
تصفية رئيس جهاز دعم الاستقرار يعيد رسم المشهد الأمني في العاصمة الليبية
2025-05-13280 مشاهدة
في 12 مايو 2025 قامت قوات تابعة للواء 444 الذي يقوده محمود حمزة، ويتبع حكومة الوحدة الوطنية بتصفية عبد الغني الككلي رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي الذي يرأسه محمد المنفي.
وخلال ساعات من عملية تصفية الككلي، تمكنت القوات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية من السيطرة على المقرات التابعة لجهاز دعم الاستقرار، حيث أسهم غياب رئيس الجهاز بانهيار العناصر التابعين له في وقت قصير.
تحييد الككلي وضع حدّاً لمحاولات تغوُّله على الحكومة التي تدير غرب ليبيا، وسعيه المستمر لفرض موالين له ضِمن المصرف المركزي، والشركة الليبية القابضة، ووزارة الخارجية، حيث كان يلوح بالانحياز إلى معارضي رئيس الحكومة وعلى رأسهم خالد المشري المرشح السابق لمنصب رئيس المجلس الأعلى للدولة، بهدف الحصول على مكتسَبات.
يمكن القول إن القوات الحكومية تمكنت إلى حدّ كبير من تفكيك جهاز دعم الاستقرار الذي تضخم بشكل غير منظَّم خلال السنوات السابقة بحكم سيطرته على بعض موارد الدولة، مما يعني أن المشهد الأمني في غرب ليبيا سيتغير، وسيشهد تنامي حضور اللواءين 444 و111 المنتمييْنِ إلى وزارة الدفاع، بالإضافة إلى قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية، مع بقاء قوة الردع ومكافحة الجريمة المنظَّمة أقرب للجهاز المستقل، والذي سيشكل تحدياً لمحاولات خلق تجانُس بين القُوَى المتمركزة غرب ليبيا.
من المتوقَّع أن تحظى المتغيِّرات التي حصلت غرب ليبيا برضا الدول الفاعلة وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تضغط باستمرار من أجل توحيد القوات بهيكلية عسكرية لقطع الطريق على تسلُّل نفوذ روسيا إلى الغرب عَبْر الفصائل المتمردة على الحكومة، والتي تستخدم العلاقة مع خليفة حفتر قائد قوات الشرق، أو روسيا من أجل المناورة.
قد تشهد الفترة المقبلة ضغوطات بقيادة واشنطن ودول إقليمية فاعلة في الملف الليبي مثل تركيا تهدف إلى توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة بين الشرق والغرب، أملاً بالوصول إلى إنهاء تنظيمات ما دون الدولة، ولتقليص حجم التدخل الدولي متعدِّد الاتجاهات في الملفّ الليبي، الذي يبقى عامل توتُّر يُنذر بإعادة تدوير عجلة الصراع العسكري مجدَّداً.