تداعيات الحرب على غزة وتأثيرها إقليمياً ودولياً
2023-10-261437 مشاهدة
مركز أبعاد يسلط الضوء على تداعيات الحرب على غزة إقليمياً ودولياً
نظم مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية ورشة حوارية عَبْر تطبيق "زووم" ، ناقش فيها تداعيات الحرب على غزة إقليمياً ودولياً، وسلط الضوء على التطورات المحتملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
واستضاف المركز الكاتب والمحلل السياسي إياد جبر ومدير مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية محمد سرميني، والباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشؤون الأوراسية أحمد دهشان وأيضاً الكاتب والصحافي مجدي الحلبي، وأدار الحوار مدير وحدة الدراسات في مركز أبعاد للدراسات الدكتور محمد سالم.
وتطرقت الورشة إلى عدة محاور منها إلقاء نظرة على وضع الصراع الإسرائيلي داخلياً والتداعيات الإقليمية والدولية وتأثيرها على أدوار روسيا والصين بالإضافة إلى الموقف الإسرائيلي وتوقعاته على المسار العسكري.
ويرى إياد جبر أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قديم ويتجدد وهناك أسباب دفعت حركة حماس للقيام بعملية طوفان الأقصى رداً على الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال ومحاولاته لاقتحام الضفة الغربية بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة من قِبل أكثر حكومة دينية متطرفة مؤثرة على العمل السياسي.
ويصف جبر عملية طوفان الأقصى بعملية مفاجئة بعد الاستقرار الأمني الذي حصل في عام 2021 بين حماس وإسرائيل وكان هناك مقاربة بين موقف حماس وموقف السلطة الفلسطينية الذي هدد سمعة المقاومة وأدى إلى تراجُع شعبيتها في الأراضي الفلسطينية.
كما لفت في حديثه إلى سيناريوهات متوقعة لتحقيق أهداف إسرائيلية، منها القضاء على حركة حماس ودخول قطاع غزة بشكل جزئي أو كلي إضافة إلى تأثير الموقف الأمريكي على شكل الحرب، لا سيما أن هناك إشكاليات وتشكيكاً بقدرة الجيش الإسرائيلي على التحكم في الوضع العام.
وحول التداعيات الإقليمية وصف محمد سرميني ما حصل في غزة بأنه يمثل نوعاً من أنواع الزلزال في المنطقة ووجود رغبة أمريكية واضحة ورسائل متتالية تفيد بأنها لا تريد حرباً إقليمية جديدة غير الحرب الأوكرانية.
وأضاف سرميني في حديثه أن ما جرى مفاجئ للجميع من حيث التوقيت والحجم، وخلق ذلك حالة من التخبط الأمني والدولي حيث تظهر المعطيات أن هناك ملامح تغييرات ستتضح مع مرور الوقت متزامناً مع عملية التطبيع العربي الإسرائيلي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وانعكاس ذلك على إنهاء المسار مبدئياً.
وفيما يتعلق بنتائج الحرب وتأثيرها يرى سرميني أنها ستؤثر على المشهد المحيط كلياً؛ لأن القضية الفلسطينية قلب العالم العربي، ولها تأثير بشكل كبير في وقت استطاع الجانب الإسرائيلي على المستوى السياسي والإقليمي أن يلعب دوراً كبيراً.
وأشار إلى أن هناك رغبة ربما لإعادة تشكيل ما يعرف بمحور المقاومة وترميمه أو تفكيكه من قِبل التحالف الإيراني، وستكشف تداعيات العملية مع الوقت سواء كانت بتنسيق جزئي أو كلي من حركة حماس.
وحول مواقف المحور التركي من عملية "طوفان الأقصى" علق سرميني أنه محور أساسي، وأوضح أن هناك إعادة توازن بإعادة الموقف التركي الذي حاول الحفاظ على وحدة التوازن وأظهر أنه أكثر تأييداً للجانب الفلسطيني، وهناك حالة فقدان ثقة للجانب الآخر ليس فقط من باب الرغبة لإظهار الود فقط بل أعمق من ذلك.
ومن جانب آخر وتحليلاً لتداعيات الحرب دولياً وإقليمياً قال الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشؤون الأوراسية أحمد دهشان: في بداية الحدث الإعلام الروسي كان متبنياً الرواية الإسرائيلية، وكان رد الفعل الروسي مرتبطاً باللوبي الإسرائيلي في روسيا.
ونوه دهشان بأن الحرب على غزة كانت تصبّ في مصلحة روسيا بالدرجة الأولى؛ لأنها تشغل الولايات المتحدة عن الحرب الأوكرانية فضلاً عن استخدام روسيا لذلك لإظهار النفاق الغربي وإظهار عدم اكتراث الغرب بالمبادئ والحقوق الإنسانية.
وتوقع دهشان أن هناك تقدماً استباقياً من قِبل روسيا والصين تفيد بأنه في حال تعثرت إسرائيل بالعملية البرية ستجدان وقتاً مثالياً لتكثيف تدخل الصين في تايوان ومن جهة أخرى روسيا في أوكرانيا.
وفي سياق تأثير العملية العسكرية يقول الكاتب والصحافي مجدي الحلبي: إن الرد العسكري غير مسبوق من قبل إسرائيل من حيث الوتيرة والكثافة رغم العملية الناجحة بكل المقاييس التي أطلقتها كتائب القسام في يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.
وبيّن الحلبي السيناريوهات المحتملة، ومنها إعادة احتلال قطاع غزة لكن ذلك سيكلف إسرائيل كثيراً، وخصوصاً أن الجيش الإسرائيلي غير مدرب على مثل هذه العملية العميقة، وهناك تخوف من دخول حزب الله الحرب، لذلك تسعى إسرائيل لتحييده عن المواجهة لصعوبة فتح جبهتين في الوقت نفسه.
ولفت أيضاً إلى أن هناك تأخيراً وتأجيلاً لعملية الاجتياح البري لقطاع غزة لأسباب تكتيكية وعسكرية وأضاف في ضوء حديثه: إن المساعدات ستدخل غزة بشكل محدود وسيأخذ الحصار وقتاً طويلاً.