دلالات الصفقة الأمريكية الإيرانية الأخيرة وتأثيرها على فرص العودة للاتفاق النووي
2023-08-221137 مشاهدة
عقد مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية أمس الاثنين حواراً استضاف فيه الدكتور خطار أبو دياب ناقش فيه دلالات الصفقة الأمريكية الإيرانية الأخيرة.
وتحدث أبو دياب الأستاذ المحاضر في العلاقات السياسية الدولية بجامعة باريس عن توترات الطرفين في سورية وعموم المنطقة ومدى تأثيرها على الملف النووي الإيراني المجمد منذ سنوات.
وناقش الحوار الذي أداره أ. فراس فحام الباحث في مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية مدى تأثير الصفقة على فرص العودة للاتفاق النووي ومؤشرات التحركات الأخيرة في المنطقة.
ويرى أبو دياب أنه يجب التساؤل حول السبب الرئيسي وراء إرسال الولايات المتحدة قواتها إلى منطقة الشرق الأوسط والصفقة التي تمت بين الطرفين ومدى تأثيرها على الملف النووي الإيراني وتأثيرها على السباق الانتخابي في أمريكا.
حيث جاءت تلك التحركات بعد أن توصلت الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق يتمُّ بموجبه تبادل سجناء وتحرير أموال تزامناً مع توترات بين روسيا وإيران من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى في سورية ومنطقة الشرق الأوسط.
وأشار أبو دياب إلى أن ذلك يأتي مع استنفار أمريكي في سورية، وسط تهديدات من الميليشيات الإيرانية بضرورة طرد القوات الأمريكية.
ونوه بأن هناك حديثاً أمريكياً عن ضرورة قطع طريق "طهران- بغداد- دمشق- بيروت"، وإمكانية حدوث ترتيب تمهيدي لعمل ما أو اتفاق أكبر، أو محاولة للفت الأنظار بين الطرفين، وعلاوة على ذلك الشروط الأمريكية مقابل الإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة.
وعرج في حديثه إلى أن هناك إصراراً من جانب الولايات المتحدة أن يتم صرف الأموال المجمدة بقيمة 10 مليارات دولار عَبْر الوساطة القطرية على الأدوية والمواد الطبية والحاجات الإنسانية والغذاء لكن الجانب الإيراني يريد أن يتصرف بحرية كاملة بأمواله.
وتطرق أبو دياب إلى صفقة "الكاش" أيام حكم الرئيس السابق باراك أوباما، والتي كانت تنص على الإفراج عن 100 مليار من الأرصدة الإيرانية، إذ كان ذلك كفيلاً بتمويل الأذرع الإيرانية في الإقليم بكل أنواع القوة.
وأوضح أبو دياب أنه خلال إدارة الرئيس أوباما تم إرسال رسائل للسعودية بأنها دولة منبوذة، مشيراً إلى أنه تغير الأمر حيث كشف موقع أمريكي عن لقاء مرتقب بين جو بايدن ومحمد بن سلمان على هامش قمة العشرين في الهند.
واعتبر أبو دياب أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران قائمة حالياً على تحرير رهائنها؛ حيث إن كل ذلك يحصل قبل الانتخابات الأمريكية، ويسعى جو بايدن لتحسين أوراقه الانتخابية من خلال هذه الصفقة.
وبخصوص المماطلة في الملف النووي الإيراني يرى أبو دياب أن الدعم الإيراني لروسيا في حرب أوكرانيا، وبعد كشف المبعوث الأمريكي الخاص لإيران واتهامه بتمرير أسرار عسكرية للحكومة الإيرانية، كان مرتبطاً بنقطة وصل بين الطرفين.
وأردف أبو دياب أن الولايات المتحدة لا تريد القطيعة مع إيران ولا تريد أن تذهب الورقة الإيرانية للصين أو روسيا، وهي تقول بين هلالين بأنها تمنع إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية لإيران.
وذكر أبو دياب أن الأهم هو أن استدارة إدارة أوباما خلال 2015 -بالاتجاه نحو المحيط الهادئ والانسحاب من الشرق الأوسط- تم التخلي عنها، وأن الولايات المتحدة تريد في هذه اللحظة تجميد ملف إيران عبر الاتفاق الجزئي قبل الانتخابات الأمريكية، وتحاول عدم ذهاب إيران كلياً إلى المحور الآخر.
وأوضح أن الولايات المتحدة تسعى لِئلَّا لا يكون الاتفاق الإيراني السعودي تحت رعاية صينية، ومن هنا تطرح ترتيب العلاقة السعودية الإسرائيلية ولو بشكل متقطع للحيلولة دون تقارب كبير "إيراني-سعودي".
وأشار أبو دياب إلى أن الولايات المتحدة ما تزال تمسك بالأوراق وتحاول توزيعها، وهي تعمل على كل الخطوط ولا تريد إغلاق الخط مع إيران رغم العلاقة السيئة بين بايدن ونتنياهو.
كما أن الولايات المتحدة أرادت أن تُطمئن إسرائيل، وأبدت رغبتها بعدم خسارة المملكة العربية السعودية وتركيا لجميع حلفائها حتى لو كان هناك بعض التباعد مع هذا الحليف أو ذاك.
وختم أبو دياب حديثه قائلاً: "الصفقة الإيرانية الأمريكية لا يجب أن تُضخَّم، ويجب أن يتم وضعها ضمن إطارها، حيث إنه ما زال هناك أزمة ثقة بين الطرفين وهناك معلومات تقول بأنه لن يتم تمرير الأموال للجانب الإيراني قبل شهر".
للاستماع إلى المساحة الحوارية :