المقاربة الجيوسياسية الروسية في منطقة البحر المتوسط
2024-08-151501 مشاهدة
Download PDF
ملخص:
يحاول هذا التقرير قراءة المقاربة الجيوسياسية الروسية في منطقة البحر المتوسط، لتوضيح أهم دوافع الوجود الروسي ومبرِّراته في المنطقة، والذي يرتبط بأولويات الإستراتيجية الروسية في مستوياتها المختلفة، والتي يتقدّمها حلم الوصول إلى المياه الدافئة وتوفير موطئ قدم للروس في المنطقة يخدم مصالحهم السياسية والأمنية والاقتصادية، ويُمكّنهم من استعادة مكانة روسيا الدولية ومزاحمة الولايات المتحدة، قبل الحديث عن أهمّ تطبيقات هذه المقاربة في البحر المتوسط من خلال تناوُل الوجود الروسي في كل من سورية وليبيا، وتوضيح أهميّة هاتين الدولتين في المقاربة الجيوسياسية الروسية في المنطقة، والختام بالحديث عن تحديات ومعوِّقات هذا الوجود على المديَيْنِ المتوسطين والبعيد.
الكلمات المفتاحية : الجيوبوليتيك، قلب العالم، الريملاند، أوراسيا، العقيدة البحرية الروسية، المياه الدافئة، حوض المتوسط.
تمهيد
تُمثّل منطقة البحر المتوسط أهميّة خاصة في السياسة الدولية، نظراً لأهميتها الجيوسياسية، وارتباطها ارتباطاً مباشراً بالتفاعلات الإقليمية والدولية، لا سيّما في ظلّ اهتمام العديد من القُوى الإقليمية والدولية البارزة بها، ومساعيها المستمرة إلى تعزيز نفوذها في مواجهة الخصوم في هذه المنطقة، وقد برزت المقاربة الروسية في هذه المنطقة منذ بداية القرن الحادي والعشرين، وجذبت اهتمام العديد من المختصين والباحثين في الشؤون الدولية بعد الاندفاعة الروسية الواضحة لتثبيت موطئ قدم لها في المنطقة، والتي توّجتها بتواجُدها في كل من سورية وليبيا محقِّقةً بذلك حلمها القديم المتجدِّد في الوصول إلى المياه الدافئة، وقامت بإنشاء قواعد عسكرية في المنطقة، وخصوصاً في سورية التي تدخل في صلب الإستراتيجية الروسية في المنطقة.
بناءً على ذلك يأتي هذا التقرير لتسليط الضوء على المقاربة الجيوسياسية الروسية في منطقة البحر المتوسط، من خلال التعرُّف على مكانة البحر المتوسط وأهميته الجيوبوليتيكية، التي تجعل منه مسرحاً لتضارُب مصالح العديد من القُوى، ومنها روسيا، قبل التوسُّع أكثر في الحديث عن أهمّ المنظورات الجيوبوليتيكية لتفسير السياسة الروسية في البحر المتوسط من خلال الحديث عن أهمّ الأبعاد الجيوسياسية للمصالح الروسية في المنطقة، وأهمّ تطبيقات المقاربة الجيوسياسية في المنطقة قبل الختام بالحديث عن أهمّ تحديات النفوذ الروسي في المنطقة ومعوِّقاته.
أولاً: أُسُس السيطرة الجيوبوليتيكية المتوسطية
تُعَدُّ المعطيات الجيوبوليتيكية من أهم المعطيات التي تساهم في تحديد المسارات والاتجاهات والأهداف الداخلية والخارجية للدول في تفاعُلاتها المحلية والدولية، ويقف في مقدّمة هذه المعطيات الموقع الجغرافي، الذي يُعَدّ من أهمها، وإذا ما أردنا تحليل أهميّة الموقع الجغرافي للبحر المتوسط، لوجدنا أنّ هذه الأهميّة تنبع بشكلٍ أساسي من وقوعه في قلب العالم حسب هالفورد ماكيندرHalford Mackinder [1] وتشكيله همزة وصل بين ثلاث قارات وهي أوروبا وآسيا وإفريقيا، وينفتح على المجالات البحرية الأخرى عَبْر أربعة مضايق دولية وهي البوسفور والدردنيل وجبل طارق وقناة السويس[2]، الأمر الذي يجعله مركزاً تجارياً مهمّاً للنقل التجاري في العالم حيث يمر خلاله 15% من مشتريات المحروقات الأمريكية من الخليج وشمال إفريقيا، و65% من ورادات النفط والغاز الأوروبية [3] ، هذا عدا ثرواته النفطية والغازية والحيوانية التي جعلت منه محط أنظار وأطماع العديد من القوى الإقليمية والدولية، وخصوصاً في منطقة الحوض الشرقي للمتوسط التي تحوي حوالَيْ 345 تريليون قدم مكعب من الغاز، وحوالَيْ 3,4 مليار برميل من النفط حسب تقديرات معهد الدراسات الجيولوجي الأمريكي عام 2010 [4] .
ومن جهةٍ أخرى يتميز المتوسط بخاصية جيولوجية لها تأثير على أهميته الجيوستراتيجية، وهي وجود المضايق، مضيق جبل طارق والبوسفور والدردنيل وقناة السويس، ذات الأهمية الإستراتيجية، التي تسهّل عمليات المراقبة والانتقال والاتصال [5] ، وبالتالي فإنّ البحر المتوسط يُمثّل مجالاً حيوياً لمراقبة الأحداث في منطقة "الشرق الأوسط" وشمال إفريقيا، كما يشكل منطقة عازلة ضد موجات الهجرة غير الشرعية المتنامية من الضفة الجنوبية للمتوسط باتجاه ضفته الشمالية، وللتأكيد على هذه الأهمية ذهب العديد من الباحثين أمثال مورتن كابلان Morton Kaplan إلى القول: "إنّ مستقبل السياسة العالمية سيعتمد على تطوُّر المنطقة المحيطة بحوض البحر المتوسط، ففيه مناطق ذات أهمية إستراتيجية تسهل عملية المراقبة أو الهجوم أو التنصُّت وتسهّل عملية الانتقال والاتصال، كمنطقة جبل طارق ومضيق البوسفور والدردنيل وقناة السويس، حيث إن القوة التي يمكنها أن تغلق هذه المناطق تكون قد أوقفت الملاحة البحرية منه وإلى المناطق الأخرى" [6] ، ومن هنا يمكن القول إنّ اكتساب مجال جغرافي معين بُعْداً جيوبوليتيكياً، دائماً ما يجعل منه ميداناً لتمدُّد القُوى التوسعية بهدف السيطرة على الطرق الإستراتيجية والثروات الحيوية، لذلك من الضروري فهم مكانة البحر المتوسط على الساحة الدولية لفهم الأسباب التي تدفع قُوى مؤثرة وفاعلة على مستوى العالم لوضع سياسات معينة تجاه هذه المنطقة.
ولفهم أهمية المتوسط في الفكر الإستراتيجي التنافسي التقليدي، يمكن تناول طرحين جيوبوليتيكيين تناولا أهمية هذا البحر ودوره في السيطرة الجيوبوليتيكية، وهما:
1-الطرح الجيوبوليتيكي القارّي:
هذا الطرح قدّمه ماكيندر في نظريته "قلب العالم"، التي قسّم فيها العالم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي:
- قلب الأرض: ويشمل أوروبا الشرقية وروسيا الأوروبية والآسيوية.
- الجزيرة العالمية: وتشمل قارات العالم القديم الثلاث أوروبا وآسيا وإفريقيا يجمعهم البحر المتوسط.
- الهلالان الخارجي والداخلي: وهما يغلقان الجزيرة العالمية، فالهلال الداخلي يضم ألمانيا والنمسا وتركيا والهند والصين، أما الهلال الخارجي، فيضم بريطانيا، والولايات المتحدة، وجنوب أمريكا ، وأستراليا.
ووفقاً لهذا التقسيم وضع ماكيندر معادلته الشهيرة "مَن يحكم شرق أوروبا يسيطر على قلب الأرض، ومَن يحكم قلب الأرض يسيطر على جزيرة العالم، ومَن يسيطر على جزيرة العالم يسيطر على العالم" [7] ، وبالتالي يظهر في هذا الطرح مكانة البحر المتوسط الذي يتوسط الجزيرة العالمية، والتي تتجانس مع المنطقة المحورية في أوراسيا التي تشكّل قلب العالم، فمَن يسيطر على هاتين المنطقتين يسيطر على العالم.
2- الطرح الجيوبوليتيكي البحري:
هذا الطرح قدّمه نيكولاس سبيكمان Nicholas Spykman [8] في تحليله الجيوبوليتيكي الذي تمحور حول النطاق الساحلي أو ما يُعرف بـ "الريملاند" أو "الحافة"، والذي أبرز فيه مفهوم السيطرة على "الريملاند" أو "الحافة" كأساس للسيطرة على العالم باعتبار أنّ "الريملاند" الذي يشمل معظم قارة أوروبا والعالم العربي وإيران وأفغانستان والصين وجنوب شرق آسيا وشرق سيبيريا أهم من القلب، وبذلك صاغ فرضيته على الشكل التالي: "مَن يتحكّم في حافة الأرض يحكم أوراسيا، ومَن يحكم أوراسيا يتحكّم في مصير العالم" [9] ، وهو ما يُظهِر أيضاً أهمية هذه المنطقة التي تتوافق مع جيوسياسية المتوسط.
خريطة رقم 1 قلب العالم والحافة حسب ماكيندر وسبيكمان
المصدر: المدرسة الأمريكية: نظرية سيادة القوة البحرية، جامعة محمد لمين دباغين سطيف، 12 شباط/ فبراير 2010، الرابط
من خلال ما تقدّم يتضح أنّ المتوسط يمثّل أحد أهم إسقاطات القوة في منافسات الهيمنة العالمية، فالنظرية الأوراسية القائمة على الثنائية الجيوبوليتيكية المبنية على التنافس الدولي بين القوة البرية حسب ماكيندر، والبحرية حسب سبيكمان، والمرهون بالتحكم في الهلال الداخلي، الذي يُعَدّ البحر المتوسط جزءاً منه، تجعل هذا الأخير مركزاً لصراع القُوى المختلفة.
ثانياً: المنظورات الجيوبوليتيكية لتفسير السياسة الروسية في البحر المتوسط:
إذا رجعنا إلى كل من نظريتَيْ "قلب العالم" لماكيندر و"الريملاند" لسبيكمان، لوجدنا أن حدود قلب العالم وفقاً لنظرية ماكيندر تلامس منطقة البحر المتوسط، في حين يُعَدّ البحر المتوسط جزءاً مهماً من "الريملاند" وفقاً لنظرية سبيكمان، وبالتالي -وبناءً على ما سبق وبإسقاطه على السياسة الروسية- يمكن القول إنّ روسيا لا تزال القوة المهيمنة في قلب العالم، كما تعمل على توسيع نفوذها نحو البحر المتوسط والذي يُعَدّ جزءاً مهمّاً من الريملاند أو حافة الأرض، وهذا ما يُعَدّ مقدِّمة لتوضيح أهم المنظورات الجيوبوليتيكية للسياسة الروسية في البحر المتوسط، والتي تتمحور حول منظورين اثنين، هما:
1- المنظور "السياسي – الأمني" :
وينطلق هذا المنظور من رؤية روسيا أنّ القوة الأوراسية لا يمكن أن تتحقق إلا بتثبيت الوجود الروسي في البحار الدافئة، لهذا أكّد العديد من منظِّري الجيوبوليتيك الروس، ومنهم ألكسندر دوغين Alexander Dugin [10] ، أنّ عملية تجميع الإمبراطورية لا بد أن تستهدف في بدايتها انفتاح روسيا على البحار الدافئة في الجنوب والغرب بالشكل الذي يجعل من روسيا قوة مكتملة جيوبوليتيكياً، المسألة التي تمكّنها أيضاً من التصدّي لتوسّعات الحلف الأطلسي المعادي لروسيا في منطقة البحر الأسود [11] ، وهذا ما سعت له روسيا عملياً بعد تسلُّم فلاديمير بوتين Vladimir Putin السلطة، حيث عمل على إحداث تغيير في الهياكل السياسية الروسية، وبعث مقاربة مفاهيمية ونظرية جديدة للإستراتيجية الروسية في منطقة البحر المتوسط للوصول إلى المياه الدافئة، من شأنها فكُّ الحصار المفروض عليها، وإعطاؤُها منفذاً بحرياً يخدم مصالحها الاقتصادية والعسكرية والسياسية، لذلك يمكن وضع التدخل العسكري الروسي في سورية في أيلول/ سبتمبر 2015، والذي جاء بعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، ونفوذها للبحر الأسود، في إطار المقاربة الروسية لربط البحر المتوسط بالبحر الأسود [12] ، خصوصاً أن الروس، منذ مئات السنين، ينظرون للمتوسط باعتباره الخاصرة الرخوة للبحر الأسود، وبالقدر الذي يجري تأمين المتوسط، يزداد الشعور الروسي بالأمن، والعكس صحيح [13] ، لهذا ارتبط موضوع الوصول إلى المياه الدافئة بموضوع غاية في الأهمية في السياسة الروسية في المتوسط، وهو توسيع الدائرة الأمنية الروسية لتشمل المتوسط بهدف ضمان أمن الحديقة الخلفية للروس، وتقليل تأثُّرها بما يحدث في حدودها القريبة، لذلك عملت روسيا بعد تسلُّم بوتين السلطة على تحديث أسطولها البحري، وأنشأت قوة دائمة للبحرية المتوسطية في عام 2013 [14] ، كما تعاملت مع ثورات الربيع العربي، التي هزّت العديد من دول الساحل الجنوبي للمتوسط كتونس ومصر والسودان وليبيا وسورية بعين من الريبة وكثير من التوجُّس والخشية [15] .
كما ارتبط هذا الأمر بهدف غاية في الأهمية في السياسة الروسية، وهو محاولة استعادة مكانة روسيا الدولية ومزاحمة الولايات المتحدة في المنطقة، لذلك تم إدراج المتوسط في دائرة المناطق المهمّة استراتيجياً في المدرك الأمني الروسي منذ الإعلان عن العقيدة العسكرية البحرية الروسية لعام 2001، والتي رسمت أولويات السياسة البحرية الروسية، باعتبار أن هذه المنطقة تعطي لروسيا حيزاً كبيراً لاستعادة مكانتها الدولية التي كانت تتمتع بها زمن القطبية الثنائية، إلى جانب مشاغلة الولايات المتحدة واستدراجها في إرباكات سياسية واقتصادية [16] ، فمن خلال امتلاك روسيا لموقع دائم في البحر المتوسط يصبح من السهل عليها قول كلمتها في المنطقة، والمشاركة في كل الفعاليات الدولية، وتشكيل حجر عثرة للوجود الأمريكي المهيمن على المنطقة.
2-المنظور "الاقتصادي – الطاقوي":
وهذا المنظور يرتبط بشكل أساسي بثروات المنطقة من النفط والغاز، وكذلك بطرق نقل هذه الثروات إلى الأسواق المستهلكة، لذلك تدرج روسيا وجودها في هذه المنطقة بالأمن القومي الروسي بأبعاده الاقتصادية لتحقيق هدفين؛ الأول: هو الاحتفاظ بصدارة روسيا في تصدير الغاز لأوروبا، خاصةً مع ظهور غاز الحوض الشرقي للمتوسط وإمكانية تشكيله بديلاً عن الغاز الروسي لأوروبا [17] ، وبالتالي كان التحرُّك الروسي في هذه المنطقة لضمان استمرار نفوذها الطاقوي [18] ، مما استدعى استثمارها في مشاريع الغاز الطبيعي بما يضمن لها مركز الصدارة كمصدِّر للغاز لأوروبا، أمّا الثاني فيتعلّق بتوطيد النفوذ الروسي في المنطقة من خلال التحالفات الاقتصادية وإيجاد دور لها أمام الولايات المتحدة لترسيخ نظام عالمي متعدد الأقطاب مبني على تفوُّق الطاقة [19] .
من جهةٍ أخرى، ترتبط أهمية المتوسط الاقتصادية بالنسبة لروسيا باعتباره شريان العالم لما يمثّله من أهمية على صعيد التجارة الدولية، ولكونه مركزاً مستقبلياً للمنافسة الدولية بين الولايات المتحدة والصين وبعض الدول الأوروبية [20] ، وبالتالي تهدف روسيا من وجودها في المنطقة إلى إرسال رسالة إلى العالم أنّه لا غنى عن الدور الروسي في المنطقة، فمن خلال قواعدها في المنطقة تنسج روسيا سياسة تعتمد على البقاء لاعباً أساسياً في المنطقة، وتعتبر أن نفوذها المكتسَب يمنع المنتجين في المتوسط من المسّ بمصالحها على المدى القصير والمتوسط [21] .
مما سبق يتّضح أنّ البحر المتوسط يُمثّل اليوم بالنسبة لروسيا بوابة مهمّة لتحقيق سلسلة من المصالح الحيوية الروسية، والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام؛ الأول يرتبط بمجموعة من القضايا الإستراتيجية ذات الصلة بوضع القوة العظمى واستعادة المكانة والمركز في القرار الدولي لمنافسة الولايات المتحدة، والثاني يرتبط بمجموعة من المصالح "السياسية – الأمنية"، والثالث يرتبط بمجموعة من المصالح الاقتصادية - الطاقوية.
ثالثاً: تطبيقات المقاربة الجيوسياسية الروسية في البحر المتوسط
مما لا شك فيه أنّ الوجود الروسي في كل من سورية وليبيا بعد ثورات الربيع العربي، يُوحي بمدى الأهمية الكبيرة التي تُوليها القيادة الروسية لهاتين الدولتين المتوسطيتين، إذ تقف مجموعة من الاعتبارات السياسية والاقتصادية والعسكرية-الأمنية، في قائمة الاعتبارات الموجّهة للسياسة الروسية في هاتين الدولتين لإثبات وجودها في خريطة المنطقة بما يتوافق مع مصالحها وأهدافها، على اعتبار أنّ المصلحة الوطنية تُعتبر المحرّك الأساسي لأي دولة في سياستها الخارجية.
1- سورية في المُدرَك الإستراتيجي الروسي
لا يمكن اجتزاء الدور الروسي في سورية عن السياق الجيوسياسي الأوسع لروسيا في المنطقة ككل، وخصوصاً أنّ سورية بموقعها الجغرافي المميز تقع في قلب المقاربة الجيوسياسية الروسية في البحر المتوسط، لهذا -وانطلاقاً من إدراك روسيا لأهميّة سورية في صلب إستراتيجيتها- كان تدخُّلها العسكري في أيلول/ سبتمبر 2015، ومساندة النظام السوري منعاً لسقوطه، ومن ثَمّ تثبيت الوجود على الضفة الشرقيّة للمتوسط مدفوعة بمجموعة من الدوافع الإستراتيجية، أهمّها:
- أهميّة سورية الإستراتيجية في الحسابات الروسية : فسورية بموقعها الجيوبوليتيكي المهم يجعل منها ذات أهميّة إستراتيجية في الحسابات الروسية باعتبارها بوابة مهمّة لروسيا لإعادة تموضعها على المستوى الدولي كقوة منافسة للولايات المتحدة في المنطقة، والتأثير في المعادلات الإقليمية والدولية.
-تحقيق مكاسب اقتصادية وعسكرية إستراتيجية انطلاقاً من الجغرافيا السورية كتعزيز الحضور الروسي على ضفاف البحر المتوسط عَبْر قاعدتَيْ طرطوس البحرية [22] ، وحميميم الجوية [23] ، والوصول للمياه الدافئة.
-التخوُّف الروسي من المدّ الثوري إلى حديقتها الخلفية، خصوصاً أنّ الساحة السورية استقطبت آلافاً من المسلمين الروس للانضمام إلى القتال ضدّ النظام السوري.
-التأثير في المعادلات الطاقوية الإقليمية والعالمية، فروسيا كانت تخشى قبل تدخُّلها المباشر في سورية من مشروعات نقل الطاقة من منطقة "الشرق الأوسط" باتجاه أوروبا عَبْر سورية بالشكل الذي يُضعف من حصتها التصديرية لأوروبا، وهو ما تسعى له من خلال تواجُدها العسكري في سورية، بالشكل الذي يُعزز قبضتها على إمدادات الطاقة لأوروبا [24] .
ومن أجل تحقيق أهدافها السابقة، قررت روسيا التدخّل العسكري المباشر في سورية، والتعامل مع الأزمة السورية كفرصة يُعاد من خلالها بناء الواقع الجيوسياسي، خصوصاً بعد تدخُّل حلف الناتو في ليبيا وتغيير نظام القذافي الحليف التقليدي لروسيا، فعززت روسيا وجودها في ميناء طرطوس الذي بات يحتضن القاعدة العسكرية الروسية الوحيدة في المتوسط، ونجحت في 30 نيسان/ إبريل 2019 في توقيع اتفاقية استئجار ميناء طرطوس لمدة 49 سنة، وبذلك تكون روسيا قد حققت قفزة نوعية وسريعة على طريق استعادة المكانة الروسية والتخطيط لتواجد طويل الأمد في بقعة جغرافية شكلت تاريخياً عقدة إستراتيجية لطموحات أغلب القياصرة الروس في الوصول إلى المياه الدافئة، وتؤمن لها القدرة على التحكُّم بحيِّز جغرافي له أبعاد إستراتيجية متعددة سياسية واقتصادية وأمنية يعيد لها جزءاً من هيبة الدولة الكبرى [25] ، وبذلك أصبحت قاعدتَا طرطوس البحرية وحميميم الجوية على الساحل السوري ركنين أساسييْنِ لروسيا لتطبيق خططها السياسية والعسكرية في منطقة المتوسط، والتي يأتي في مقدّمتها تطويق الخاصرة الجنوبية لقوات الناتو في قاعدة إنجرليك التركية، والعمل كقاعدة متقدمة للدفاع عن شبه جزيرة القرم، وإظهار القدرة الروسية على التحريك المضاد للأسلحة والقاذفات الإستراتيجية [26] ، ومن هنا يمكن القول إنَّ الدوافع الروسية الكامنة وراء تدخُّلها العسكري في سورية ودعمها لنظام الأسد منح روسيا رافعة قوية في علاقاتها التنافسية مع الغرب ضمن حساباتها الإستراتيجية الأوسع، إضافة إلى تحصيلها مكاسب متعددة على أصعدة مختلفة.
2- ليبيا في الحسابات الإستراتيجية الروسية
لا تقل ليبيا أهميّة عن سورية فيما يتعلّق بالإستراتيجية الروسية في المتوسط، بحيث يمكن الحديث عن مجموعة من الحسابات الإستراتيجية للوجود الروسي في ليبيا، ومنها:
- تثبيت موطئ قدم لها جنوب البحر المتوسط، عَبْر نافذة تتجاوز مساحتها أكثر من 1770 كم مربع، وهي مساحة ذات أهمية إستراتيجية بالغة بكل المُعطيات، تمنح روسيا عمقاً إستراتيجياً كبيراً، ليكون بذلك ثاني موقع روسي في المتوسط بعد سورية، وهو موطئ يُثبّت أقدام روسيا على المستوى الجغرافي في المتوسط، ويمنحها فرصة كبيرة لتطوير سياسة متوسطية تنافس السياسة الأوروبية المهتمة بليبيا وبموقعها وبثرواتها في المتوسط.
- الاستفادة من الموقع الليبي كبوابة مهمة لروسيا باتجاه القارة الإفريقية لتحقيق سياساتها الرامية إلى توسيع دائرة نفوذها في القارة الإفريقية، إلى جانب استغلال ليبيا، من خلال السيطرة على موانئها ومنافذها البحرية على المتوسط، والتي تستخدم كنقطة انطلاق رئيسية لتدفُّقات الهجرة من ليبيا باتجاه أوروبا، كورقة ضغط قوية في علاقاتها مع الدول الأوروبية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وأمنية [27] .
-الاستفادة من ثروات ليبيا النفطية والغازية الكبيرة، والتي تُقدَّر بحوالَيْ 48 مليار برميل من النفط، و53 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي [28] لإبقاء تَبَعيّة الاتحاد الأوروبي لروسيا في موضوع إمدادات الطاقة.
-ضمان الدور الروسي في أي ترتيبات أمنية وعسكرية مستقبلية في ليبيا، يُضاف إلى ذلك الفرصة الكبيرة التي يمكن أن تُحصّلها روسيا من خلال عقود بيع السلاح والمُعَدّات العسكرية الروسية التي تحتاجها الأطراف المتحاربة في ليبيا في صراعها وحتى في مرحلة ما بعد الصراع [29] .
وبالتالي فإنّ تعزيز الحضور الروسي في ليبيا يأتي في إطار المقاربة الروسية الأوسع ضِمن إستراتيجيتها الهادفة إلى النفاذ إلى البحر المتوسط، وتعزيز حضورها في المنطقة "الأورومتوسطية"، لتأمين مصالحها الإستراتيجية في المتوسط وإفريقيا، ودعم النموذج الروسي في المنطقة، ومحاولة إعادة تموضع روسيا على أنّها قوة دولية.
رابعاً: تحديات النفوذ الروسي ومعوِّقاته في البحر المتوسط
مع ما سبق ذكره، يمكن القول إنّه وعلى الرغم من أنّ روسيا جعلت نفسها لاعباً لا غنَى عنه في الجغرافيا السياسية لمنطقة المتوسط بامتلاكها العديد من نقاط القوة والأدوات الدبلوماسية غير التقليدية، وعلى الرغم من أن إستراتيجيتها الإقليمية تُؤتي ثمارها حالياً، إلا أنّ نفوذها لا يزال يواجه العديد من التحديات التي تتنوع بين ما هو داخلي وخارجي، وبالتالي فإن إستراتيجيتها لا تزال محفوفة بالقيود والتحديات التي قد تلوح في الأفق على المدى المتوسط والطويل، أهمّها:
1- صعوبة خَلْق الفرص الخاصة بها في المنطقة: فالمقاربة التي تتبناها روسيا في المنطقة تعتمد اعتماداً كبيراً على الفرص السياسية والاقتصادية التي تُخلّفها القوى الأخرى في المنطقة، والتي تُحفّز بشكلٍ كبيرٍ الطلب على مشاركة روسيا [30] ، فعلى سبيل المثال لم يكن التدخُّل الروسي في سورية مصطنعاً في الأساس من قِبل روسيا، بل كان ناجماً بطريقة ما عن ثغرات اجتماعية واقتصادية وسياسية موجودة مسبقاً عملت على تقويض نظام الأسد الحاكم، وأدّت إلى التدخُّل العسكري الروسي لمساندة شريك قديم.
2- غياب القوة الناعمة وضعف الاقتصاد الروسي: الأمر الذي يُشكّل ضغطاً محلياً قد يثير شكوكاً قوية على المدى المتوسط والبعيد حول توافُر الموارد التي يمكن لروسيا استخدامها لتقديم ضمانات للأنشطة الروسية في المنطقة، كما أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا شباط/ فبراير 2022، واستمرار هذه الحرب لفترة أطول، مع تعمُّق المواجهة الروسية الغربيّة والعزلة المرتبطة بها وتوسُّع العقوبات الغربية مع ضعف الاقتصاد الروسي سيُلقي بظلاله على الصناعة الحربية، وخاصة في عملية تجديد الأسطول البحري القديم، وسيحول دون لحاق روسيا بالولايات المتحدة والصين الصاعدة في المتوسط [31] .
3- الأدوات الاقتصادية التي تلجأ إليها روسيا للتغلغل في المنطقة محدودة جداً ، إلى جانب تعدُّد المنافسين لها في المنطقة، الأمر الذي يخلق العديد من المشاكل لدورها من قِبل هؤلاء المنافسين الذين تتقدمهم الولايات المتحدة والصين التي باتت تُمثل شريكاً اقتصادياً نافعاً للعديد من دول المنطقة؛ لكونها أكثر المستهلكين للنفط ولرغبتها في الاستثمار في المنطقة على عكس روسيا التي تركّز على السياسة أكثر من الاقتصاد مما يعني ضعف قدرتها التنافسية [32] .
4- معاناة روسيا من عدم الاستقرار في محيطها الإقليمي ، والناتجة عن سياستها مع الجوار، خاصة بعد ضمّ شِبه جزيرة القرم وغزوها لأوكرانيا، بالإضافة إلى أزمة القوقاز، الأمر الذي يدفعها لتفضيل تثبيت وجودها في محيطها القريب لدَرْء هذه المخاطر عن التوسُّع أكثر في مناطق أكثر بُعداً [33] .
الخاتمة:
بناءً على ما سبق، يمكن القول إنّ الإستراتيجية الروسية في المتوسط تقوم على مقاربة تعتمد على الموارد والفرص، وتسعى لتحقيق العديد من الامتيازات مع تقليل امتيازات منافسيها المحتملين، وحتى الآن، يبدو أن هذه الإستراتيجية ناجحة، فمن ينظر إلى واقع التجربة الروسية في المتوسط، يرى أن جزءاً مهمّاً من الأهداف الأساسية التي وضعتها روسيا لاستعادة نفوذها في المتوسط قد تحقّقت، وهي في مجملها التواجد في هذه الجغرافيا الإستراتيجية للمنطقة، لا سيما في ضوء نظر العديد من الدول في المنطقة إلى روسيا باعتبارها قوة ذات نفوذ متزايد ومنافسة للقوة الأمريكية، ومع ذلك فإنّ هذه الإستراتيجية لا تخلو من تحديات ومخاطر أهمّها معاناة الاقتصاد الروسي في ظل العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة عليه، وخصوصاً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي قد يَحدّ كثيراً من التحرُّكات الروسية الخارجية على اعتبار أن لديها أولويات اقتصادية محلية عديدة، مما قد يجعلها على المديَيْنِ المتوسط والطويل تواجه صعوبات في الحفاظ على مستوى انخراطها الحالي وتحقيق طموحاتها الجيوسياسية في المنطقة، لذلك يمكن القول إنّه في ظل الديناميات الحالية في منطقة المتوسط والتطوُّرات السياسية والاقتصادية المستقبلية قد تتغير الأوضاع والمصالح باتجاهٍ لا يمكن لأحد أن يتكهَّن به، لكن إذا ما أرادت روسيا أن تحافظ على نفوذها الجيوسياسي في المنطقة، وأن تزيد تغلغلها أكثر لتتفوّق على مختلف القُوى العالمية الأخرى، يجب أولاً أن تحافظ على علاقات وثيقة مع الدول الرئيسية في المنطقة، وأن تعمل في الوقت نفسه على تعزيز العلاقات العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية معها، وأن تكون مستعدة للاستثمار في الموارد العسكرية والاقتصادية والسياسية بدرجة أكبر، وفي التحوُّلات الجيوستراتيجية لقلب الموازين في الاتجاه الذي تُخطِّط له.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)
الهوامش:
[1] هالفورد ماكيندر (1861- 1947)، عالم جغرافيا وسياسة بريطاني، تُعَدّ نظرية قلب العالم التي جاء بها في مقال له تحت عنوان "محور الارتكاز الجغرافي في تعاليم التاريخ" أول نظرية عامة في الإستراتيجية العامة والقوى العالمية، للمزيد انظر: نورا عبه جي، نظرية قلب العالم، الموسوعة السياسية، 13 أيار/ مايو 2019، الرابط .
[2] كاظم سبيخي، الأهمية الجيوستراتيجية للبحر المتوسط دراسة في الجغرافيا السياسية، مجلة أبحاث ميسان، 2008، العدد 12، ص195.
[3] سفيان طبوش، التحديات الأمنية في المتوسط مقاربة جيوحضارية، مركز المتوسط للدراسات الإستراتيجية، 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، الرابط .
[4] US DEPARTMENT of the Interior, "Levant basin holds 122 trillion cubic feet of natural gas," U.S. Geological Survey Fact Sheet 2010–3014, March 2010-April 10, 2010.
[5] أحمد كاتب، خلفيات الشراكة الأوروبية المتوسطية، ابن النديم للنشر والتوزيع، 2013، الجزائر، ص43.
[6] صحبت كاربوز، موارد الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط: التحديات والفرص، دار الفضاء للنشر والتوزيع، عمان، 2013، ص 214.
[7] تيم دان وميليا كوركي وستيف سميث، نظريات العلاقات الدولية التخصص والتنوع، ترجمة ديما الخضراء، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات 2016، بيروت، ص171.
[8] نيكولاس سبيكمان (1893-1943م)، عالم سياسي هولندي أمريكي اشتهر بنظريته حول الريملاند أو الحافة التي تُدار بها السياسة الدولية العالمية، للمزيد، انظر: المدرسة الأمريكية: نظرية سيادة القوة البحرية، جامعة محمد لمين دباغين سطيف، 12 شباط/ فبراير 2010، الرابط .
[9] المدرسة الأمريكية: نظرية سيادة القوة البحرية، جامعة محمد لمين دباغين سطيف، 12 شباط/ فبراير 2010، الرابط .
[10] ألكسندر دوغين: صاحب كتاب أسس الجيوبولوتيكية، والذي تضمن جوهر رؤيته الجيوبولوتيكية والمتمثلة في ضرورة التكامل الأوراسي، والذي لن يتحقق إلا باستعادة الإمبراطورية كمهمة روسية، للمزيد انظر أمينة مصطفى دلة، المخيلة الجيوبولوتيكية الروسية والفضاء الأوراسي.
[11] ألكسندر دوغين، القوة الأوراسية والبحار الدافئة والباردة، مركز كاتيهون 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، الرابط .
[12] باعتبار أن البحر الأسود هو بحر شبه مغلق، بوابته الوحيدة نحو طرق المواصلات البحرية العالمية هو البحر المتوسط، عبر مضيق البوسفور وبحر مرمرة.
[13] عبد الجليل المرهون، البعد المتوسطي للأزمة السورية، موقع الجزيرة، 24 أيلول/ سبتمبر2015، الرابط .
[14] Ruslan Mamedov, Russia: Towards a Balance of Interests in the Eastern Mediterranean, RIAC, 06 August 2021, link .
[15] أنيس العرقوبي، روسيا والبحر الأبيض المتوسط فك العزلة واستعادة المجد، موقع نون بوست، 23 كانون الأول/ ديسمبر 2021، الرابط .
[16] تقوم العقيدة البحرية الروسية في المتوسط على ركيزتين أساسيتين هما: أولاً تعزيز أسطولها البحري ونشره وضمان وجوده الدائم في شرق المتوسط، وتخصيص جزء من برنامج التحديث العسكري للقوات البحرية في حوض المتوسط لتعزيز الردع تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، للمزيد انظر: سامي السلامي، الإستراتيجية الروسية في شرق المتوسط، مجلة السياسة الدولية، مؤسسة الأهرام، القاهرة، العدد 213، حزيران/ يوليو 2018، ص 108.
[17] تحتل روسيا المرتبة الأولى عالمياً باحتياطات الغاز الطبيعي والتي تبلغ 43,9 تريليون متر مكعب وفقاً لتقديرات عام 2023، للمزيد انظر: فيلينا تشاكاروفا، احتياطات النفط والغاز في روسيا كبيرة ظاهرياً، ترجمة نوار صبح، موقع الطاقة، 20 نيسان/ إبريل 2024، الرابط .
[18] تُعَدّ الطاقة أداة جيوسياسية وأحد أصول القوة الناعمة التي تستخدمها روسيا للحفاظ على مجال نفوذها في العالم، كما تستخدم أنابيب نقل الغاز كسلاح سياسي ضد الأطراف الأخرى، للمزيد انظر: سوزي رشاد، أمن الطاقة ومحاولات روسيا لفرض النفوذ الدولي، مجلة السياسة والاقتصاد، العدد 13، المجلد 14، يناير 2022، ص13.
[19] نورهان الشيخ، إستراتيجية الأمن القومي الروسي: قراءة تحليلية، مجلة دراسات، مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة، العدد1، مجلد 5، 2018، ص54.
[20] أنيس العرقوبي، روسيا والبحر الأبيض المتوسط فك العزلة واستعادة المجد، موقع نون بوست، 23 كانون الأول/ ديسمبر 2021، الرابط .
[21] خطار أبو دياب، الأبعاد الجيوسياسية لصراعات الطاقة والنفوذ في شرق المتوسط، موقع أولاً، 18 حزيران/ يونيو 2020، الرابط .
[22] تُعَدّ هذه القاعدة منطقة انتشار روسيا الوحيد في البحر المتوسط وتديرها قوة مهام البحر المتوسط، نشرت روسيا فيها منظومة صواريخ إس 300، ومن خلال هذه القاعدة تستطيع روسيا رصد نشاطات قوات حلف الناتو، للمزيد انظر: الوجود العسكري الروسي بسورية أسبابه وأهدافه وأماكنه، موقع الجزيرة، 25 حزيران/ يونيو 2024، الرابط .
[23] تقع هذه القاعدة في مدينة اللاذقية المطلة على البحر المتوسط، تبلغ مساحتها 1.6 مليون متر مربع، تحتوي على مجموعة من الطائرات الحربية وطائرات التجسس والطائرات المسيرة والمروحيات إلى جانب منظومة صواريخ إس 400، ومركز استخبارات وقوات برية تتبع الجيش الرابع الروسي، للمزيد انظر: الوجود العسكري الروسي بسورية أسبابه وأهدافه وأماكنه، موقع الجزيرة، 25 حزيران/ يونيو 2024، الرابط .
[24] ظاهر عبد الزهرة البيعي، ثناء إبراهيم الشمري، الموقع الجغرافي الروسي وجيوبوليتيکية قاعدة طرطوس، مجلة البصرة للعلوم الإنسانية ، العدد 6، المجلد 42، 2017، ص288.
[25]- محمد سليمان الزواوي، بحر النار: تصاعُد محفزات الصراع شرق المتوسط، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، 2015، ص 147.
[26] رحاب الزيادي وآخرون، التأثيرات الجيوسياسية: الغاز والشرق الأوسط في الأزمة الأوكرانية، المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، 20 شباط/ فبراير 2022، الرابط .
[27] ديميتري بريجع، دور روسيا في ليبيا، مركز الدراسات العربية الأوراسية، 29 أيار/ مايو 2024، الرابط .
[28] Robert Unlacke, Libya Could Be Putin's Trump Card, foreign policy site,8 July 2022, link .
[29] أولويات موسكو: فهم السياسة الروسية تجاه الصراع الليبي، المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 1 سبتمبر/ أيلول 2020، الرابط .
[30] بيكا واسر، حدود الإستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط، مؤسسة راند، تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، الرابط .
[31] غالب دالاي، كيف تنعكس حرب أوكرانيا على نفوذ موسكو في الشرق الأوسط، مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، 20 أيلول/ سبتمبر 2023، الرابط .
[32] آسية بلخير، التواجد العسكري الأجنبي في حوض المتوسط، مركز المتوسط للدراسات الإستراتيجية، 14 كانون الأول/ ديسمبر 2023، الرابط .
[33] أنيس العرقوبي، روسيا والبحر الأبيض المتوسط فكّ العزلة واستعادة المجد، موقع نون بوست، 23 كانون الأول/ ديسمبر 2021، الرابط .