
ضربات إسرائيل على جماعة الحوثي.. تجميد الخِدمات وتجفيف الموارد
2025-09-07154 مشاهدة
نفَّذ الطيران الإسرائيلي خلال شهرَيْ يوليو وأغسطس 2024 قُرابة 20 هجوماً على المواقع التابعة لجماعة الحوثي في اليمن، وكان أكبرها تلك التي استهدفت في 31 أغسطس 2025 اجتماعاً للحكومة التابعة للجماعة في صنعاء.
نتج عن الهجوم الأخير مقتل رئيس الحكومة الموالية للحوثيين ويُدعى أحمد الرهوي، بالإضافة إلى وزير الاقتصاد والاستثمار معين المحاقري، ووزير الكهرباء علي سيف محمد حسن، ووزير الصحة علي عبد الكريم شيبان، إلى جانب وزير الخارجية جمال عامر ووزراء آخرين.
قبل قُرابة أسبوع من الهجوم الذي استهدف الاجتماع الوزاري في صنعاء، قصفت طائرات إسرائيلية محطّة شركة النفط وسط صنعاء، بالإضافة إلى محطّة حزيز الكهربائية جنوباً، وأدت لسقوط ضحايا مدنيين.
الغارات الإسرائيلية الانتقامية ضدّ جماعة الحوثي باتت تركز منذ منتصف عام 2025 على منشآت حيوية مثل ميناء الحديدة، وخزانات لتخزين الوقود، بالإضافة إلى محطات مياه وكهرباء، مما يشير إلى نهج متَّبَع يهدف إلى شلّ قدرة الحوثيين على تقديم الخدمات للسكان المحليين، خاصة الكهرباء والمياه، إلى جانب محاولة حرمان الجماعة من الموارد المالية سواء من بيع المحروقات، أم نشاط الميناء التجاري.
من اللافت انخفاض حجم الهجمات الإسرائيلية ضدّ قيادات عسكرية بالمقارنة مع استهداف المرافق العامة، وهذا يشير ربما إلى نجاح جزئي من قِبل جماعة الحوثي وداعميها الدوليين في تأمين القيادات العسكرية والأمنية، ومنع تكرار سيناريو مشابه لما حصل مع حزب الله اللبناني، لكن أيضاً لا يمكن استبعاد عوامل أخرى تدفع تل أبيب لتجنُّب اغتيال قيادات الجماعة في المرحلة الحالية، ومن هذه العوامل عدم دعم الولايات المتحدة لهذا الخيار استجابة لمطالب إقليمية؛ لأن الذهاب لهذا السيناريو قد يعني قطع الطريق كلياً على تطبيق خارطة السلام في اليمن التي تم توقيعها بشكل أولي في وقت سابق برعاية إقليمية.
إن تجنُّب استهداف إسرائيل في الوقت الحالي لقيادات جماعة الحوثي العسكرية والأمنية لا يعني بالضرورة استبعاد هذا الخيار بالكامل مستقبلاً، فمن المحتمل أن تعمد إليه حال عودة التصعيد في المنطقة، وتجدُّد المواجهات بين إيران وإسرائيل، وتدخُّل حلفاء إيران في اليمن والعراق لمساندتها، فعندها من غير المُستبعَد أن تتوافق واشنطن مع تل أبيب على توسيع نطاق الضربات لتشمل قيادات في جماعة الحوثي أو فصائل ضِمن الحشد الشعبي العراقي.