التصعيد بين إسرائيل وإيران وحلفائها وحدوده
2024-08-01931 مشاهدة
واضح أن التصعيد الذي تنفذه إسرائيل ضدّ إيران وحلفائها، الذي تجسَّد بقصف ميناء الحديدة الحيوي بالنسبة للحوثيين، ثم اغتيال رئيس أركان حزب الله والمسؤول عن البرنامج الصاروخي الدقيق فؤاد شكر، واغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، يتم بضوء أخضر أمريكي رداً على الرسالة المزدوجة التي وجَّهتها إيران لكل من إسرائيل وأمريكا عن طريق أذرعها، وتمثَّلت بقصف السفارة الأمريكية في تل أبيب.
إسرائيل ومِن خلفها الولايات المتحدة تقومان برفع مستوى التكلفة على إيران وحلفائها بهدف ردعها، وبالتالي ضبط سلوك طهران لتمرير الانتخابات الأمريكية بأعلى قدر ممكن من الهدوء مع حصر المواجهات المنضبطة في غزة، وعدم تعديها لتشمل حرباً واسعة في الإقليم، وهذه هي رؤية الإدارة الديمقراطية الحالية، والتي قد لا يتفق معها نتنياهو الباحث عن توسيع الحرب، لكنه مجبَر على الالتزام بالموقف الأمريكي، ويراهن على تحقيق غايته بعد وصول ترامب إلى السلطة.
يوجد نقاش داخلي بين المؤسسات الإيرانية حول طبيعة الردّ على اغتيال هنية داخل طهران، والأرجح أنه سيكون رداً مركَّباً يقوم على إعادة الاعتبار من خلال استهداف رمزي لإسرائيل، وفسح المجال أمام الفصائل العراقية وجماعة الحوثي لتنفذ المزيد من العمليات ضدّ المصالح الأمريكية في المنطقة.
دون ردّ إيراني يوازي الخرق الكبير الذي حصل باغتيال شخصية بارزة داخل طهران، سنكون أمام معادلة ردع مختلّة لصالح إسرائيل، وستضعف ثقة حلفاء طهران بها، لكن ما فعلته إسرائيل وضع إيران بين خيارين، إما الردّ القوي والموازي وبالتالي الانزلاق إلى حرب قد تنتهي بمواجهة مباشرة مع حلف شمال الأطلسي بقيادة أمريكا، أو القبول بالمعادلة الحالية، وبالتالي التفكير بإعادة ضبط الأولويات، وهنا ستنحاز إيران لتأمين نفوذها في العراق ولبنان بالدرجة الأولى، وتسعى للحفاظ عليه، والخيار الثاني ما نميل له، أي ردّ محدود مع استمرار عملية التفاوض الخشنة في العراق، والحفاظ على معادلة توازن التهديد بين حزب الله وإسرائيل.