
تقارُب بين تركيا وشرق ليبيا.. الدوافع والدلالات والآثار
2025-04-10125 مشاهدة
استضافت رئاسة القوات البرية التركية في أنقرة صدام حفتر نجل خليفة، بصفته رئيس أركان القوات البرية التابعة للشرق الليبي، ضِمن مراسم استقبال رسمية، مما أعطى انطباعاً باعتراف تركي بسلطة صدام، وهو ما يؤسس لانطلاقة علاقات إيجابية بين أنقرة وشرق ليبيا.
ويدور الحديث حالياً في الأوساط الليبية عن اتفاق أولي بين أنقرة وشرق ليبيا لتأسيس مركز تدريب عسكري، بالإضافة إلى إمكانية عقد صفقات تسليح لاحقاً.
محاولات الجانب التركي الانفتاح على شرق ليبيا وعدم الاكتفاء بالتحالف مع حكومة الوحدة الوطنية التي تحكم طرابلس ليست جديدة، بل تعود إلى عام 2023، حيث ترغب أنقرة -فيما يبدو- في لعب دور الوساطة لجمع الفرقاء الليبيين بما يحقق لها التأكيد على دورها الفاعل في الملفّ الليبي، وبالتالي ضمان مصالحها السياسية والاقتصادية، وأبرزها الحفاظ على اتفاق ترسيم الحدود البحرية، واستكمال النشاط الاقتصادي التركي القديم، والحصول على عقود استثمار وإعادة إعمار جديدة دون اعتراض أيّ طرف ليبي داخلي.
من جهة أخرى، انفتاح تركيا على تطوير العلاقات مع معسكر الشرق، سيعني بالضرورة تقليص حجم الخلافات مع مصر الدولة الإقليمية المؤثِّرة في حوض البحر المتوسط عموماً، حيث وقفت كلٌّ من أنقرة والقاهرة خلال السنوات السابقة على طرفَيْ نقيض خلال الصراع في ليبيا.
من المحتمل أن أنقرة تستفيد من علاقتها الحالية الإيجابية مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، التي يبدو أنها تدعم توسُّع النفوذ التركي الإقليمي على حساب فاعلين آخرين مثل إيران وروسيا، كما أن دول الاتحاد الأوروبي قد تدعم تقارُب أنقرة مع معسكر الشرق الليبي؛ لأنه سيساهم في تقليص اعتماد حفتر على الدعم الروسي.
من المستبعَد أن يؤدي تقارُب أنقرة مع حفتر إلى توتُّر كبير في العلاقة بين الجانب التركي وحكومة الوحدة الوطنية الليبية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، وعلى الأرجح ستحرص أنقرة على استمرار هذه العلاقة لضمان قدرتها لاحقاً على رعاية وساطة سياسية على أمل حلّ النزاع بين الجانبين، كما أنه لا مصلحة لحكومة الوحدة الوطنية بخسارة حليف إقليمي لها، خاصة في ظلّ تراجُع علاقتها مع الدول الأوروبية، وخاصة إيطاليا نظراً لرفض حكومة الوحدة خطة لتوطين المهاجرين الأفارقة.