إيران تستمر في عزل العراق عن عمقه العربي والتشويش في سوريا

إيران تستمر في عزل العراق عن عمقه العربي والتشويش في سوريا

2025-05-19
95 مشاهدة

أكدت إيران مجدداً على التمسُّك بنفوذها في العراق في ظلّ الضغوط التي تتعرض لها من أجل تحجيم دورها الإقليمي، الأمر الذي انعكس على فشل القمة العربية التي استضافتها بغداد في 17 مايو 2025، نظراً لعدم حضور أبرز الرؤساء والملوك العرب، بالإضافة إلى انسحاب أمير قطر تميم بن حمد. 

قبل القمة نجحت إيران عن طريق حلفائها في النظام العراقي الحاكم في عرقلة حضور الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، حيث عكفت وسائل إعلام تابعة لجهات عراقية مرتبطة بإيران على إطلاق تهديدات تستهدف الرئيس الشرع، مع إشاعة أجواء سلبية، الأمر الذي دفع سوريا في نهاية المطاف إلى تكليف وزير الخارجية أسعد الشيباني بترؤس وفد بلاده إلى القمة. 

أيضاً افتعلت الأطراف العراقية المحسوبة على إيران قبل عدة أسابيع من القمة أزمة مع دولة الكويت، حيث أصدرت المحكمة الاتحادية العراقية التي يسيطر عليها حليف إيران العراقي نوري المالكي قراراً يقضي بتأجيل التصديق على اتفاقية الملاحة في خور عبد الله، الأمر الذي أزعج الكويت ودول الخليج. 

وأوفدت إيران إلى العراق قبل أيام قليلة من القمة قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، بالتوازي مع الجولة التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دول الخليج العربي، مما أعطى مؤشراً على تمسُّك إيران بنفوذها في العراق، وعدم رغبتها بفقدان ما تبقى لها في الإقليم. 

من جهة أخرى، تنسق إيران مع بعض التيارات ضِمن حزب العمال الكردستاني الموجودة في العراق وسوريا، وتدفعها لعدم إلقاء السلاح والدخول في التسوية، على أمل استمرار التوتر خاصة في سوريا للتشويش على الإدارة السورية الجديدة التي تنظر لها طهران على أنها معادية. 

تدرك إيران أن الاستقرار في سوريا سيتيح لدمشق العمل على إعادة التموضع ضِمن محور إقليمي منافس لإيران، ولذا لا تريد منح الفرصة للاستقرار في سوريا فيما يبدو، ومن جهة أخرى فإن رضوخ طهران لتقليص نفوذها في العراق سيُفقدها القدرةَ على المناورة في ساحة مهمة، واستثمار هذه الساحة في تحقيق مكتسبات عديدة. 

على العموم، أكدت إيران أنها قادرة على عزل العراق عن عمقه العربي، وبلدان الجوار، رغم كل المحاولات التي تبذلها الحكومة العراقية الحالية لإظهار التوازن وصياغة سياسة منسجمة بحدّ أدنى من المصالح العراقية بمعزل عن رغبات إيران.