
قراءة في الهجوم الإسرائيلي على إيران
2025-06-13120 مشاهدة
شنت إسرائيل في 13 يونيو 2025 هجوماً جوياً غيرَ مسبوقٍ على مواقع في إيران، استهدف قواعد عسكرية ومنشآت نووية وقادة بارزين إلى جانب علماء متخصصين في الطاقة النووية.
أسفر الهجوم عن مقتل قادة وعلماء أبرزهم الجنرال حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني، ومحمد باقري رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، والعالم فريدون عباسي دوائي المتخصص في تخصيب اليورانيوم.
طال القصف الجوي الإسرائيلي مقر القيادة العامة للقوات المسلحة المعروف باسم "خاتم الأنبياء"، ومقر القيادة للحرس الثوري، ومفاعل نطنز النووي، ومطار تبريز الذي يُعَدّ ثاني أهم قاعدة جوية تتبع القوات المسلحة الإيرانية، إضافة إلى مصانع مخصصة للصواريخ والطيران المسيَّر.
اللافت في الهجوم هو عجز إيران عن التصدي -ولو بشكل جزئي- له، على الرغم من المؤشرات الواضحة التي سبقته وأوحت بقربه، إذ قامت قبل الهجوم بيومين الولايات المتحدة بإجلاء رعايا لها من دول خليجية عديدة وأهمها العراق، مع اتخاذ تدابير وإجراءات احتياطية في قواعدها المنتشرة بالمنطقة.
واضح أن الهجوم الإسرائيلي الذي ركز على تحييد الصفّ الأول من القيادات العسكرية الإيرانية، ومعامل الصواريخ والطائرات المسيَّرة والقواعد الجوية يهدف إلى تقليص قدرات إيران العسكرية لدرجة كبيرة لتكريس معادلة ردع جديدة، بحيث يكون أيّ ردّ إيراني محتمل ضِمن نطاق القدرة الإسرائيلية على التصدي له.
من المستبعَد أن يكون الهجوم الإسرائيلي على إيران هو قراراً ذاتياً لتل أبيب، حيث تشير التصريحات الأمريكية إلى علم مسبق من الإدارة الأمريكية، بل وربما بتسهيل استخباراتي ولوجستي من واشنطن، خاصة أنها وقعت بعد جولات تفاوُض عديدة بين واشنطن وطهران بخصوص الاتفاق النووي، دون الوصول إلى نتيجة، مما يوحي برغبة أمريكية بتصعيد الضغط على إيران قبل العودة إلى طاولة المفاوضات مجدَّداً.
من المتوقع أن تقوم إيران بهجمات انتقامية من عدة مستويات، الأول قد يشمل هجمات بالصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة بشكل موجات مكثَّفة، بالإضافة إلى التنسيق مع وكلاء إيران في اليمن والعراق لتنفيذ هجمات على أهداف أمريكية وإسرائيلية في المنطقة، لكن من الواضح أن المناورة الإيرانية تضيق باستمرار، خاصة أن وكلاءها ذاتهم قد يتعرضون لهجمات مؤذية حال اتجهوا إلى التصعيد مجدَّداً.