خطوات سياسية مع تقدُّم الجيش السوداني في الخرطوم

خطوات سياسية مع تقدُّم الجيش السوداني في الخرطوم

2025-02-24
56 مشاهدة

أعلنت وزارة الخارجية في السودان يوم 9 شباط/ فبراير 2025 خارطة طريق لمرحلة ما بعد الحرب في البلاد، بعد عقد مشاورات مكثفة لقوى سياسية ومجتمعية مؤيِّدة لمجلس السيادة السوداني في بورتسودان.  

تتضمن خراطة الطريق 5 مراحل رئيسية هي: إطلاق الحوار الوطني، وتشكيل الحكومة، وإجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية، وإلقاء السلاح، ورفع الحصار المفروض على الجيش في الفاشر.  

على الطرف المقابل، تسعى قوى سياسية أخرى مؤيدة لقوات الدعم السريع إلى تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الأخيرة، وأعلنت في 18 شباط/ فبراير 2025 أنها تعمل على تطوير وثيقة إعلان سياسي، ودستور مؤقت.  

التحرُّكات السابقة والمتضادة في مخرجاتها هي عبارة عن شكل آخر من أشكال الصراع بين قوات الدعم السريع ومجلس السيادة الانتقالي الذي يقود الجيش السوداني، حيث يلجأ كل طرف إلى امتلاك أداة ضغط سياسية ومجتمعية في البيئات الحاضنة لقواته وعناصره، وهو مشهد لتقاسُم نفوذ الشرعية الشعبية بناء على خارطة السيطرة العسكرية.  

جاءت خريطة الطريق التي أعلنها مجلس السيادة الانتقالي بعد تقدُّم الجيش السوداني المهم في الخرطوم، حيث أصبحت قوات الدعم السريع في موقف أصعب ميدانياً، وستعمل القوات لتقليل حجم الخسارة على تحصين المناطق التي تسيطر عليها خصوصاً في دارفور، عن طريق الحصول على الاعتراف السياسي هناك.  

رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان يرفض حتى الآن سيناريو تقاسم النفوذ أو توزيع مناطق الحكم بناء على الواقع العسكري في الميدان، ويسعى إلى توسيع قاعدة المشاركة السياسية معه من خلال قوى كانت تميل إلى تأييد قوات الدعم السريع أو كانت محايدة، على سبيل المثال جزء من تيار تقدُّم وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، وهذا يهدف إلى تقويض جهود قوات الدعم السريع لتشكيل غطاء سياسي والحصول على الشرعية.  

بات من المستبعَد تشكيل حكومة موازية أخرى على أرض السودان بعد تقدُّم الجيش في الخرطوم،  و لا يوجد أي تحرُّك دولي أو إقليمي جادّ يدعم منح الشرعية السياسية أو الاعتراف لقوات الدعم السريع في حكم المناطق التي تسيطر عليها.  

أيضاً، فإن تحرُّكات مجلس السيادة الانتقالي مؤخراً لا تعني أن الأمور قريبة الحسم لصالحه؛ لأن ما يسعى لتحقيقه يواجه عدة تحديات متعلقة بمصالح الأطراف الداخلية المؤثرة التي لا تزال تدعم قوات الدعم السريع، مثل المنشقين عن تيار تقدُّم، وشخصيات محسوبة على التيار الإسلامي، وبالتالي فإن مسارات استمرار الحرب لتغيير موازين القوى ما تزال قائمة.