logo
facebooktwitterinstagramyoutubelinkedintelegramthreads
تهديد ترامب لحلفاء الناتو يثير ردَّ فعل عنيفاً في أوروبا
فبراير 14, 2024
93
حجم الخط


في تصريحات مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية في كارولينا الجنوبية، عزمه على "تشجيع" روسيا على مهاجمة دول الناتو التي لا تلتزم بالإنفاق الدفاعي المطلوب. هذا الموقف قُوبل بانتقادات واسعة من قادة أوروبيين، مشددين على أهمية الوحدة والتضامن الدولي في مواجهة التهديدات، وسط تزايُد القلق بشأن تأثير هذه السياسات على الاستقرار العالمي والعلاقات الأمريكية الأوروبية، النص المترجم أدناه يتحدث عن صَدَى التصريحات.

نص الترجمة:

قال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الأبرز في الحزب الجمهوري خلال تجمُّع في كارولينا الجنوبية في حملته الانتخابية إنه سـوف "يُشجّع" روسيا على مهاجمة أي دولة في الناتو لا تساهم بنسبة 2% من ناتجها المحلي الإجمالي في خزينة الحلف المالية، فقد زعم ترامب أن رئيس "دولة كبيرة"، لم يُسمّها، في أوروبا سأله ذات مرة: "إذا لم ندفع، وتعرضنا لهجوم من روسيا، هل ستقومون بحمايتنا؟"، فردّ ترامب قائلاً: "لا، لن أحميكم. في الواقع، سأشجعهم (أي روسيا) على فعل كل ما يحلو لهم بكم. عليكم أن تدفعوا كل ما يترتب عليكم من التزامات".

قال جوزيب بوريل Josep Borrell، رئيس سياسات الاتحاد الأوروبي الخارجية وشؤون الدفاع في بروكسل صباح الاثنين: "لنكن جديين، لا يمكن أن يكون الناتو تحالُفاً عسكرياً "حسب الرغبة"، فلا يمكن أن يكون تحالُفاً عسكرياً يعمل بناءً على مزاج رئيس الولايات المتحدة في مثل تلك الظروف".

وأضاف بوريل: "لن أضيّع وقتي في التعليق على أي فكرة سخيفة تظهر خلال هذه الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة".

كذلك استجلبت التعليقات الاستفزازية لترامب توبيخاً من شارل ميشيل Charles Michel، رئيس المجلس الأوروبي، الذي قال على حسابه على منصّة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقاً)، إن "التصريحات المتهورة حول أمن الناتو -وخاصة ما يخصّ المادة الخامسة من ميثاق الحلف- تخدم مصلحة بوتين فقط".

تتطلّب المادة الخامسة من كل دول حلف شمال الأطلسي العسكري الـ31 أن تأتي لمساعدة أي عضو يقع ضحية لهجوم مسلّح، وقد تم تطبيقها مرة واحدة فقط في أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر على الولايات المتحدة.

وأضاف ميشيل قائلاً: "إنهم لا يجلبون المزيد من الأمان أو السلام للعالم، "بل على العكس، إنهم يؤكدون مجدداً على الحاجة للاتحاد الأوروبي لتطوير استقلاليته الإستراتيجية بشكل عاجل والاستثمار في دفاعه، والحفاظ على قوة تحالُفنا".

 كذلك، قال تييري بريتون Thierry Breton، المفوض الأوروبي للسوق الداخلية، لقناة التلفزيون الفرنسية LCI : إن تعليقات ترامب أظهرت أن الديمقراطية الأمريكية كانت "مُختلّة".

أضاف بريتون أنه، "لا يمكننا المقامرة بأمننا كل 4 سنوات"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كما ادعى أن تعليقات ترامب كانت متعلقة بمحادثة أجراها مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين Ursula von der Leyen بينما كانت في منصبها في عام 2020. وبحسب ما ورد، أخبرها ترامب بأن الولايات المتحدة لن تساعد أوروبا إذا تعرضت لهجوم.

قال ترامب خلال منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس عام 2020، بحسب ما ذكر بريتون، "عليكم أن تفهموا أنه إذا تعرضت أوروبا للهجوم، فلن نأتي أبداً لمساعدتكم أو دعمكم"، مضيفاً: "بالمناسبة، لقد أصبح حلف الناتو ميتاً".

قالت وزارة الخارجية الألمانية –واحدة من أكبر الدول المُنفِقة في الناتو التي لا تصل نفقاتها إلى الهدف البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي– إن "حلف الناتو يحافظ على أمان أكثر من 950 مليون شخص – من أنكوريج Anchorage  في الولايات إلى أرضروم Erzurum في تركيا".

النائب البلجيكي جاي فيرهوفشتات Guy Verhofstadt، الذي يشغل مقعداً في وفد البرلمان للعلاقات مع الولايات المتحدة، اتجه أيضًا إلى منصة X لدعوة الاتحاد الأوروبي إلى "تنسيق جهود الدفاع ودمجها من الشراء إلى نشر القوات"، لتقليل الاعتماد على واشنطن.

يشعر المسؤولون في بروكسل بقلق متزايد من أن عودة ترامب قد تعطل بشكل كبير سياسة الغرب المنسَّقة بإحكام بشأن أوكرانيا وتُقوّض تأثير الناتو.

يسعى الاتحاد الأوروبي إلى توسيع صناعته الدفاعية وقُدُراته العسكرية في محاولة لتعزيز ما يُسمى بـ"استقلاليته الإستراتيجية".

تثير المخاوف من أن ترامب قد يعيد فرض رسوم جمركية عقابية على المنتجات الأوروبية الداخلة إلى الولايات المتحدة القلق أيضاً، وقد تعهد ترامب بأنه إذا تم انتخابه سيرفع الضريبة بنسبة 10% على جميع الواردات الأجنبية، ورسوماً أعلى حتى على السلع المصنوعة في الصين.

وقد قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية يوم الاثنين: إن الهيئة التنفيذية "تقوم بإعداد عملية داخلية مُنظمة للاستعداد لجميع النتائج المحتملة للانتخابات الرئاسية الأمريكية"، لكن لم يتم تقديم مزيد من التفاصيل.

ترجمة: عبد الحميد فحام
المصدر:( Euronews)

logo

مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية، مركز دراسات وتفكير، تأسس في لندن مطلع يناير 2020، بفريق من الباحثين والخبراء المختصِّين من مجموعة واسعة من دول منطقة الشرق الأوسط.

اتصل بنا

  • 00442036758971
  • info@dimensionscenter.net
  • Dimensions, The Mille, 1st floor, 1000 Great West Road, Brentford, TW8 9DW, GB
© 2024 مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، جميع الحقوق محفوظة.
Powered with
by
lazemni.com