سيطرة قوات العمالقة على محافظة "شبوة" في اليمن

سيطرة قوات العمالقة على محافظة "شبوة" في اليمن

2022-01-14
2690 مشاهدة

في أقل من أسبوعين، تمكنت قوات ألوية العمالقة من استعادة مديريات "شبوة" الخاضعة لسيطرة القوات الحوثية (عسيلان، وبيحان، وعين)، وبهذا تكون محافظة "شبوة" بالكامل خارج سيطرة القوات الحوثية.

وكانت قوات العمالقة قد وصلت إلى "شبوة" من الساحل الغربي يوم 28 ديسمبر 2021، وخلال هذه الفترة الوجيزة تمكّنت هذه القوات من ترك انطباع بأنها القوات القادرة على هزيمة الحوثيين وبشكل سريع وفاعل.

تحظى هذه القوات بإمكانيات عسكرية كبيرة لا يملكها حتى الجيش اليمني، إضافة إلى تزويد الإمارات لها بالذخائر أثناء المعركة، مع إسناد سخي من طيران التحالف.

وهذه القوات هي ألوية عسكرية يملك معظمُها مرجعيةً سلفيةً، تم تأسيسها من قِبل أبي زرعة الحضرمي عام 2015، لمقاتلة الحوثيين في عدن، ثم انتقلت بعدها إلى الساحل الغربي، وشاركت في معارك السيطرة على مناطق الساحل. تتكون القوات من 12 لواءً، تضم بمجموعها أكثر من 15 ألف جندي. وتتولى الإمارات تدريب وتمويل هذه القوات بالكامل.  

جاءت سيطرة قوات العمالقة على "شبوة" عقب إقالة المحافظ السابق لشبوة محمد صالح بن عديو يوم 25 كانون الأول/ ديسمبر 2021، والذي يُعَدّ واحداً من أبرز خصوم الإمارات في اليمن، كما جاءت بعد عملية إعادة التموضع الذي قامت به القوات المشتركة في "الحديدة" في شهر نوفمبر 2021، بما يُشير إلى أن الإمارات سعت إلى إظهار أن تعيين المحافظ الجديد يُشكّل بدايةً لعهد من الانتصارات والإنجازات، وهو ما تحقق عسكرياً من خلال النتائج على الأرض، واقتصادياً (أو إعلامياً حتى الآن) من خلال إعلان السعودية عن عملية "حرية اليمن السعيد" خلال أول زيارة للمالكي إلى "شبوة" بعد يوم واحد من سيطرة العمالقة على كامل المحافظة.

أثّرت سيطرة قوات العمالقة على محافظة "شبوة" على سير المعركة في "مأرب"، حيث خففت المعركة من الضغوطات في "مأرب"، كما أنها فتحت جبهات جديدة في محافظة "البيضاء". لكن تأثيرها الأكبر كان معنوياً، حيث أعطت أملاً في إمكانية هزيمة الحوثي وبوقت قصير، إذا توفرت الإمكانيات، وتواجدت الرغبة لدى الفاعلين الإقليميين. كما أنها نقلت المعركة في "مأرب" من الدفاع إلى الهجوم، وضيقت على الحوثيين.

سيطرة العمالقة على "شبوة" أثارت التساؤلات في الوسط السياسي اليمني حول مصير المحافظة، وما إذا كانت ستنضمّ لبقية المحافظات الجنوبية من حيث تبعيتها للمجلس الانتقالي، أم ستبقى تحت سلطة الحكومة الشرعية المباشرة.

كما أن الإنجازات السريعة والمتلاحقة لألوية العمالقة تفتح تساؤلات حول وجهتها القادمة، وما إذا كانت ستواصل تقدُّمها باتجاه المحافظات الخاضعة لسيطرة القوات الحوثية، أم أنها ستتوقف عند السيطرة على "شبوة".