الرسائل الإيرانية من إبراز فصيل عسكري يحمل اسم "بلاد الحرمين"
2024-10-31404 مشاهدة
تداولت وسائل الإعلام في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 بياناً منسوباً إلى فصيل يُسمَّى "المقاومة الإسلامية في بلاد الحرمين"، يتبنى الهجومَ بطائرة مسيّرة على مواقع إسرائيلية في منطقة الجولان بطائرة مسيّرة، وأكد التنظيم الجديد في إعلانه أن الهجوم هدفه مناصرة "المقاومة في فلسطين وغزة".
تشير المعلومات إلى أن فصائل تابعة للحشد الشعبي العراقي المدعوم من إيران هي مَن نفذت الهجوم، لكن يبدو أن طهران أرادت إبراز الاسم "المقاومة الإسلامية في بلاد الحرمين"، على الرغم من أن الفصيل المتمركز في العراق ويحمل هذا الاسم لا يتعدى عدد مقاتليه المنحدرين من عدة دول خليجية العشرات فقط، ولا يمتلك التسليح والقدرات الكافية للقيام بدور عسكري في التصعيد الحالي.
تحتاج إيران في هذا الوقت إلى إظهار ما يشبه إجماع الدول العربية والإسلامية على مواجهة إسرائيل، وبالتالي يبدو أنها تعمّدت إقحام اسم "الحرمين" لما له من رمزية إسلامية بدرجة أولى، وعربية بدرجة ثانية.
الخُطوة أتت بعد فترة قصيرة من جولة أجراها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية لإقناعها باتخاذ مواقف أقرب لطهران في المواجهة الحالية، لكن مؤشرات ما بعد الزيارة دلّت على عدم نجاح جهود عراقجي، وبالتالي تحاول طهران إرسال رسالة إلى دول الخليج العربي حول قدرتها على توظيف جزء من مواطنيها ضِمن السياسات الإيرانية.
على الأرجح فإن الإعلان الرسمي عن نشاط هذا الفصيل سيؤدي إلى زيادة الهواجس الأمنية لدى دول الخليج العربي من دعم طهران لتحرُّكات داخل هذه الدول، وهذه رسالة قد تكون مقصودة بحدّ ذاتها من الجانب الإيراني الذي يتخوّف من أيّ تنسيق أو تعاوُن بين دول المنطقة وإسرائيل أو الولايات المتحدة ضد المصالح الإيرانية.
من الواضح أن الإعلان عن الفصيل الجديد مرتبط باعتبارات دعائية وسياسية، وفي المرحلة الراهنة لا يبدو أنه مؤثر في المعادلة العسكرية، لكنه يشير إلى انفتاح إيران على استخدام هذه الورقة عند الحاجة.