
دوافع اتفاق دعم الأمن البحري بين السعودية ومصر ودلالاته
2025-09-1577 مشاهدة
وقَّعت السعودية ومصر مطلع شهر سبتمبر 2025 اتفاق تعاون لدعم جهود الأمن البحري، ويتضمن الاتفاق التنسيق العملياتي الدائم، وتبادل الخبرات بين البلدين، وسينصبّ التعاون بشكل رئيسي على منطقة حوض البحر الأحمر.
يوجد مجموعة من الدوافع دفعت كل طرف للتوقيع على الاتفاقية، التي من المحتمل أن تنضمّ إليها دول أخرى من حوض البحر الأحمر مثل اليمن والصومال والسودان، خاصة إذا ما تم تشكيل قوة بحرية مشتركة من الدول المؤسِّسة لمجلس الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر، الذي تأسس عام 2020.
تبحث مصر عن ضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر وبالتالي الحفاظ على النشاط التجاري لقناة السويس، والذي تعرض لهزات كبيرة منذ اتجاه جماعة الحوثي للتصعيد واستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخاصة الغربية والإسرائيلية، كما أن القاهرة ترغب -فيما يبدو- في إحداث توازُن -عَبْر هذا التحالف- مع إثيوبيا التي تشهد علاقتها مع مصر توتُّراً كبيراً على خلفية سدّ النهضة، حيث تسعى إثيوبيا لتغيير الموازين في حوض النيل والبحر الأحمر.
من جهتها فإن السعودية ستستفيد من تشكيل قوة بحرية مشتركة تشرف على أمن البحر الأحمر في مراقبة عمليات تهريب السلاح باتجاه جماعة الحوثي في اليمن، حيث لا تزال الجماعة تُشكِّل تهديداً لأمن السعودية بحكم نشاطها على الحدود اليمنية السعودية، في ظلّ جمود عملية التسوية في اليمن التي حاولت الرياض رعايتها من أجل التوصل إلى حلّ سلمي.
وتُعتبر منطقة البحر الأحمر ممرّاً لنسبة كبيرة من إمدادات الطاقة القادم غالبها من دول الخليج العربي باتجاه الأسواق الدولية، وضمان أمن الملاحة في البحر وسلامتها سيضمن بالتَّبَعِيّة المصالح الاقتصادية السعودية.
أيضاً من مصلحة السعودية ومصر مراقبة تدفُّق الأسلحة إلى السودان بشكل يفاقم الصراع فيها الذي اندلع بعد تمرُّد قوات الدعم السريع على الجيش الرسمي في إبريل 2023، حيث تدعم القاهرة والرياض -بدرجات مختلفة تبعاً لقربها من السودان- الخرطوم والجيش السوداني.
وفي حال تم تأسيس القوة المشتركة، وباشرت عملها ونجحت في ضبط الأمن بمنطقة حوض البحر الأحمر، ستؤكد كلٌّ من الرياض والقاهرة على دورهما المِحْوَرِيّ في حماية سلاسل التوريد البحرية التي تربط بين الشرق الأوسط وأوروبا، كما أن نشاط هذه القوة من المحتمل أن يقطع الطريق على ذرائع بعض الدول الإقليمية التي تريد التمدد بحجة ضمان الأمن وإنهاء التهديدات على غرار ما تفعله إسرائيل وإيران.