هل من جديد في الوساطة العراقية بين تركيا والنظام السوري؟

هل من جديد في الوساطة العراقية بين تركيا والنظام السوري؟

2024-06-11
1174 مشاهدة

 

عقد مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية ندوة عبر منصة "إكس" تناولت آفاق الوساطة العراقية بين النظام السوري وتركيا. شارك في الندوة كل من الدكتور فراس إلياس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الموصل والباحث المتعاون مع المركز، والدكتور محمد رقيب أوغلو، الباحث المقيم في مركز أبعاد، والأستاذ فراس فحام، خبير الشؤون السورية والباحث في العلاقات الدولية في مركز أبعاد، وأدارت الندوة الإعلامية في مركز أبعاد الأستاذة يارا جلال. 

 

وقد ذكر الدكتور فراس إلياس أن إعلان السوداني عن هذه الوساطة عبر قناة تركية يُمثّل رسالة غير مباشرة للداخل التركي، خاصةً أن هناك تيارات سياسية تركية مُعارِضة قد اكتسبت زخماً سياسياً بعد صعودها في الانتخابات المحلية، وأعلنت عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد بالتوازي مع المساعي الحكومية لتحقيق هذا الهدف. هذا يمكن أن يشجعها على ممارسة ضغط أكبر على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتفاعل مع مبادرة السوداني بهدف إنهاء أزمة اللاجئين السوريين في تركيا، كما تم الإعلان عنه في عدة مناسبات. 

وأضاف إلياس أن السوداني يدرك أن تحويل المسألة السورية من الجانب الأمني إلى الجانب السياسي عبر بَدْء مسار سياسي جديد قد يمثل بداية للحل. وأشار إلى أن الانفتاح السعودي والعربي على نظام الأسد لن يكتسب زخماً إذا بقيت تركيا خارج المعادلة. استمرار التوتر بين تركيا والنظام السوري، خاصة على مستوى الحل السياسي للأزمة السورية، يمكن أن يعوق أي مبادرة سياسية للتوافق بين النظام السوري وتركيا والدول العربية، وهو ما أكده السوداني في مكالمة هاتفية مع الأسد في بداية الأسبوع. 

وأبرز تحدٍّ يواجه السوداني بحسب إلياس هو انعدام الثقة بين تركيا والنظام السوري، إذ تنظر تركيا بسلبية كبيرة إلى سلوكيات النظام السوري، وهي مخاوف عبَّر عنها الرئيس أردوغان عدة مرات، واعتبرها أبرز عقبة في طريق الانفتاح على نظام الأسد، خاصة بعد فشل الوساطة الروسية في تحقيق نتائج ملموسة، مما يزيد من صعوبة المهمة العراقية. 

من جهة أخرى، ينتقد النظام السوري الدور التركي في الأزمة السورية، خاصة فيما يتعلق بدعم تركيا لقوى المعارضة السورية، وهي انتقادات عبَّر عنها النظام السوري في عدة مناسبات. هذا الواقع يفرض تحديات على فرص نجاح الوساطة العراقية التي يقودها السوداني حالياً. 

من جهته، رأى الدكتور محمد رقيب أوغلو أن العراق ضعيف نسبياً وغير مؤهَّل كدولة للوساطة، وليس لديه خبرة دبلوماسية كافية مقارنةً بقطر أو عمان. العراق يعاني من مشاكله الداخلية، مما يجعله غير قادر على حل مشاكل الآخرين. وأشار إلى أن تركيا لا تثق بالعراق عملياً، بينما روسيا تبدو أكثر قدرة على التوسط، ولم تكن قادرة على الوصول إلى نتائج بين الطرفين سابقاً. وأضاف أن النظام السوري غير راغب في التطبيع مع تركيا، ولا يبدو قادراً على التعاون معها فضلاً عن عدم رغبته بذلك. 

فيما أكد الباحث فراس فحام أن الظروف الحالية لتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري أصعب من فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية التركية، حيث كانت تركيا أكثر حاجة للتطبيع، وكان الوسيط الروسي أقوى. وذكر أن النظام السوري لا يرى نفسه مضطراً للتطبيع مع تركيا ويفضل بدلاً من ذلك التطبيع مع الدول العربية التي يعتقد أنها قادرة على دعمه مالياً تحت بند إعادة الإعمار. 

وقد أثار عدد من الباحثين والمهتمين عدة نقاط أخرى، مثل تأثير إيران ووقوفها وراء الوساطة، مذكرين بدورها في الوساطة بين النظام السوري وحركة حماس، والتي أثمرت تطبيع العلاقات بينهما على مضض، مما يقوي دور العراق هنا، الأمر الذي لم يستبعده الباحث د. فراس إلياس، وأكد أنه احتمال كبير. 

 

يمكنكم الاستماع للندوة كاملة عبر قناتنا على يوتيوب: