أظهرت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو قدرة على التكيف مع المواجهات الدائرة بينها وبين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح برهان منذ نيسان/ إبريل 2023، مما يوحي باعتمادها على خيارات عسكرية وميدانية محددة لتعويض فارق القوة بينها وبين الجيش.
وقوات الدعم السريع تأسست رسميًا في آب/ أغسطس 2013 لمحاربة التمرد في دارفور، وتحولت إلى قوة عسكرية موازية للجيش السوداني، وسعت إلى تعزيز استقلاليتها بتعديل قانون قوات الدعم السريع في تموز/ يوليو 2019، حيث تم حذف مادة منه تلغي خضوعها لأحكام قانون القوات المسلحة السوداني، إضافة لميزانيتها الخاصة، واستفادت من استغلال مناجم الذهب في دارفور لزيادة الوفرة المالية لديها.
تلجأ قوات الدعم السريع إلى مجموعة من الإجراءات؛ لتعويض فارق القوّة الذي تواجهه مع الجيش السوداني، أبرزها:
وكخُلاصة، فإن هناك فارقاً كبيراً في حجم العتاد والعدد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولكن ذلك لم يُساعد الجيش في حسم المعركة، أو حتى الإخلال بحالة التوازن بين الطرفين، إذ إن تكوين قوات الدعم السريع وخبرتها السابقة منحتها مرونة كبيرة في التحرك بين المدن وداخلها، كما أن علاقات قوات الدعم السريع العابرة للحدود، سواء مع القبائل في دول الجوار أو مع فاعلين سياسيين وعسكريين خارجها، ساعدها في تأمين إمدادات السلاح والذخيرة والدعم اللوجستي.
كما أن الإمكانيات المادية الكبيرة لدى قوات الدعم السريع ساعدتها في بناء شبكات من مصادر المعلومات داخل المدن السودانية، بما يوفر لها قدرة استخبارية تمكنها من التصدي لهجمات الجيش.
وعلى العموم فإنّ المعركة وإنْ كانت توصف إعلامياً وسياسياً بأنها معركة بين جيشين، إلا أنها أصبحت أقرب إلى حرب العصابات، بما يحدّ من قدرة الجيش على حسمها، حتى لو كانت فوارق القوة بين الطرفين كبيرة.
مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية، مركز دراسات وتفكير، تأسس في لندن مطلع يناير 2020، بفريق من الباحثين والخبراء المختصِّين من مجموعة واسعة من دول منطقة الشرق الأوسط.