الانتخابات الأمريكية القادمة وتأثيرها على السياسة الخارجية الأمريكية
2023-12-05915 مشاهدة
أقام مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية ندوة حوارية عَبْر تطبيق "زووم"، ناقش فيها مآلات الانتخابات الأمريكية المقبلة وتأثيرها على السياسة الخارجية الأمريكية.
واستضاف المركز في ندوته رئيس منظمة "مواطنون من أجل أمريكا آمنة" الدكتور محمد بكر غبيس، والباحث في الشأن الأمريكي أ. عبد الرحمن السراج، والباحث ومدير البرنامج السوري في المجلس الأطلنطي أ. قتيبة الإدلبي، وأدار الحوار مدير وحدة الدراسات في مركز أبعاد الدكتور محمد سالم.
ورأى أ. عبد الرحمن السراج أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ذات تأثير جوهري على السياسة الخارجية في بعض الملفات في ظل وجود قضايا خلافية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني، لم يتوقع السراج أن يكون هناك خلاف كبير بين سياسة الحزب الجمهوري والديمقراطي على مدى دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها على غزة.
وذكّر السراج بخطابات الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الواعدة، والتي لم تجد طريقها للتنفيذ، حيث لم يتم حينها اتخاذ خُطوات جدية لتفعيل عملية السلام.
وأوضح السراج أن هناك محدِّدات لتقوم عليها أي إدارة أمريكية بغض النظر عن المرشح الرئاسي مضيفاً أن وعود السياسة الخارجية الأمريكية مختلفة عن القيود التي تفرض نفسها على السياسة.
وبيّن في ضوء حديثه أن التوجهات العالمية، مثل قضايا المناخ وتحدي الصين، لا تستطيع أي إدارة تجاوزها، وكان هناك توجُّه مستمر منذ عهد أوباما لتخفيف الأعباء في الشرق الأوسط والتحول إلى آسيا، لكن حرب غزة الأخيرة ربما تؤثر على مثل هذا التوجه.
كما لفت السراج إلى أن هناك تغيُّراً واضحاً في صفوف الحزب الجمهوري منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، حيث ترافق ذلك مع نمو شريحة اليمين المتطرف.
من جانب آخر، يرى قتيبة الإدلبي أن أبرز التحديات لأي إدارة أمريكية تتمثل في الانسحاب العسكري من منطقة الشرق الأوسط، ولا خلاف جذري على موضوع الانسحاب من سورية.
وعلق الإدلبي على احتمالية الانسحاب الأمريكي قائلاً: بشكل سنوي يتم تحديث خطط الانسحاب الأمريكي من سورية، وهي مسألة وقت، وانسحابها من سورية ورقة تزيد حظوظها في مشاريع اليسار الديمقراطي.
وبحسب الإدلبي فإن هناك توافُقاً بين قيادات الحزب الديمقراطي والجمهوري السياسية على عدم ضرورة وجود عسكري أمريكي في سورية؛ لأن ذلك يضعها في موقف يعرضها للخطر من إيران أكثر من الرد عليها.
وفي السياق نفسه لفت الإدلبي إلى أن إدارة ملفات الشرق الأوسط ثانوية بالنسبة للجمهوريين والديمقراطيين، وسيكون للتوجه الشخصي لمن سيدير هذه الملفات في منطقة الشرق الأوسط أثر كبير.
وعن مؤثِّرات الملفات الإقليمية في مواجهة الصين، ذهب الإدلبي في حديثه إلى محدودية خيارات الولايات المتحدة في مواجهة الروس والصينيين معاً، فعلى الرغم من أن مساعدة الهند على توسيع نفوذها في آسيا أو الشرق الأوسط ينافس الصين، إلا أنه ربما يعزز النفوذ الروسي لوجود تعاون بين الهند وروسيا.
حيث إن المعادلة الإستراتيجية للولايات المتحدة هي أنها تحاول من جهة إضعاف الصين، ومن جهة أخرى تُقوِّي الهند، وبالتالي يُقوِّي ذلك روسيا التي تعتبر الهند البوابة الخلفية لها ومدخلها للسوق العالمية.
ومن جهة أخرى يعتقد محمد بكر غبيس أن العوامل الأكثر تأثيراً في نتائج الانتخابات الأمريكية هي العوامل الداخلية، وليست السياسة الخارجية للمرشح، مؤكداً على أن ترامب نجح بشكل نسبي في خطاب الناخب الأمريكي على الصعيد الداخلي بما يمسّ القضايا التي تخصّ المواطن، مثل الحفاظ على أهمية العائلة والهُوِيّة الأمريكية والوضع الاقتصادي في البلاد.
وأشار غبيس إلى أن محدِّدات السياسة الخارجية لأمريكا ثابتة تقريباً في منطقة الشرق الأوسط.