ناحية، والقوى الدولية من ناحية أخرى، ولكنها تتجه في مجملها نحو تحفيز الصراع واستمراره، لا سيما في إثيوبيا والصومال والسودان.
ويُعَدّ الثالوث الإقليمي؛ إيران وتركيا وإسرائيل، على تنافُره، أكثر اتساقاً وفاعلية على صعيد دائرة القرن الإفريقي، لا سيما مع قدرة صانعي القرار في تلك القوى على إدارة خلافاتهم البَيْنيّة بنحو يقتضي عدم المساس بجوهر المصالح المشتركة، لكن هذا لا يعني ضمانة كاملة لتوجُّهات إيران التوسُّعية بشرق إفريقيا، لا سيما بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وتدشين تركيا قاعدتها العسكرية الأولى في الصومال مطلع عام 2016، وحضور إسرائيل وإيران عسكرياً بشكل لافت في إريتريا، بما قد يُنذِر باحتمالية تعارُض المصالح بين الأقطاب الثلاثة في المستقبل[3].
وفي سياق هذا التنافُس، تُعَدّ منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي دائرة حركة مهمة للسياسة الخارجية الإيرانية التي تهدف لاتساع نطاق نفوذها، إذ توصلت إيران إلى أنها تستطيع تحقيق بعض المكاسب في تنافسها مع الغرب عن طريق الاصطفاف مع مجموعة واسعة من المنطقة، وذلك من أجل عدم عزلتها والتصويت ضدها في المنظمات الدولية، غدت إيران تتبنى عدداً من الأهداف والأدوار في سياستها الخارجية، لجهة الحفاظ على سيادتها، وتأمين أمنها في مواجهة التحديات الخارجية[4]. وذلك من خلال زاويتين رئيسيتين، أولهما؛ اعتبار القرن الإفريقي المدخل الإستراتيجي للدائرة الإفريقية ذات الأهمية الكبرى على الصعيد الدولي على كافة الأصعدة. لذا تتبنى إيران ما يسمى بالجهاد البحري، ويعني انتهاج سياسات تُمكِّن الدولة من السيطرة أو الوجود القوي بالقرب من الممرات الملاحية، تحسُّباً لأي مواجهة عسكرية تهدد مصالحها من قِبَل القوى الغربية[5].
أما ثانيهما؛ فالمنطقة تعتبر الفناء الخلفي للدائرتين الخليجية والشرق أوسطية اللتين تُعَدّان نطاق عمل المشروع الإيراني الطموح الرامي إلى "تقطيب" طهران إقليمياً، وتوسيع سياقات نفوذها في المنطقة، الأمر الذي يعني كلياً أن منطقة القرن الإفريقي هي نقطة ارتكاز للتمدُّد الإيراني في إفريقيا من جهة، وأداة تطويق الحزام العربي الخليجي المناوئ للإستراتيجية الإيرانية من جهة أخرى[6].
ثانياً: مظاهر وأدوات التغلغل الإيراني في القرن الإفريقي والبحر الأحمر:
تعددت الأدوات التي تُنفِّذ من خلالها إيران سياساتها الخارجية تجاه منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، فكل نمط من الأنماط الفرعية له أدوات محددة تتناسب معه:
1. الأدوات السياسية، العون الإنمائي ودبلوماسية "القوة الناعمة":
يدلل النشاط الدبلوماسي على أولوية القارة الإفريقية في الأجندة الإيرانية، إذ تملك طهران بعثات دبلوماسية في أكثر من 30 دولة إفريقية، ففي 13 تموز/ يوليو 2023 اختتم الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي جولته التي شملت كينيا وأوغندا وزيمبابوي، والتي تُعَدّ تغييراً منهجياً في الدبلوماسية الإيرانية في إطار إستراتيجية "تنويع شركاء الأعمال"، وذلك من خلال فتح مسارات دبلوماسية من شأنها تخفيف حدة عزلتها الدولية إلى جانب تقليل تأثير العقوبات الاقتصادية[7].
غير أنه من الملاحَظ، أن التقدم الذي أحرزته إيران على الصعيد الدبلوماسي قد واجه عقبات لدى اكتشاف أن طهران ربما تعمل على استغلال دول منطقة القرن الإفريقي كنقاط عبور لصفقات الأسلحة. لذا عملت إيران على تسويق "النموذج الإيراني لإفريقيا" باعتماد دبلوماسية المساعدات التنموية التي تمثل تطبيقاً عملياً لمفهوم "القوة الناعمة"، ولا سيما في قطاع التكنولوجيا ومجالات الطاقة، مثل التنقيب عن النفط وتكريره، واستغلال الإمكانات البتروكيماوية والغاز، وتنمية القطاعات الزراعية والصحية وإقامة السدود والاستفادة من قدرة إيران في مجال الدفاع والاستخدامات العسكرية.
ففي تنزانيا قامت إيران بافتتاحِ مكتبٍ لجهاد التعمير لتنفيذ عدد من المشروعات العمرانية ومركز تعليمي في منطقة سركا. وتم افتتاح بيت إيران للابتكار والتكنولوجيا (iHit) في كينيا في كانون الثاني/ يناير 2021، وقدمت إيران المساعدة في زيادة إنتاج النفط في ميناء مومباسا. أما في حزيران/ يونيو فقد بدأ "مكتب متخصــــص لتصــــدير منتجات التكنولوجيا الحيوية الإيرانية" بالعمل في أوغندا، وبدأ إنشاء سدين على النيل ومحطات لتوليد الكهرباء باستخدام المساقط المائية. وقامت بإعادة الإعمار والمساعدة في تطوير قطاع الصحة، مثل تشييد مستشفى كينشاساو في الكونغو الديمقراطية[8].
2. الأدوات الاقتصادية، ودبلوماسية النفط ودعم العلاقات التجارية:
يُعَدّ عَقْد مؤتمر التعاون الاقتصادي الإيراني الإفريقي في نيسان/ إبريل 2024 ذا دلالة واضحة على إرادة الأطراف تطوير العلاقات الاقتصادية في مجالات الطاقة والزراعة والتقنيات الهندسية والعسكرية[9]. ويُقدَّر حجم التجارة السنوية بين الجانبين بنحو 2,54 مليون طن بقيمة 1,27 مليار دولار. وفي عام 2022 بلغ حجم الصادرات الإيرانية إلى الدول الإفريقية نحو 2,452 مليون طن من السلع بقيمة 1,183 مليار دولار، فيما بلغ حجم الواردات الإيرانية من دول القارة 92,898 مليون طن من السلع، بقيمة 95,316 مليون دولار، وهو ما يمثل زيادة نسبتها 59% عن عام 2021[10].
الجدول رقم (1)
الجدول رقم (2)
وقد أبرم الرئيس رئيسي عدداً من الاتفاقيات التجارية الاقتصادية خلال زيارته الإفريقية في 13 تموز/ يوليو 2023، إذ تم توقيع 5 اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهُم مع كينيا في مجالات الاتصالات والثقافة والاقتصاد والتعليم المهني والطب البيطري ومصايد الأسماك، والاتفاق على بناء مصنع لتجميع السيارات، والإعلان عن نسختين لطائرة مسيَّرة إيرانية تُستخدمان في المجال الزراعي[11]. أما في أوغندا، شددت طهران وكامبالا على تعزيز التعاون في مجال الطاقة والنفط، حيث تخطط طهران لمشروع بناء مصفاة لتكرير النفط، وهو ما يتطلب إنشاء خط أنابيب بطول 1443 كم، ووقَّعا نحو 11 مذكرة تفاهُم واتفاقيات تعاون في مجال الزراعة والري والسدود[12].
واختتمت المباحثات الإيرانية السودانية في أيار/ مايو 2012 بتوقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بقيمة 400 مليون دولار، وخاصة فيما يتعلق بتبادل الخبرات في مجالات الزراعة والصناعة[13]. لكن مع تحوُّل دول المنطقة لفتح أبوابها لاستثمارات من دول أقوى تأثيراً من الناحية الاقتصادية، ومن بينها روسيا والصين ودول الخليج وتركيا، ظل حجم التجارة الإجمالي لإيران مع البلدان الإفريقية منفردة متواضعاً، وبلغ ذروته ما يقرب من 100 مليون دولار سنوياً مع دول معينة مثل كينيا وجنوب إفريقيا[14].
ومن ناحية أخرى، تعمل إيران على توظيف دبلوماسية النفط لكسب ودّ دول المنطقة. وتجسد كينيا نموذجاً لمحاولة إيران استمالة بعض الدول الأقل ميلاً للتحالف مع إيران، ووقعت معها صفقة لبيعها أربعة ملايين برميل من النفط الخام سنوياً. وفي أيلول/ سبتمبر 2008 تم عقد صفقة نفطية تقوم على منح إيران الحق في الإشراف على تطوير وصيانة شركة تكرير النفط الإريترية المعروفة باسم "مصفاة عصب"[15]. كما أبرمت إيران مذكرة تفاهُم مع الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد)، لتعزيز تدابير مكافحة القرصنة والإرهاب التي تعزز التجارة وتنفيذ المشاريع الزراعية والتقنية والهندسية في تشرين الأول/ أكتوبر 2020[16].
3. الأدوات العسكرية، المبادرات البحرية والملاحية الإيرانية:
كان استخدام الموانئ الإريترية من قِبل البحرية الإيرانية من الأصول الإستراتيجية البارزة لإيران؛ لأنها وفرت لها موطئ قدم في البحر الأحمر وخليج عدن، خاصة بعد موافقة إريتريا على السماح لإيران ببناء قاعدة بحرية تطل على باب المندب في ميناء عصب عام 2008، والتي تصفها بعض التقديرات بأنها قاعدة لأنشطة إيران العسكرية في دعم الحوثيين في اليمن وشرق إفريقيا.
ومن أجل مكافحة ظاهرة القرصنة، أعلنت إيران في عام 2011 عن خطط للانتشار في المحيط الأطلسي بعد استيلاء قراصنة صوماليين على سفينة إيرانية، ورافق الأسطول البحري الإيراني 2900 سفينة، خاض من خلاله 180 مواجهة مسلحة مع القراصنة، وقدمت مساعدات عسكرية لخمس وعشرين سفينة أجنبية[17]. وكان الاهتمام الإيراني في إظهار القدرة على تحدي الشحن البحري في البحر الأحمر واضحاً في عام 2016، عندما تم إطلاق مسامير على السفن الحربية الأمريكية والتحالفية من قِبل جماعة الحوثيين في اليمن[18].
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، أرسلت إيران أسطولاً بحرياً مكوناً من مدمرة "ألفاند" وسفينة "بوشهر" اللوجستية إلى منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، وصرحت أنها رافقت 3800 سفينة في خليج عدن، وكشفت النقاب عن "المدن تحت الأرضية" البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني. لذا تُعَدّ القاعدة العسكرية التركية "معسكر توركسوم" محاولة لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة وخاصة الصومال[19].
وبحلول عام 2020، أعلنت إيران عن "إستراتيجية الذراع الطويلة"، والتي تهدف إلى تعزيز نفوذها البحري في البحر الأحمر وبناء قدراتها العسكرية والبحرية للالتفاف على العقوبات الغربية. وفي أوائل عام 2021، أجرت طهران محادثات دورية مع العواصم الإفريقية لتسهيل وصولها إلى موانئ القارة، ومنع القوى المعادية من تحديها في الممر المائي الإستراتيجي، مدعومة جزئياً بجيل جديد من أساطيل إطلاق الصواريخ[20].
وترتبط إيران باتفاقيات أمنية وعسكرية مع العديد من دول المنطقة مثل السودان، والتي تضمنت المساهمة في استخدام الجيش السوداني للأسلحة والذخائر الإيرانية، وأن تقوم إيران بمنح تخفيضات تصل إلى 50% على مبيعات السلاح الإيراني للسودان، وأقام الحرس الثوري الإيراني مصنعاً لإنتاج الأسلحة في الخرطوم يُعرف باسم مصنع "جياد"، وقد صاحبه وصول 169 خبيراً إيرانياً للعمل في إدارة قاعدة الخرطوم الجوية لتجهيز الطائرات وتقديم الخدمات الفنية[21].
وفي شباط/ فبراير 2024 أظهرت تقارير أن الجانب الإيراني كان يزود القوات المسلحة السودانية بعد استئناف العلاقات الثنائية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بمسيّرات قتالية متقدمة من طراز "مهاجر 6" لاستخدامها ضد قوات الدعم السريع. فضلاً عن امتلاك السودان لطائرات شحن تابعة للحرس الثوري الإيراني، وتقديم التدريب العسكري للجنود السودانيين، بهدف الوصول إلى ميناء بورتسودان، وهو مرفق يوفر القدرة على استعراض القوة في البحر الأحمر[22].
وبصرف النظر عن الرؤية الإسرائيلية حول عمق العلاقة "الإيرانية – السودانية"، وعن مزاعم تحوُّل هذه البوابة الإفريقية الإستراتيجية إلى مقر وممر للأسلحة التي تصل إلى قطاع غزة، فإن ما ينبغي تأكيده هو أن إسرائيل تعتبر السودان بلداً ذا أهمية خاصة بسبب ثرواته وموقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر. لذا نجحت في نسج علاقات عسكرية وأمنية واقتصادية مع دولة جنوب السودان التي تحولت إلى ممر أساسي للإستراتيجية الإسرائيلية نحو إفريقيا جنوب الصحراء[23].
ويمكن القول، إن الجهود الإيرانية الدبلوماسية لا تزال مقيدة بعوامل عديدة: أولها عدم امتلاك إيران للموارد التي تضاهي التأثير الاقتصادي والدبلوماسي والإنساني للقوى الكبرى في دول شرق إفريقيا. ثانيها تجارة الأسلحة السرية وعلاقتها المعقَّدة مع القوى المتشددة التي تعمل بالوكالة عنها. وثالثها الضغوط الخارجية الناجمة عن العقوبات، وعدم قدرتها على الوفاء بوعودها المتعلقة بالمشروعات المستقبلية[24].
ثالثاً: مآلات النفوذ الإيراني على أمن واقتصادات دول القرن الإفريقي والبحر الأحمر:
تشكل كثافة النفوذ الإيراني - والدعم المباشر وغير المباشر لقوات الحوثيين في اليمن- في العمق الإفريقي وخاصة في منطقة البحر الأحمر ومنطقة شرق إفريقيا، عائقاً موضوعياً لتحقيق السلام والاستقرار، حيث تقوم باختراق النظم الأمنية والإقليمية الخاصة بالقرن الإفريقي بمفهومه الجيوسياسي، وهو ما يمكن توضيحه فيما يلي:
(أ) ارتفاع مستوى التهديدات الأمنية في بيئة البحر الأحمر، والتي تبلورت في ثلاث ظواهر، هي: العسكرة، وتصاعُد هجمات الحوثيين، والقرصنة البحرية؛ حيث شنت قوات الحوثيين في اليمن سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل رداً على الحرب الإسرائيلية في غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، واستهدفت نحو 102 من السفن التجارية والعسكرية و344 غارة جوية وبحرية وإطلاق نحو 403 صواريخ وطائرات مسيرة في 52 هجوماً بنهاية نيسان/ إبريل 2024. ولم تقتصر هجمات الحوثيين على السفن ذات الروابط المباشرة بإسرائيل، وإنما شملت سفن الحاويات وناقلات النفط وناقلات الغاز الطبيعي المسال وأخرى ذات صلات بـ 55 دولة، ما أدى إلى انخفاض سعة سفن الحاويات بنسبة 80٪ مما كان متوقعاً في كانون الثاني/ يناير 2024.
الشكل رقم (1)
Source: BBC, Ambrey Analytics 2024.
فضلاً عن تزايُد أعمال القرصنة والاتجار غير المشروع على خلفية الهجمات البحرية للحوثيين في البحر الأحمر، إذ تم الإبلاغ عن 133 حادثاً، بما في ذلك 14 سفينة أُصيبت بصواريخ أو طائرات بدون طيار و18 سفينة اختطفها قراصنة صوماليون منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وهو ما أثر بدوره على حركة التجارة البحرية العابرة. لذا تم توسيع عملية "الظل" SHADE المنشأة من قِبل القوات البحرية المشتركة للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لتشمل الصين واليابان وكوريا وروسيا لتحسين تنسيق وتعزيز فعالية عمليات مكافحة القرصنة[25].
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2023، أعلنت الولايات المتحدة إطلاق تحالف جديد "حارس الأزهار" لضمان حرية الملاحة والأمن في البحر الأحمر، لمواجهة الهجمات التي تنفّذها ميليشيات الحوثي في منطقة مضيق باب المندب لاستهداف السفن الإسرائيلية والغربية، ويضم (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا). كما أعلن الاتحاد الأوروبي الانضمام إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا ضمن عملية "أسبيدس" (ASPIDES)، وكل من إيران وروسيا والصين إجراء تدريبات مشتركة تحت اسم "حزام الأمن البحري – 2024" بالقرب من خليج عُمان بهدف العمل على سلامة النشاط الاقتصادي البحري[26].
كما سعت واشنطن لاستصدار قرارَيْنِ من مجلس الأمن: القرار (2722) في كانون الثاني/ يناير 2024 والقرار (2216) في آذار/ مارس 2024 كي يُعطي لها شـرعية عسكرة المنطقة والسيطرة على واحدٍ من أهم الممرات المائية في العالم[27]، ونجحت القوات الأمريكية في مطلع كانون الثاني/ يناير 2024 في اعتراض قارب يهرب أكثر من 2,000 بندقية كلاشنكوف هجومية في المياه الدولية بين إيران واليمن[28].
وهو الأمر الذي يؤدي إلى كثافة الوجود العسكري للقوى الدولية والإقليمية بالقرب من باب المندب، ومع أن هناك تعاوُناً بين بعض هذه القوى بشأن مكافحة تهديدات الملاحة البحرية في المنطقة، فإن قدراً من التعارض يظل قائماً بما يعني أن ذلك التواجد يعني عسكرة الأمن الذي يفضي إذا ما تفاقمت حِدّة المواجهات إلى اندلاع حربٍ دولية، إذ تشير التقارير الدولية إلى أن هناك (16) دولة تدير (19) قاعدة عسكرية في منطقة القرن الإفريقي، وتنشئ الإمارات قاعدة جديدة في إقليم "أرض الصومال"، إضافة إلى 4 قواعد محتملة تنشئها تركيا وروسيا والسعودية[29].
وفي الواقع لا تتناقض رغبة إيران بتجنُّب الانخراط في حرب غزة مع الهجمات التي يشنها حلفاؤها جماعة الحوثيين، ضِمن استجابة جماعية للمحور الإيراني للحرب الإسرائيلية على غزة. فإلى جانب التأثيرات التي يسعى الحوثيون لتحقيقها في البحر الأحمر، فإن الاستعراض العسكري للجماعة وحزب الله والجماعات المسلحة الأخرى في العراق، وسورية، يندرج في إطار استعراض إيران قوتَها الإقليمية[30].
وفي سياق موازٍ، تصاعدت التهديدات الاقتصادية المرتبطة بأمن الطاقة العالمي، ما أدى إلى تعليق السعودية صادرات النفط من مضيق باب المندب في عام 2018 بعد تعرُّض ناقلتَيْ نفط عملاقتين تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري تحمل كل منهما مليونَيْ برميل من النفط الخام لهجوم جماعة الحوثي في البحر الأحمر، ناهيك عن الألغام البحرية التي زرعتها جماعة الحوثي جنوبي البحر الأحمر بنحو (163) لغماً بحرياً[31].
وفي هذا الإطار أتت الهجمات الصاروخية لميليشيات الحوثي على إحدى سفن الإمداد التابعة للإمارات، وعلى المدمرة الأمريكية"ماسون" في مضيق باب المندب في تشرين الأول/ أكتوبر 2016، لتمثل تهديداً من قِبل إيران وحلفائها للأساطيل الدولية العاملة في خليج عدن ومضيق باب المندب، وهو ما رّدت عليه واشنطن بشن بعض الغارات الجوية على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين.
وعلاوة على قيام إيران بإرسال صواريخ مضادة للسفن من نوع "سي- 802" إلى الحوثيين، ثمة مخاوف من إمكانية قيامها مستقبلاً بتزويدهم بصواريخ بحرية أكثر تطوُّراً، كصاروخ "نصر سي-704" الذي يتميز بسهولة نقله وتشغيله، ويحمل رأساً متفجراً يمكنه من إغراق السفن الكبيرة، ويصل مداه إلى نحو 35 كلم، مما يمكنه من بلوغ كل أنحاء مضيق باب المندب تقريباً، أو تزويدهم بصواريخ من فئة "كوسار" الموجهة رادارياً وكهربائياً بالألياف البصرية، والتي يتراوح مداها بين 15و25 كلم، والتي يمكن أن تشكل تهديداً كبيراً للسفن العاملة في مضيق باب المندب وخليج عدن[32].
(ب) تراجع تدفُّقات التجارة البحرية وتأثيرها على اقتصادات دول شرق إفريقيا والقرن الإفريقي: إذ دفعت هجمات الحوثيين شركات الشحن العالمية إلى تحويل مسارها من البحر الأحمر وانخفاض الملاحة في قناة السويس، وتراجع عائداتها في كانون الثاني/ يناير 2024 بنسبة 44% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، ويتوقع تراجُع عائداتها بنسبة 40% خلال عام 2024 إلى 6 مليارات دولار.
الشكل رقم (2)
Source: UN trade& development (UNCTAD), 2024.
ما أدى إلى زيادة رحلة السفينة لنحو 10 أيام و4000 ميل بحري، وتغيير في تدفُّقات الشحن بين الأسواق العالمية الضخمة في آسيا وأوروبا، وارتفاع أقساط التأمين على الشحن، فضلاً عن تغيير أنماط إعادة التزود بالوقود وتعزيز الطلب على وقود السفن، مما شكل ضغطاً كبيراً على البِنْية التحتية للموانئ، وأسفر عن ارتفاع تكاليف السلع بالنسبة للمستهلكين والشركات في الاقتصاديات الهشّة والبلدان غير الساحلية في شرق إفريقيا الأكثر اعتماداً على التدفُّق الحر للسلع من البحر الأحمر[33].
الشكل رقم (3)
Source: LIoyd’s List Intelligence, 2024.
كما أدى إلى تقليص النشاط في ميناءين إقليميين حيويين: ميناء جيبوتي وميناء السودان، الذي يُعتبر أحد المراكز التجارية المركزية في منطقة البحر الأحمر، يتدفق عبره ما يقرب من 90% من صادرات السودان البالغة 4,357 مليار دولار عام 2022 تتألف معظمها من الذهب والنفط المتجه إلى الأسواق الشرقية الوسطى أو الآسيوية، إذ تصدر الذهب أعلى صادرات السودان غير البترولية بنسبة 46.3% وذلك بقيمة 2,02 مليار دولار[34]. كما أعلنت شركة "مارسك" الدنماركية في 19 كانون الثاني/ يناير 2024 تعليق حجوزاتها إلى جيبوتي من آسيا والشرق الأوسط وشرق إفريقيا وجنوبها. ما قد يدفع إثيوبيا إلى إيجاد منفذ بحري بديل، حيث يمر نحو 95% من التجارة الإثيوبية البالغ قيمتها 3,6 مليار دولار عام 2023 عَبْر ممر أديس أبابا - جيبوتي (مشروع بنك العالم للبِنْية التحتية)[35].
(ت) تهديد حركة المساعدات الإنسانية تجاه دول شرق إفريقيا والقرن الإفريقي عَبْر ميناء السودان: الذي يُعَدّ بوابة للمواد الغذائية والواردات المتجهة إلى جنوب السودان وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وكينيا. ومن المُحتمل أن تشهد دول القرن الإفريقي المزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار السياسي، في ضوء تفاقُم أزمة الجوع وانعدام الأمن الغذائي التي قد تمتد إلى نشوب حرب أهلية، خاصة في ظلّ تداعيات الحرب "الروسية – الأوكرانية" منذ 24 شباط/ فبراير 2022.
وقد حذر تقرير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لعام 2023 من ارتفع معدل انتشار النقص التغذَوِيّ في إفريقيا من 19,4% في عام 2021 إلى 19,7% في عام 2022، إذ بلغ نحو 62% في إفريقيا الوسطى، و52% في الكونغو، و51% في مالاوي، و43% في الصومال، و41% في موزمبيق. وهناك نحو 81 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي من سكان الشرق الإفريقي، منهم 7 ملايين في إثيوبيا، و6 ملايين في الصومال و3,5 مليون في كينيا[36].
أما في السودان، يواجه نحو 17,7 مليون شخص - أي أكثر من ثلث سكان البلاد – انعدام الأمن الغذائي الحادّ، ومن بين هؤلاء هناك 4,9 مليون على شفا المجاعة في المناطق المتضررة من النزاع في دارفور، وكردفان، والخرطوم، والجزيرة. ويبلغ الأشخاص المحتاجون إلى المساعدات نحو 24,8 مليون، والأشخاص المستهدَفون بالمساعدات نحو 14,7 مليون . وللتخفيف من أزمة الأمن الغذائي أصدر الشركاء في المجال الإنساني في 12 نيسان/ إبريل خطة "السودان لمنع المجاعة لعام 2024" بما لا يقلّ عن 400 مليون دولار، لتوفير المساعدات المُنقِذة للحياة إلى 7,6 مليون شخص في 167 محلية ذات أولوية[37]. هذا وإنه في ضوء هجمات الحوثيين وتوتُّرات البحر الأحمر تم تحويل الشحنات الإغاثية الحيوية إلى طرق شحن بديلة، مما أدى إلى نقص كبير في الإمدادات الطبية والغذائية.
(ث) التأثير في الحسابات الإستراتيجية للمصالح الإقليمية والعالمية في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي: حيث تؤدي التأثيرات الاقتصادية والسياسية والإنسانية في شرق إفريقيا الناجمة عن هجمات الحوثيين في باب المندب إلى التأثير في التغييرات السياسية الواسعة من قِبل روسيا والصين والولايات المتحدة. إذ إنه بالرغم من تطلُّع الصين إلى بناء أول قاعدة عسكرية دائمة لها في غينيا الاستوائية، فضلاً عن توقيع اتفاقيات أمنية ودخول إريتريا في مبادرة الحزام والطريق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021[38]، مع تطوير مبدأ التدخل العسكري الخارجي وَفقاً لمرسوم الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في حزيران/ يونيو 2022[39]، فإنها امتنعت عن المشاركة في عمليات مكافحة الحوثيين، ما أدى إلى الفوز بممرٍّ آمِن عَبْر المضيق، حيث لم يستهدف الحوثيون السفن الصينية.
خاتمة:
إن اختراق النُّظُم الأمنية والإقليمية الخاصة بالقرن الإفريقي بمفهومه الجيوسياسي من قِبل إيران، واستمرار المحفِّزات الداعمة لعدم الاستقرار في ظلّ زيادة النفوذ الإيراني والدعم المباشر وغير المباشر لجماعة الحوثيين، وما تعانيه دول المنطقة من أزمات سياسية وصراعات داخلية -وخاصة الصومال والسودان وإثيوبيا- يزيد من الأعباء على كاهل دول الإقليم في ظل تأثيراتها السلبية على التنمية والمقومات الاقتصادية.
كما أظهرت تهديدات الحوثيين وانقطاع الكابلات في البحر الأحمر نقاط الضعف في المجال البحري وأمنه، وهو ما يتطلب إعادة تقييم جهود الأمن البحري الإفريقي.
ومن المتوقَّع أن تبقى المواجهات "المحدودة" بين تحالُف "حارس الازدهار" بقيادة الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين مستمرة لفترة دون حسم؛ مما يُشكِّل تهديداً للملاحة البحرية في البحر الأحمر، ويزيد الطلب على حضور واشنطن الأمني والعسكري إقليمياً من ناحية، ويُمكِّن الحوثيين من إثبات الوجود على المسرح الإقليمي، ويُعظِّم أرصدتهم لدى الحليف الإقليمي؛ إيران والقُوى الشرقية روسيا والصين على نحو يشتت التركيز الأمريكي الأوروبي على الحرب الروسية الأوكرانية من ناحية أخرى[40].
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)
الهوامش:
[1] بيتر وودوارد، "المنافسة الدولية في دول القرن الإفريقي"، في إجلال رأفت وآخرين، العرب والقرن الإفريقي، جدلية الجوار والانتماء، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2013، الدوحة، ص 186-189.
[2] Nader Noureldeen Mohamed, “Continuous Dispute Between Egypt and Ethiopia Concerning Nile Water and Mega Dams”, Abdelazim M. Negm، Sommer Abdel-Fattah, Grand Ethiopian Renaissance Dam Versus Aswan High Dam: A View from Egypt, Springer International Publishing AG, 2019, Switzerland, p. 474-475.
[3] Michael Rubin, "Iranian and Turkish Power Projection and Influence in Africa", in Mahir J. Ibrahimov, Great Power Competition: The Changing Landscape of Global Geopolitics, Army University Press, Nov. 2020 , USA, p 181–186.
[4] Gerald Feierstein, Craig Greathead, "The Fight for Africa: The New Focus of the Saudi Iranian Rivalry", Policy Focus, Middle East Institute, Sep. 2017, p 1-2, link.
[5] Fátima Chimarizeni, "Iran-Africa relations: opportunities and prospects for Iran", Brazilian Journal of African Studies, Vol. 2, No. 3, Jan-Jun 2017, p 43-44.
[6] Alieu Manjang, "Beyond the Middle East: Saudi Iranian Rivalry in the Horn of Africa", International Relations Diplomacy, Vol. 5, No. 1, Jan 2017, p 48-50.
[7] "Dr Raisi after returning from regional trip to Africa: Strengthening strategic depth of Iran one of main goals of visit to Africa", Government of the Islamic Republic of Iran, 14 July 2023, Link.
[8] نجلاء مرعي، "إيران... ومواجهة التدافع الدولي نحو إفريقيا"، مجلة الدراسات الإيرانية، ع 2، مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، آذار/ مارس 2017، الرياض، ص 75- 76.
[9] "Dr Raisi at 2nd International Economic Conference of Iran and Africa: Holding Iran-Africa Economic Cooperation Conference a symbol of parties’ will to develop economic relations", Government of the Islamic Republic of Iran, 29 April 2024, Link.
[10] "Iran-Africa annual trade up 2%", Tehran Times Straight Truth, 3 May 2023, Link.
[11] غزل أريحي، "بعد توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية.. الرئيس الإيراني يختتم جولته الإفريقية"، الجزيرة نت، 13 تموز/ يوليو 2023، الرابط.
[12] "إيران وأوغندا تتبادلان 11 مذكرة تفاهُم واتفاقيات"، وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا)، 12 تموز/ يوليو 2023، الرابط.
[13] نجلاء مرعي، العلاقات الأمريكية السودانية: النفط والتكالب الأمريكي على السودان، العربي للنشر والتوزيع، 2016، القاهرة، ص 87.
[14] رامي عاشور، "إفريقيا في التوجهات الإستراتيجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مجلة كلية السياسة والاقتصاد، ع 18، كلية السياسة والاقتصاد، نيسان/ إبريل 2023، جامعة بني سويف، ص 348-349.
[15] علي متولي أحمد، "طهران تسعى إلى التواجد في البحر الأحمر لتطويق المنطقة: العلاقات الإيرانية – الإريترية وتداعياتها على الأمن الخليجي"، مجلة آراء الخليج، ع 112، مركز الخليج للأبحاث، نيسان/ إبريل 2012، جدة، ص 45-48.
[16] بنفشه كي نوش، سياسة إيران الثورة تجاه إفريقيا، تقرير خاص، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرياض، حزيران/ يونيو 2021، ص 22-27.
[17] Jeffrey A. Lefebvre, "Iran in the horn of Africa: Outflanking U.S. Allies", Middle East Policy, Vol. XIX, No. 2, Summer 2012, P.129-130.
[18] Gerald Feierstein, Craig Greathead, op.cit, p 3-4.
[19] Paul Antonopoulos, Oliver Villar, Drew Cottle and Aweis Ahmed, "Somalia: turkey’s Pivot to Africa in the Context of Growing Inter-Imperialist Rivalries", Journal of Comparative Politics, Vol. 10, No. 2, July 2017, p.7–8.
[20] بنفشه كي نوش، مرجع سابق، ص 16-20.
[21] “Sudan, Iran sign military cooperation agreement”, Sudan Tribune, March 7, 2008, Link.
[22] "صحيفة روسية: إيران تحاول كسب ثقة إفريقيا بصادرات السلاح"، الجزيرة نت، 3 أيار/ مايو 2024، الرابط.
[23] هالة أحمد الحسيني، العلاقات الإيرانية – الإفريقية: اتجاهات الخطاب الصحفي، العربي للنشر والتوزيع، 2020، القاهرة، ص 67-69.
[24] Brandon Fite, Chloe Coughlin Schulte, U.S and Iranian Strategic Competition: The Impact of Latin America, Africa, and the Peripheral States, Center for Strategic and International Studies, July 2013, USA, p.22.
[25] Christian Bueger, "Coordinating and Deconflicting Naval Operations in the Western Indian Ocean", Commentary, Royal United Services Institute (RUSI), 9 February, Link.
[26] Library Specialists, "UK and International Response to Houthis in The Red Sea 2024", Research Briefing, House of Commons Library, 1 March 2024, p. 5-7, Link.
[27] "مجلس الأمن يعتمد قراراً يدين هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر"، الأمم المتحدة، 10 كانون الثاني/ يناير 2024، الرابط.
[28] "ISS Report: Iran Funnels Weapons That Arm Horn Of Africa Extremist Groups", Africa Defense Forum (ADF), 28 Feb 2024, Link.
[29] Neil John Melvin "Managing the New External Security Politics of the Horn of Africa Region", SIPRI, Stockholm, April, 2019, Link.
[30] محمود علوش، "ماذا تكشف جبهة البحر الأحمر عن إستراتيجية إيران؟"، الجزيرة نت، 2 كانون الثاني/ يناير 2024، الرابط.
[31] Simon Allison and Joseph Dana, Bridging the red Sea: How to Build the Africa GCC partnership, 2017, New York, p 11-13.
[32] محمد حسن القاضي، الدور الإيراني في اليمن وانعكاساته على الأمن الإقليمي، مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، 2017، الرياض، ص 80-82.
[33] Agnes Chang, Pablo Robles, and Keith Bradsher, "How Houthi Attacks in the Red Sea Upended Global Shipping",The New York Times, 21 January 2024, Link.
[34] التقرير السنوي للبنك المركزي السوداني 2023، الرابط.
[35] "3,64 مليار دولار.. عائدات صادرات إثيوبيا خلال عام 2022/2023"، موقع فانا، 22 آب/ أغسطس 2023، الرابط.
[36] The State of Food Security and Nutrition in The World 2023, Food and Agriculture Organization of United Nation, 2024, Link.
[37] "Situation Report: Sudan", UN Office for the Coordination of Humanitarian Affairs OCHA, 30 April 2024, Link.
[38] "Why foreign countries are scrambling to set up bases in Africa", The Conversation, Stockholm, Sep, 2020, Link.
[39] Military and Security Developments Involving the People's Republic of China 2023, Annual Report to Congress, U.S Department of Defense, 2023, Washington, Link.
[40] "الصين تضغط على إيران لكبح هجمات الحوثيين في البحر الأحمر"، جريدة الشرق الأوسط، 26 كانون الثاني/ يناير 2024.