دبلوماسية الأمن: آفاق الوجود العسكري البريطاني في إفريقيا

دبلوماسية الأمن: آفاق الوجود العسكري البريطاني في إفريقيا

2024-09-06
181 مشاهدة
Download PDF


ملخَّص  

تحتفظ بريطانيا بعلاقات تعاونية جيدة مع كثير من الدول الإفريقية، وتُوظِّف حضورها العسكري في إفريقيا من أجل تعزيز نفوذها في القارة، عَبْر تقديم عدّة خدمات في مقدِّمتها خدمات الأمن، فيما يمكن أن يُطلَق عليه "دبلوماسية الأمن"، فضلاً عن تقديم خدمات اقتصادية واجتماعية، وهو ما جعل نهجها العسكري تجاه إفريقيا أكثر شمولاً وتوازُناً وتوافُقاً مع التطلُّعات الإفريقية النخبوية والشعبية.  

ولا يعتمد البريطانيون في توظيف حضورهم العسكري على الكمّ والكثافة، بقدر ما يعتمدون على التنوع والفعالية، وليس أدلّ على ذلك من محدودية الانتشار الجغرافي للقوات البريطانية في القارة.  

وعلى الرغم من التغييرات الجارية في البيئة الدولية، والبيئة البريطانية، والبيئة الإفريقية، إلا أن المؤشرات الأولية، تنبئ بأن حكومة حزب العمال البريطانية الجديدة، سوف تستمر في تبني نهج التوظيف الحَذِر، للحضور العسكري البريطاني في إفريقيا، وأنها لن تُحْدِث تغييرات جوهرية، في انتشار القوات البريطانية في القارة أو كثافتها، وأن التغيير سوف يقتصر على التوسع في مجالات التعاون، وزيادة فعالية المهام التي يقوم بها الجيش البريطاني في إفريقيا، والعمل على تحقيق أكبر قدر من أهدافها.  

مقدِّمة  

استعمرت بريطانيا يوماً ما زُهاء رُبْع الكرة الأرضية، لدرجة أن الشمس لم تكد تغيب عن مستعمراتها، وكان لإفريقيا النصيب الأكبر من هذا الاستعمار، ومع انتشار موجات التحرُّر الوطني، وتزايُد كلفة الاستعمار التقليدي، غيرت بريطانيا إستراتيجيتها إلى التحوُّل نحو الاستعمار غير التقليدي عَبْر أدوات أخرى بخلاف الوجود العسكري والإداري، فقد عمدت كغيرها من المستعمرين الغربيين إلى نسج شبكة قوية واسعة النطاق من الهيمنة الاقتصادية والسياسية والثقافية على مستعمراتها.  

من الملاحَظ أن النهج البريطاني يختلف عما انتهجه غالبية المستعمرين الغربيين، وبخاصة فيما يتعلق بتوظيف الوجود العسكري لخدمة الأهداف العامة والغايات الكبرى، وفي مقدِّمتها تعزيز النفوذ البريطاني في القارة.  

على الرغم من كثرة مهامّ وعمليات التعاون بين الجيشِ الملكيِّ البريطانيِّ وعددٍ كبيرٍ من الدول الإفريقية، إلا أنه لا يحتفظ بوجود دائم في أيّ منها باستثناء كينيا، بالإضافة إلى تمركز محدود شِبه دائم في الصومال وجيبوتي، ووجود عملياتي (مهام مجدولة) في عدة دول أخرى.  

 ويتخذ التعاون بين القوات البريطانية والجيوش الوطنية في إفريقيا أبعاداً متنوعة، يأتي البُعد العسكري في مقدّمتها بطبيعة الحال، يليه الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما عزز من قبول الوجود العسكري البريطاني في إفريقيا نخبوياً وجماهيرياً.  

في ظل ما يشهده النظام العالمي من تفاعُلات حادّة وما قد ينتج عن هذه التفاعُلات، من تغيُّرات في بِنْية النظام الدولي وموازين القوة فيه، وما تشهده الساحة الإفريقية من تنافُس محموم وتغيُّرات جذرية، وعلى الرغم من ثبات النهج العسكري البريطاني في إفريقيا دون تغيير جوهري لفترة طويلة مضت، تثور تساؤُلات منطقية حول مستقبل الحضور العسكري البريطاني في إفريقيا، وللإجابة عن هذا التساؤُل الرئيسي تعالج هذه الدراسة الحضور العسكري البريطاني في إفريقيا عَبْر المحاور التالية:  

أولاً: خارطة الوجود العسكري البريطاني في إفريقيا  

لا يعتمد البريطانيون في توظيف أدواتهم العسكرية الهادفة إلى تعزيز نفوذهم في إفريقيا على الكمّ والكثافة بقدر ما يعتمدون على التنوُّع والفعالية، ويَظهر هذا النهج جلياً بمجرد استعراض خارطة الوجود العسكري البريطاني في القارة، والتي تكشف عن أن الوجود العسكري البريطاني في إفريقيا يتخذ أشكالاً ثلاثة:  

الوجود الدائم  

يتواجد الجيش البريطاني بصفة دائمة في حالة وحيدة هي كينيا، حيث يحتفظ بقاعدة عسكرية تعرف باسم "باتوك" Batuk، في معسكر "نياتي" Nyati في مدينة "نانيوكي" Nanyuki، في مقاطعة "لايكيبيا" Laikipia  الكينية، وهي المركز الرئيسي للقوات البريطانية في كينيا، والتي يمكنها استخدام قاعدة "لايكيبيا" الجوية القريبة من معسكر "نياتي"، كما يمكنها العمل في 5 مواقع أخرى إضافية، فضلاً عن 13 مركزاً للتدريب، أهمها مركز "آرتشرز بوست" Archers Post، الواقع في منطقة "لاريسورو" Laresoro، ومركز "موكوجودو" Mukogodo الواقع في منطقة "دول دول" Dol-Dol، أما في العاصمة نيروبي فيمكن للقوات البريطانية، العمل في معسكر "كيفارو" Kifaru الواقع في ثكنات "كاهاوا" Kahawa، وكذلك في مركز تدريب دعم السلام الدولي في "كارين" Karen  [1] .  

التمركز المحدود شِبه الدائم  

تتمركز قوات عسكرية بريطانية محدودة بصفة شِبه دائمة، في مطار العاصمة الصومالية "مقديشو"، وفي مركز تدريب "بيدوا" Baidoa عاصمة إقليم ولاية جنوب غرب الصومال [2] .  

كما يتمركز عدد محدود من الجنود البريطانيين بصفة شِبه دائمة في قاعدة "ليمونييه" Lemonnier العسكرية الأمريكية، ومقرها في مطار العاصمة "جيبوتي" في جيبوتي [3] .  

الوجود العملياتي المجدول  

باستثناء حالات الدول الثلاث سالفة البيان، تواجدت القوات البريطانية في عدة دول إفريقية، ولا تزال تتواجد في بعض منها، وذلك بصفة مؤقتة لأداء مهامّ مجدولة، ويتخذ هذا الوجود العملياتي أشكالاً ثلاثة:  

يقوم عسكريون تابعون للجيش البريطاني بمهامّ محددة، ضِمن اتفاقيات للتعاون العسكري مع الجيوش الوطنية، فعلى سبيل المثال يتواجد مجموعة من العسكريين البريطانيين، لأداء بعض المهامّ في كل من: مالاوي وسيراليون ونيجيريا.  

ويشارك الجيش البريطاني بقوات ضِمن بعثات حفظ السلام وبنائه، في العديد من الدول الإفريقية، ومن أبرز هذه المشاركات: مشاركة بريطانيا في البعثة الأممية لحفظ السلام في مالي 2020 - 2022، والبعثة الأممية لحفظ السلام في جنوب السودان [4] .  

كما قدم الجيش البريطاني صوراً شتى من الدعم العسكري واللوجستي، لعدد من العمليات التي جرت في بعض الدول الإفريقية، مثل عمليات "برخان" الفرنسية، و"تاكوبا" الأوروبية، في منطقة الساحل، وعملية الاتحاد الإفريقي "أتميس" في الصومال وغيرها [5] .  

ثانياً: أهداف الحضور العسكري البريطاني في إفريقيا  

يُعَدّ الحضور العسكري البريطاني في إفريقيا أحد أهم أدوات السياسة الخارجية البريطانية تجاه القارة، وتستهدف بريطانيا من التركيز على استخدام هذه الأداة عدّة أهداف أهمها:  

تعزيز العلاقات السياسية وكسب ولاءات الأنظمة الإفريقية الحاكمة  

كانت بريطانيا لحقبة طويلة أكثر الدول الأوروبية استعماراً للدول الإفريقية، ومن ثم تسعى إلى الحفاظ على علاقات تعاونية مع مستعمراتها السابقة تعزيزاً لنفوذها في القارة، وفي ظل تنامي الطلب الإفريقي على خدمات الأمن، يبرز دور الحضور العسكري في مدّ جسور التعاون مع الأنظمة الحاكمة الإفريقية، خاصة أن جُلّ هذه الأنظمة تفتقر إلى الاستقرار السياسي، وإلى الشرعية السياسية في بيئتها الوطنية، ومن ثَمّ يمكن كسب ولاءاتها عَبْر تقديم خدمات الأمن، والدعم العسكري بأشكاله المختلفة، ومن هنا يُمكِن تفسير تركيز بريطانيا على توظيف حضورها العسكري في إفريقيا من أجل تعزيز نفوذها في القارة.   

إعادة بناء النفوذ البريطاني على الساحة الدولية  

لا شك في أن بريطانيا تسعى حثيثاً لاستعادة مكانة إمبراطوريتها العظمى في النظام الدولي، إدراكاً منها لجدية التغييرات التي تدور رَحاها من أجل إعادة صياغة نظام دولي جديد وتشكيله، يتخطى الأحادية القطبية التي سادت في أعقاب انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي، وقد بدأت الإرهاصات الأولى لهذه التغييرات في الظهور مطلع الألفية الثالثة مع عودة روسيا إلى ممارسة دورها بصفتها فاعلاً دولياً مؤثراً ، وبزوغ قدرات الصين الفائقة في شتى المجالات، ومن هنا تدرك بريطانيا أهمية توسيع نفوذها وتعزيزه عَبْر حضورها العسكري في إفريقيا، وبخاصة أن القوى الدولية التقليدية والصاعدة والطامحة تُجمع على أن إفريقيا هي قارة المستقبل [6] .  

لقد عبرت وثيقة حكومة "بوريس جونسون" الصادرة عام 2021 الموسومة بـ "بريطانيا العالمية في عصر المنافسة: المراجعة المتكاملة للأمن والدفاع والتنمية والسياسة الخارجية" عن التوجُّهات البريطانية بخصوص إفريقيا حيث جاء بها : "لندن ستعمل بكثافة مع شركاء مهمين في إفريقيا بحلول عام 2030"، كما أشارت الوثيقة إلى أن "المملكة المتحدة دولة أوروبية ذات مصالح عالمية، بصفتها اقتصاداً مفتوحاً ودولة تجارية بحرية تضم جالية كبيرة من المغتربين، وازدهارنا المستقبلي سوف يتعزز من خلال علاقاتها الاقتصادية مع أجزاء ديناميكية من العالم مثل منطقة جنوب شرق آسيا، وإفريقيا، والخليج، وأوروبا" [7] .  

التمركز في المواقع الجيوسياسية لحماية المصالح البريطانية  

تقوم الجيوستراتيجية البريطانية على التمركز العسكري في المواقع الجيوسياسية، التي تُمكنها من حماية مصالحها،  كما يوفر الوجود العسكري في إفريقيا حماية لأهم المصالح الحيوية البريطانية، وأولها حماية مسار التجارة، وبخاصة تلك التي تمر عَبْر باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس، في ظلّ التوتُّرات والمخاطر التي يشهدها ذلك الممرّ الملاحي الأكثر أهمية عالمياً، وثانيها حماية الاستثمارات البريطانية في القارة، فعلى سبيل المثال تعمل بريطانيا على حماية مشروع "تورتو أحميم" Tortue Ahmeyimللغاز الطبيعي المسال على الحدود البحرية الموريتانية السنغالية، الذي تديره شركة "بريتيش بتروليوم" British Petroleum البريطانية، ومشروع خط أنابيب النفط الخام بين النيجر وبنين بطول (1980) كيلومتراً، والذي يربط حوض "أغاديم ريفت"  Agadem Rift    في النيجر، بميناء "بورت سيم"  Port of Seme على ساحل بنين [8] .  

تعزيز العلاقات الاقتصادية "البريطانية-الإفريقية"  

تُعَدّ بريطانيا من أهم الشركاء التجاريين مع الدول الإفريقية، وبخاصة تلك التي خضعت للاستعمار البريطاني، وتسعى بريطانيا  عموماً إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول القارة، وازداد هذا النهج بعد انسحابها عام 2020 من الاتحاد الأوروبي والمجموعة الأوروبية للطاقة الذرية، والمعروف باتفاقية "بريكست" Brexit، حيث تتخذ من العلاقات الاقتصادية وسيلة لتقوية العلاقات الدبلوماسية والسياسية الإفريقية، عَبْر تلبية الطلب الإفريقي المتنامي على خدمات الدفاع والأمن، ويسهم توسيع الحضور العسكري وتنويعه في تحقيق هذا النهج البريطاني [9] .  

ضِمن الإطار السابق انعقدت قمة الاستثمار "البريطانية-الإفريقية" في 20 يناير 2020، والتي أسفرت في حينه عن إبرام عدة صفقات تزيد قيمتها عن 6.5 مليار جنيه إسترليني، مع الاتفاق المبدئي على صفقات كبيرة إضافية، فضلاً عن الاتفاق المبدئي على استثمارات بقيمة 8.9 مليار جنيه إسترليني، وانبثق عن هذه القمة مؤتمران افتراضيان للاستثمار "البريطاني-الإفريقي"، انعقدا في عامَيْ 2021 و2022 على التوالي، ثم انعقدت قمة الاستثمار "البريطانية-الإفريقية" الثانية في 23 إبريل 2024، والتي أكدت على استمرار تنفيذ مخرجات القمة السابقة، وهو ما يكشف عن رغبة بريطانيا في تعزيز علاقاتها الاقتصادية بإفريقيا [10] .  

موازنة النفوذ الروسي والصيني في إفريقيا  

في أعقاب انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي توارَى نفوذه الذي لم يكد يترك دولة في إفريقيا إلا وكان له نصيب منها بصورة أو بأخرى، وخلَا الفضاء الإفريقي للغرب ليفرض عليه هيمنته، ويمد فيه نفوذه، ويُملي عليه شروطه.  

 استمرت هيمنة الغرب على إفريقيا إلى مطلع الألفية الثالثة، حتى بدأت موازين القوى تتغير، وبدأت ملامح جديدة للنظام الدولي في الظهور، فقد استعادت روسيا قدرتها وإرادتها على إحداث تغيير في النظام الدولي أحادي القطبية، وبرزت قوى دولية فاعلة في مقدِّمتها الصين، وقوى إقليمية ناشئة طامحة مثل البرازيل والهند وتركيا وإيران وغيرهم، واتجه كل هؤلاء إلى الفضاء الإفريقي متنافسين، بل ومتصارعين أحياناً على ثروات القارة.  

زاد هذا التنافس المحموم من مخاوف القُوى الغربية على نفوذها في إفريقيا، وحدَا بالبعض منها إلى تغيير إستراتيجياته في التعاطي مع القارة، في ظل ردّ الفعل الإفريقي المرحِّب باتساع هامش المناورة، وظهور توجُّهات نحو تنويع الشراكات الإستراتيجية، لدى كثير من القادة والحُكّام الجُدُد في القارة، وقد أدت هذه التغييرات إلى فقدان بعض الدول الغربية، لقدر لا يستهان به من نفوذها في إفريقيا مثل فرنسا والولايات المتحدة، نظراً لعدم قدرتها على التكيف السريع مع معطيات ومتطلّبات البيئتين الدولية، والإفريقية الجديدتين [11] .  

حَدَت  التفاعُلات المتسارعة في إفريقيا بالدول الغربية إلى إحداث تغييرات في إستراتيجياتها تجاه القارة من أجل مجابهة النفوذ المتنامي للقوى غير الحليفة، وبخاصة روسيا والصين، وتُعَدّ الإستراتيجية البريطانية تجاه إفريقيا من أكثر الإستراتيجيات الغربية شمولاً، وتوافُقاً مع الحاجات والتطلعات الإفريقية، ومن ثَمّ لم تشهد تغييرات جوهرية في العقدين الأخيرين على الأقل، غير أن  نشاطاً ملحوظاً للمؤسسة العسكرية البريطانية، مقروناً بتحرُّكات دبلوماسية نشطة في عدة دول إفريقية، ينبئ عن رغبة بريطانيا في موازَنة النفوذ الروسي والصيني في القارة [12] .  

ثالثاً: إستراتيجية الجيش البريطاني في إفريقيا  

على خلاف النهج الغربي، وبخاصة الفرنسي والأمريكي، تنتهج بريطانيا في إفريقيا إستراتيجية عسكرية متوازنة قوامها عدم التدخل المباشر في شؤون الحكم، والتنوع، والفعالية، وتُؤَمِّن مثل هذه الإستراتيجية ترحيباً نخبوياً وشعبياً نسبياً بالوجود العسكري البريطاني في جُل - إنْ لم يكن كل - الدول الإفريقية، التي استضافت عسكريين بريطانيين، وفيما يلي بيان بأهم سِمَات هذه الإستراتيجية:  

عدم التدخل في شؤون الحكم  

عادةً المستعمر لا ينفكّ عن التدخل في شؤون الحكم في مستعمراته السابقة، لكن المدقق في تاريخ العلاقات البريطانية مع مستعمراتها الإفريقية لن يجد عناءً في الاستدلال على أن بريطانيا بحلول الألفية الثالثة أحجمت بدرجة كبيرة عن التدخل المباشر في شؤون الحكم في جُلّ هذه المستعمرات، وبخاصة بعد استقرار الأوضاع السياسية فيها نسبياً، وهو ما بعث بقدر كبير من الثقة في المواقف البريطانية لدى حُكّام هذه الدول، وساعد كثيراً على تعزيز علاقات دولهم مع بريطانيا، بل إن تبنِّي لندن لسياسة عدم التدخُّل المباشر في شؤون الحكم بات سبباً رئيسياً في إقدام الحُكّام الأفارقة على الاستعانة بالخبرات العسكرية البريطانية، دون أن يثير هذا مخاوفهم من الانقلاب عليهم، أو إثارة صراعات داخلية لتقويض الاستقرار في دولهم، على غرار ما تنسبه كثير من التقارير للعسكرية الفرنسية [13] .  

تنوُّع مجالات التعاون  

يُعَدّ تنوُّع مجالات التعاون الذي يتسم به نشاط العسكرية البريطانية في إفريقيا من أهم سماتها التي ساعدت كثيراً على قبول النُّخَب والجماهير الإفريقية للوجود العسكري البريطاني على أراضيها، وبطبيعة الحال يتصدر التعاون العسكري نشاط العسكرية البريطانية، ويليه التعاون السياسي، ثم التعاون الاقتصادي، فالتعاون المجتمعي الإنساني.  

تعاوُن عسكري متنوّع  

في إطار اتفاقيات للتعاون العسكري تزود بريطانيا عدداً من الجيوش الإفريقية بكميات كبيرة من المعدات والأسلحة والذخائر البريطانية، وعلى الرغم من أنها أكثر تكلفة من نظيرتها الروسية والصينية، إلا أن المنتجات العسكرية البريطانية تلقى رواجاً نسبياً في سوق السلاح الإفريقي نظراً لكفاءتها وجودتها.  

كما يُعَدّ التدريب العسكري من أكثر المهامّ إسناداً للقوات البريطانية، التي تعمل في الدول الإفريقية، حيث قدمت القوات البريطانية مهامَّ تدريبية في 22 دولة إفريقية، انتهى بعضها مثل المهامّ التي اضطلع بها الجيش البريطاني في زيمبابوي وناميبيا ومالي، ولا يزال بعض هذه المهامّ التدريبية يجري على قدم وساق، وبخاصة في كينيا ونيجيريا والصومال وجنوب إفريقيا وسيراليون، فضلاً عن مهامّ التدريب التي تقوم بها القوات البريطانية المشارِكة ضِمن بعثات حفظ السلام الأممية كما في الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وغيرهما [14] .  

ولا يمكن إغفال التعاون الاستخباراتي الذي تقدمه العسكرية البريطانية، والذي أسهم كثيراً في إنجاح جهود ومهامّ بعض الجيوش الوطنية الإفريقية في التصدي للهجمات التي شنتها تنظيمات متطرفة، مثل هجمات " تنظيم الشباب" في الصومال وكينيا، والهجمات التي نفذتها التنظيمات الأخرى في منطقة الساحل، وبخاصة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغيرها [15] .  

دعم الاستقرار السياسي  

تَتَّسِم البيئة السياسية الإفريقية بعدم الاستقرار السياسي، حتى في الدول التي قطعت شوطاً كبيراً نحو تعزيز الديمقراطية مثل: السنغال وجنوب إفريقيا وغانا وبتسوانا وغيرها، نظراً لأن الجماهير أصبحت أكثر وعياً في تقييم شرعية الحكومات، فالشرعية المعتبرة تجاوزت الشرعية الإجرائية، ويمكن القول إن شرعية الأداء الديمقراطي باتت المعيار الأول للحكم على الحكومات، وليس أدلَّ على ذلك من انتفاضات جيل الألفية، التي لا تزال تدور رحاها في كينيا وأوغندا ونيجيريا [16] .  

أيضاً، اختلال العلاقات المدنية العسكرية الذي يسود في جُلّ الدول الإفريقية أدى لحدوث موجة من التغييرات غير الدستورية للسلطة (الانقلابات العسكرية) في كثير من الدول الإفريقية، وبخاصة غرب إفريقيا، ومن هنا تتأكد أهمية تحقيق الاستقرار السياسي، ويتأكد أنه لا سبيل إليه إلا أمن ورفاه الشعوب، وهو ما فطنت إليه غالبية النظم الإفريقية الحاكمة، وبات أول أهدافها وأهمها.  

تسهم الخدمات الأمنية التي تقدمها القوات البريطانية العاملة في إفريقيا في تحقيق الاستقرار السياسي لدرجة جيدة؛ لأن نجاح هذه الخدمات -وبخاصة في مجال مكافحة أنشطة الجماعات الإرهابية- بات هدفاً تسعى إليه كل الأنظمة التي تشهد بلدانها مثل هذه الأنشطة التخريبية، فنجاحها في تحقيق هذا الهدف يُعزّز من شرعيَّتها السياسية، ويمنحها قدراً كبيراً من التأييد الجماهيري والنخبوي [17] .  

دعم التنمية الاقتصادية  

تقف الجريمة المنظَّمة حَجَر عَثْرة في طريق تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، فهي -على الرغم من بعض التأثيرات الاقتصادية الإيجابية لها- قصيرة المدى على حياة بعض الأفراد (الاقتصاد الجزئي)، إلا أن لها تأثيرات سلبية بالغة الخطورة على المدى الطويل فيما يتعلق بالاقتصاد الكلي للدولة.  

وتُعَدّ البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الإفريقية من أكثر البيئات الحاضنة لشتى أشكال الجريمة المنظَّمة، نظراً لرخاوة يد الدولة وعدم قدرتها على بسط سلطانها ورقابتها على كامل ترابها الوطني وحدودها مع دول الجوار، فضلاً عن استشراء الفساد السياسي والحكومي، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وغير ذلك من الآفات المجتمعية التي تسهل عمل شبكات الجريمة المنظَّمة، وتفيد التقارير بأن منطقة الساحل وغرب إفريقيا من أكثر المناطق الإفريقية التي تشهد نشاطاً مكثَّفاً متنامياً  لأنشطة الجريمة المنظمة، وبخاصة المتصلة بتهريب الموارد الطبيعية، التي تزخر بها دول هذه المنطقة، مثل المعادن الثمينة سواء الذهب أو الألماس أو غيرها، وعناصر الحياة البرية مثل الحيوانات النادرة التي تتوفَّر عليها الغابات الإفريقية، والأخشاب عالية القيمة مثل خشب الورد، الذي تُزرع أشجاره بوفرة في غابات عدة دول إفريقية [18] .  

ومن هنا تأتي أهمية الخدمات التدريبية في مجال مكافحة جرائم الحياة البرية، التي يقدمها عناصر من قوات الجيش البريطاني في عدة دول إفريقية تنتشر فيها هذه النوعية من الجرائم، حيث تسهم هذه التدريبات في رفع كفاءة أجهزة مكافحة جرائم الحياة البرية الوطنية، وهو ما يدعم في النهاية الاقتصاد الكلي للدولة [19] .  

تعزيز قطاع مواجهة الأزمات والكوارث  

نظراً لاتِّساع الحيِّز الجغرافي لإفريقيا، يتنوع مناخ إفريقيا على نطاق واسع بين الاستوائي، والمداري الجاف، والمداري المطير، والمداري الموسمي، وشِبه الصحراوي (شِبه القاحل)، والصحراوي (فوق القاحل والقاحل)، والمحيطي، ونظراً لحدّة تسارُع حدوث التغيُّرات المناخية في إفريقيا انتشرت ظاهرة الكوارث الطبيعية، وأخطرها: الجفاف، والفيضانات، وحرائق الغابات، والأعاصير، وأدت إلى حدوث خسائر بالغة في الأرواح والممتلكات.  

على سبيل المثال بحسب منظمة الأرصاد العالمية، شكلت الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية في إفريقيا بين عامَيْ 1970 و2021 حوالَيْ 35% من مجمل الوفيات في القارة، خاصة أن حوالَيْ 40% فقط من السكان لا تُتاح لهم فرص الحصول على الإنذار المبكر، وهو أدنى معدل في العالم [20] .  

ومن هنا يُعَدّ التدريب على الخدمات الإنسانية في مجال مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعة من أهمّ الخدمات التي تقدمها عناصر متخصصة من الجيش البريطاني، ذلك بأن هذه التدريبات تسهم كثيراً في تطوير مؤسسات مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية، ورفع كفاءة عناصرها البشرية، فضلاً عن إمدادها بأحدث المُعَدّات والأدوات والأجهزة، وأحدث أساليب وطرق الإنذار المبكر [21] .  

فعالية المهامّ وتحقيق أهدافها  

على الرغم من جسامة التحديات، تُعَدّ العسكرية البريطانية من أكثر القوات الأجنبية تحقيقاً لأهدافها، فها هي القوات الفرنسية أخفقت في تحقيق أيّ نتائج تُذكر في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، ما ترتب عليه فقدان فرنسا لجانب كبير من نفوذها وحضورها في هذه المنطقة، وها هي القوات الأمريكية أخفقت سابقاً في التصدي لحركة الشباب الصومالية، لدرجة أنها انسحبت من الساحة الصومالية، ثم عادت إليها مؤخراً مع تحقيق بعض النجاحات بالتعاون مع الاستخبارات البريطانية، وبالاشتراك مع القوات العشائرية المحلية الصومالية، إلا أن هذه النجاحات لا تزال دون مستوى الطموحات [22] .  

أما القوات البريطانية، وإنْ كانت نتائجها متواضعة هي الأخرى، إلا أنها نجحت في تحقيق قدر لا بأس به من أهداف مهامها في إفريقيا، وبخاصة في مجال الاستخبارات، فقد سبق أن حذرت من هجمات إرهابية محتملة على شواطئ كينيا عام 2014، وهو ما ساعد على إجلاء المصطافين قبل التفجير [23] ، وفي مجال التدريب العسكري أسهمت في رفع الكفاءة القتالية للمتدربين من الجيش الصومالي [24] ، وفي مجال مكافحة التعدي على الحياة البرية أسهمت في إنقاذ المئات من الحيوانات النادرة من عمليات الصيد غير المشروعة، أما في مجال مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية، فقد أسهمت جهود العسكرية البريطانية، في رفع كفاءة فِرَق مواجهة الأزمات والكوارث في عدة دول إفريقية [25] .  

رابعاً: مستقبل الوجود العسكري البريطاني في إفريقيا  

في إطار استشراف مستقبل الوجود العسكري البريطاني في إفريقيا، لا بُدّ من وضع تأثير المتغيرات التي تفرضها بيئة النظام الدولي، والبيئة السياسية البريطانية، والبيئة المحلية الإفريقية في الاعتبار، نظراً لأن أياً من هذه المتغيرات يمكنه التأثير على سياسات بريطانيا العسكرية في إفريقيا.  

فأمّا عن بيئة النظام الدولي، فثَمّة حرب نفوذ بين القُوى الدولية التقليدية، والقُوى الدولية الصاعدة، والقُوى الإقليمية الطامحة، تدور رحاها في الفضاء الإفريقي، وقد بات جلياً أن الحضور العسكري أصبح أحد أهم أدوات تعزيز النفوذ في إفريقيا، ويدعو هذا السياق الحكومةَ البريطانيةَ إلى توسيع وتكثيف حضورها العسكري في إفريقيا لمجابهة التنامي المتسارع للوجود العسكري الروسي، وبداية الوجود العسكري الصيني.  

وأما عن البيئة السياسية البريطانية فثَمّة انتقال في السلطة من حزب المحافظين، إلى حزب العمال الذي ظل 14 عاماً بعيداً عن السلطة، ولا شَكّ في أنه سوف يعمل على تحقيق مطالب وطموحات الناخب البريطاني الذي منحه صوته ليحقق فوزاً ساحقاً على حزب المحافظين، وهو ما يقتضي بالضرورة أن يبتعد عن السياسات الداخلية والخارجية التي يمكن لها أن تثير الناخب البريطاني ضده، حتى لا يتعرض لانتكاسة انتخابية يمكنها أن تُبعِده مرة أخرى عن السلطة.  

وأما عن البيئة المحلية الإفريقية، فلا تزال أصداء المشاعر المعادية للهيمنة الاستعمارية الغربية -وبخاصة الفرنسية- تتردد في الأروقة السياسية الإفريقية، وتنتشر بين الجماهير هناك ، ولا شَكّ أن حكومة حزب العمال العائدة للسلطة تدرك هذا جيداً، وبخاصة أن تجاربها السابقة في التعاطي مع الملفات الإفريقية تُعَدّ تجارب إيجابية إلى حدّ بعيد، وهذا مؤشرٌ قويٌّ على أنها ستنتهج نهجاً متوازناً في سياساتها تجاه إفريقيا، يلبي المطالب والطموحات الإفريقية، ويتجنَّب إثارة الرأي العامّ الإفريقي ضدها [26] .  

خاتمة  

يمكن الاستنتاج أن الحكومة البريطانية الجديدة ستستمر في نهجها الحَذِر والمتوازن تجاه الحضور العسكري في إفريقيا. فمن المرجَّح ألا تشهد القارة تغييرات جوهرية في انتشار أو كثافة القوات البريطانية، بل ستتجه حكومة لندن الجديدة إلى تعزيز التعاون وزيادة فعالية المهامّ العسكرية القائمة، بما يتماشى مع المتغيرات الدولية والداخلية والمحلية، لتحقيق أكبر قدر من الأهداف الإستراتيجية لبريطانيا في القارة الإفريقية.  

 

 

 يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)  

الهوامش:

(1) Phil Miller, "Revealed: The UK Military’s Overseas Base Network Involves 145 Sites in 42 Countries", on Declassified UK Website, Published at 24 November 2020, Last Visit at 26 Aug. 2024, at 1:05 pm, at      Link.  

 (2) داركو تودوروفسكي، "الوجود العسكري البريطاني في إفريقيا: أشكال عمل لندن في القارة"، على موقع الوكالة الإعلامية ”المبادرة الإفريقية”، تاريخ النشر 11 تموز/ يوليو 2024، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 26 آب/ أغسطس 2024 الساعة 1:10م، على      الرابط.  

(3) أحمد عسكر، "دبلوماسية الأمن: كيف تعمل لندن على توسيع حضورها في إفريقيا جنوب الصحراء؟"، على موقع إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية، تاريخ النشر 22 شباط/ فبراير 2024، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 26 آب/ أغسطس 2024 الساعة 1:15م، على      الرابط.  

(4) Simon Baynham, "British military training assistance in Southern Africa: Lessons for South Africa", in Africa Insight, (South Africa: African Journals Online "AJOL", Vol. 22, No 3, 1992), Pp. 218-223.  

(5) Dr. Andrew E. Yaw Tchie, "The UK Joins an Unwinnable Fight in the Sahel", on The Royal United Services Institute for Defence and Security Studies "RUSI" Website, Published at 9 April 2020, Last Visit at 26 Aug. 2024, at 1:20 pm, at      Link.  

(6) بهاء جهاد، "بريطانيا تعود إلى إفريقيا لمواجهة نفوذ روسيا والحركات المسلحة"، على موقع الشرق نيوز، تاريخ النشر 4 آب/ أغسطس 2023، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 26 آب/ أغسطس 2024 الساعة 1:25م، على      الرابط.  

(7) UK, The UK Government, Global Britain in a Competitive Age: the Integrated Review of Security, Defence, Development and Foreign Policy, CP 403, March 2021, Pp. 3-99.  

(8) Liquefied Natural Gas "LNG", "BP hopes to launch Tortue FLNG project in Q1 2024", on "LNG" Website, Published at 1 Nov. 2023, Last Visit at 26 Aug. 2024, at 1:30 pm, at      Link.  

(9) تامر الهلالي، "لماذا تسعى بريطانيا لتطوير علاقاتها مع إفريقيا؟"، على موقع صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ النشر 12 كانون الأول/ ديسمبر 2022، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 26 آب/ أغسطس 2024 الساعة 1:35 م، على      الرابط.  

(10) UK, Foreign, Commonwealth & Development Office, UK to host African Investment Summit in April 2024, Press Release, Published at 9 March 2023, Last Visit at 26 August. 2024, at 1:40 pm, at      Link.  

(11) د. مبارك أحمد، "شراكات مستقبلية . . دوافع تعزيز بريطانيا لعلاقاتها مع إفريقيا"، على موقع القاهرة الإخبارية، تاريخ النشر 13 كانون الأول/ ديسمبر 2022، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 26 آب/ أغسطس 2024 الساعة 1:45م، على      الرابط.  

(12) Murray Jones, Iain Overton, "Britain’s Special Forces on service in at least 19 countries since 2011", on AOAV Website, Published at 22 May 2023, Last Visit at 26 Aug. 2024, at 1:50 pm, at      Link.  

(13) المستقبل للأبحــاث والدراســات المتقدمــة، "اهتمام لافت: دلالات تنامي الحضور البريطاني في القارة الإفريقية"، (أبوظبــي: تقديرات المستقبل، العدد 1591، 14 تموز/ يوليو 2021) ص ص 1-4.  

(14) Emma Sjökvist, "The United Kingdom: Training Troops and Maintaining Influence in Africa", (Stockholm: Swedish Defence Research Institute "FOI", Studies in African Security, Project No A11904, Memo No 6813 August 2019), Pp. 1-2.  

(15) Op. Cit.  

(16) Abigail Watson, Emily Knowles, "Improving the UK offer in Africa: Lessons from military partnerships on the continent", (Oxford: Oxford Research Group, Remote Warfare Programme, IN FOCUS, March 2019), Pp. 1-4.  

(17) Op. Cit.  

(18) نهاد محمود، "تجارة الأخشاب غير القانونية في إفريقيا.. الفاعلون والآثار والسيناريوهات المستقبليّة"، على الموقع الإلكتروني لمركز فاروس للاستشارات والدراسات الإستراتيجية، تاريخ النشر 10 آب/ أغسطس 2024، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 26 آب/ أغسطس 2024 الساعة 1:55م، على      الرابط.  

(19) BBC News, "British troops aid Malawi wildlife anti-poaching fight", BBC News Website, Published at 16 Feb. 2018, Last Visit at 26 Aug. 2024, at 2:00 pm, at      Link.  

(20) يورونيوز، "الكوارث الطبيعية في إفريقيا: 40 بالمئة من السكان لا يُتاح لهم الوصول إلى نظم الإنذار المبكر، على الموقع الإلكتروني يورونيوز، تاريخ النشر 15 أيلول/ سبتمبر 2023، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 26 آب/ أغسطس 2024 الساعة 2:05م، على      الرابط.  

(21) Laura Makin-Isherwood, "How The British Military Are 'Opening Doors' In Africa", on BFBS Website, Published at 10 March 2020 , Last Visit at 26 Aug. 2024, at 2:10 pm, at      Link.  

(22) د. سعيد ندا، "تراجُع النفوذ الفرنسي في إفريقيا: الأسباب والمآلات" (أنقرة: مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية، تقرير تحليلي، حزيران/ يونيو 2024) ص ص 5-18.  

(23) BBC News, "Travel firms suspend flights to Mombasa after FCO warning", BBC News Website, Published at 16 May 2014, Last Visit at 26 Aug. 2024, at 2:15 pm, at      Link.  

(24) The UK Government, "British military train Somali Army in Baidoa", The UK Government Website, Published at 2 June 2021, Last Visit at 26 Aug. 2024, at 2:20 pm, at      Link.  

(25) BBC News, "British troops aid Malawi wildlife . . . Web Op. Cit.     

(26) د. حمدي عبد الرحمن حسن، "ماذا يعني فوز حزب العمال البريطاني لإفريقيا؟"، على موقع قراءات إفريقية، تاريخ النشر 7 تموز/ يوليو 2024، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 26 آب/ أغسطس 2024 الساعة 2:25م، على      الرابط.