النفوذ الصيني في الشرق الأوسط: الواقع والآفاق
2021-07-064120 مشاهدة
لا تكاد فكرة العمل في التسويق أو العلاقات العامة داخل مصنع أو شركة، تأتي على بال صيني، حتى يختار لنفسه اسمًا آخر، غربي الهوى. في الشكل، هذا الاسم هو أكثر استيعابًا لدى الجزء الآخر من الكرة الأرضية، وفي الجوهر رسالة: نعطيكم ما شئتم: أسماء وسِلَع.
فمن مدينة "سيتشي" إلى مدينة "نينغبو" (جنوب شنغهاي)، حوالي 65 كلم. وبينما تكون واشنطن نائمة، ونصف الكرة الأرضية نائم، تصبّ مئات المصانع في مرفأ نينغبو- زوشان، جنوبًا على بحر الصين الشرقي، يوميًا مئات آلاف الأطنان، لتصدّر من أكثر مرفأ انشغالًا في العالم، أكثر من مليار طنّ من البضائع سنويًا.
ذلك المشهد في "نينغبو"، وما تماثله من مشاهد، غيّرت الكثير. ففي العقود الثلاثة الأخيرة، كانت عبارة «صعود الصين» أحد المصطلحات الأساسية في أدبيات العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في مختلف أشكالها، البحثية والصحافية وغيرها. لكن في السنوات القليلة الماضية، بدأ هذا المصطلح يَخفِت ويصبح استخدامه أقلّ عِلمية لسبب جوهري، وهو أن ذلك الصعود أصبح واقعًا، وتحوَّل النقاش إلى مدى حتمية تفوُّق الصين، كيف سينعكس هذا التفوق على الخريطة السياسية والاقتصادية والعسكرية للعالم.
الأذرع الصينية الاقتصادية وصلت إلى جميع أنحاء العالم، وفي طبيعة الحال إلى منطقة الشرق الأوسط، التي شهدت في السنوات القليلة الماضية، اجتياحًا اقتصاديًّا صينيًّا، في عدد كبير من القطاعات. فكيف تطورت العلاقات "الصينية - الشرق أوسطية"؟ وإلى أي مرحلة وصلت؟ وما هو النفوذ الذي حصدته بكين بنتيجتها؟ وما هي آفاق العلاقات، وبالتالي آفاق النفوذ الصيني في المنطقة؟