حزب الله الأدوار الحاليّة والسيناريوهات المستقبليّة
2022-07-042369 مشاهدة
مرّ حزب الله اللبناني في السنوات الأخيرة بمراحل عدة، فرضتها الظروف الإقليمية والتطورات المحلية، حيث سعى إلى إعادة تموضعه على أكثر من صعيد، من خلال رسم تحالُفات ومحاولة اكتساب أدوار تتخطّى دوره التقليدي الذي كان يركز على مواجهة إسرائيل.
وإذا كانت أدوار حزب الله تصاعدت مع انخراطه في الحرب السورية ثم انعكاس هذا الانخراط على لبنان، فإن تلك الأدوار أخذت تتشعّب أكثر داخل البلاد في السنوات الأخيرة، حيث تمثلت إحدى رافعاتها في الانتخابات التشريعية عام 2018، التي فاز بها مع حلفائه بالأكثرية، وصولاً إلى الانتفاضة الشعبية عام 2019 والأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة، ثم انفجار مرفأ بيروت، وهي أحداث فرضت على الحزب سياسات وإجراءات جديدة.
وتمتد الأدوار الحالية لحزب الله على أصعدة مختلفة، منها الإعلامية، حيث يمتلك مؤسسات عدة، ويحظى بتأييد مؤسسات أخرى، فيما بات يدعم إعلاميين وباحثين شباباً يروّجون لسياساته وأفكاره، إنْ كان في ما يتعلق بالشأن المحلي أو بالشأن الإقليمي.
في الفترة الأخيرة، تصاعد الدور الاقتصادي للحزب، من خلال العمل على مساعدة بيئته الحاضنة، في ظل الأزمة المعيشية الخانقة، وذلك عَبْر الحرص على دفع رواتب منتسبيه بالدولار الأميركي، وتوزيع بطاقات تموينية وتأمين المحروقات وتوفير الاستشفاء، وتنفيذ عدد من المشاريع. وفي طبيعة الحال، يبقى دور حزب الله العسكري والأمني دوراً أساسياً، حيث يسعى دائماً لحماية وجوده المسلح، فضلاً عن حماية بيئته والمناطق التي يتواجد فيها من أي اختراق أو محاولات تضييق.
الدور السياسي لحزب الله يبرز بشكل واضح، بَدْءاً من مشاركته في الحكومات اللبنانية، ووصولاً إلى أدواره الإقليمية، خصوصاً في ما يتعلق بفلسطين وسورية والعراق واليمن، والعلاقة المتوترة مع دول الخليج.
سيناريوهات عدة تحيط بأدوار حزب الله المستقبلية، تبدأ أولاً بالسيناريو المرتبط بالأزمة الاقتصادية، إذ بعد مرور سنتين على محاولة مواجهته تأثيرات تلك الأزمة، من المتوقع أن يدفع الحزب نحو تفعيل السياسة اللبنانية والتفاوض مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، التي تتضمن الرقابة على المعابر حيث يوجد الحزب نفسه، ومحاربة الفساد، الذي اختار الحزب أن يواجهه.
إقليمياً، يرتبط دور حزب الله بالدور الإيراني في المنطقة، علماً أن السيناريوهات تدور حول محاولة الدول الإقليمية الكبرى الحدّ من دور الحزب ميدانياً وعسكرياً في سورية والعراق تحديداً، أو الحدّ منه في دول الإقليم وتحجيمه ليقتصر على سورية.
للمزيد إقرأ: